المقالات

تحالفات وتجاذبات ومعاناة المواطنين

811 20:11:00 2010-04-25

زهراء البغدادي

ليس عيباً او مشكلة الاختلاف في طبيعة التوجهات والمناهج مازالت تصب بمجملها في المصلحة الوطنية والاختلاف سنة طبيعة يفرضها التنوع بين البشر في الافكار والمتبنيات والتوجهات وقد يختلف افراد الحزب الواحد في طبيعة الفهم والتصورات الجزيئة والتفصيلية بل قد يختلف الفرد الواحد مع نفسه عندما يغير موقفه وفكرته بمرور الزمن لاعتقاده ان التطور لا يلامس الماديات والتصورات الخارجية بل يشمل الافكار والتصورات المعنوية.فان من الصحيح ان نختلف في مجمل التصورات القابلة للتغير والنظرة الثنائية والا لاصبحنا جهة واحدة ولما تحولنا الى احزاب وكيانات وقوى ومنظمات والمقصود بالاختلاف هنا هو في التفصيلات والجزيئات وليس الثوابت الوطنية والخطوط العامة التي لا تقبل التغير او التعديل كالسيادة والوحدة الوطنية والنظام الديمقراطي بشكلها البرلماني او الرئاسي.والمحذور من الاختلاف هنا هو الاختلاف في الثوابت الوطنية والخطوط العامة وهي خطوط حمر لا يمكن تجاوزها او التلاعب فيها.وطبيعة التحالفات القادمة لتشكيل الحكومة او تأطير المعارضة البرلمانية ينبغي ان تخضع للمعايير الوطنية المتجسدة بالثوابت والكليات العامة التي لا تقبل التغيير او التعديل كما أشرنا اليها.مصلحة الوطن ومصالح المواطنين هي المصلحة العليا التي ستكون محور التحالفات والمفاوضات القادمة بين الكتل والكيانات بل ستكون نفس البرامج والمناهج التي تحرك الناخب من خلالها لاختيار الكيانات السياسية التي تمثله في مجلس النواب محوراً لطبيعة المفاوضات القادمة في ترسيم التحالفات الجديدة.وقد يقال ان مصالح المواطنين والوطن كلمات كلية وذهنية مجردة يمكن اطلاقها من الجميع ولا تكشف متبادراتها اللفظية الى واقع مشخص يمكن تعريفه وتوضيحه وقد يدعّي الجميع بانه لا يستهدف في حركته ومساره السياسي سوى هذه المصالح.واذا كان هذا الكلام صحيحاً فالصحيح ايضاً ان شعور المواطن واحساسه لحاجاته الذاتية والموضوعية في تحقيق طموحاته التكتيكية والاستراتيجية هي قضية غير عصية على الافهام وهي ليست طلاسم والغازاً تتحرك في سياق التلاعب بالالفاظ بل معلومة الافق ومحددة المطالب وهي باختصار تشمل الخدمات والامن وحل ازمة السكن والبطالة والنهوض بواقعه المعيشي في مواجهة التضخم او الانكماش الاقتصادي كطموحات تكتيتكة والاعمار والازدهار وترميم البنى التحتية وتشكيل جيش قادر على الدفاع عن حدود العراق وامن داخلي قادر على حماية مكاسب المواطن العراقي وانجازات التجربة الجديدة وتطوير الواقع الزراعي والتعليمي والتدريسي كطموح استراتيجي.الانشغال بمصالح الكيان النيابي او الحزب السياسي في خضم التفاوض التحالفاتي بين القوى السياسية والانهماك بالحصص والمناصب الحزبية يعتبر اول خطوة بالخروج عن الوعود والعهود التي قطعها المرشحون لناخبيهم اثناء الحملة الانتخابية.وتنبغي الاشارة العابرة الى نقطة جديرة بالاهتمام في هذا السياسي وهي محاولة مفترضة لاستبعاد الاشكال المقدر بين التقاطع بين المصلحة الوطنية ومصالح الاحزاب السياسية لاعتقادنا بان مصالح اغلب الاحزاب السياسية المشاركة في العملية السياسية لا تتقاطع اساساً مع المصلحة الوطنية العليا لانه كانت ومازالت تناضل وتقاتل من اجل الوطن والمواطنين وضحت بمصالحها الذاتية والحزبية من اجل انقاذ الوطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك