قلم : سامي جواد كاظم
الانسان المؤمن يتفنن في ابتكار اعمال عبادية تقربه الى الله عز وجل وعندما يكون هذا المؤمن على درجة عالية من الايمان والطاهرة فان اعماله تكون خالصة لله عز وجل وتصبح سنة لمن يقتدي به ، والاقتداء هو الالتزام حرفيا بالعمل العبادي الذي نقدم عليه .ونحن نعيش الايام الفاطمية والتي تخص ذكرى استشهاد الزهراء عليها السلام فاننا سنتطرق الى عمل عبادي مهم كانت عليها السلام ملتزمة به وهذا العمل هو تسبيحة الزهراء .حث الائمة عليهم السلام شيعتهم على الالتزام بهذا التسبيح لما فيه من اثر عظيم واجر كريم ، وهنا لابد من التطرق بمتعلقات هذه التسبيحة العظيمة .اولا اصل هذه التسبيحة هي هدية من رسول الله (ص) لابنته لما شكت التعب والاعياء من كثرة مشاغل البيت وذلك لاعتمادها الكلي على نفسها من غير تخصيص جارية لها وابوها خير خلق الله والحاكم للاسلام فعلمها رسول الله (ص) هذا التسبيح 34 الله اكبر 33 سبحان الله 33 الحمد لله فانها سوف لا تعاني من تعب ولا تشكو من اعياء .هذه التسبيحة حتى يتم ضبط العدد لابد من شيء يساعدها على العد ولان الزهراء عليها السلام يسري الايمان في جسدها والخشوع لله في عقلها وقلبها فانها فكرت بعمل مسبحة حتى تمكنها من ضبط عدد التكبيرات وهذه دلالة قطعية على الايمان المطلق بالتسبيحة لما لها من اثر رباني اخروي قبل ان يكون دنيوي الا وهو التقرب الى الله عز وجل .ولا ابالغ اذا قلت ان فاطمة اول من اكتشفت المسبحة حيث قامت بفتل خيط من صوف ومن ثم بدأت بعقده مئة عقدة بعدد التكبيرات والتسبيحات والتحميدات وتعد هذه الفكرة من الافكار الرائعة في اكتشاف هذه المسبحة البسيطة في شكلها والعميقة في مغزاها.ومن ثم طورت هذه المسبحة لتاخذ شكل اخر ، متى طورتها ؟ طورتها بعد استشهاد عم النبي حمزة بن عبد المطلب عليه السلام ، ولماذا هذا الوقت ؟ لان فاطمة عليها السلام كانت تزورقبور شهداء احد وتخص عمها بزيارة مخصوصة وقد اخذت من تراب قبره فعملته مسبحة هي نفس المسبحة اليوم التي تصنع من تربة قبر الحسين عليه السلام .هذه المسبحة الطينية الزهرائية تجعلنا نقف قليلا لنتاملها ونتامل ابعادها ، البعد الاول زيارة القبور وانها لو كانت محرمة لمنعها رسول الله (ص) ، وثانيا اعتمادها تربة قبر سيد الشهداء في حينها قبل استشهاد ولدها يدل دلالة واضحة على مكانة تراب قبر الشهداء ولانها عالمة غير معلمة فلا يستبعد ان عملها هذا بالهام الهي او على اقل تقدير طالما لم يمنع الرسول هذا العمل فيعد اقرار منه ولانه لا ينطق عن الهوى اذن الموافقة الهية على هذا العمل ، وثالثا مقارنة بترية الحسين عليه السلام الذي منح لقب سيد الشهداء لعظم منزلته فهو الاجدر بالكرامات الالهية فيما يخص تربته ، ورابعا التفكير الصناعي لدى الزهراء عليها السلام في ايجاد هذه الوسائل لتزداد تعبدا وبشكل نظامي وان هذه المسبحة تدل على ضرورة ضبط العدد ولا يجوز تجاوزها او انقاصها فانها لا تؤدي الغرض ان اختل العدد فكمن يُطلب منه السير عشرة امتار ومن ثم التوقف لفتح الباب فاذا سار اكثر ارتطم بالباب واقل لم يصل الباب .اما الاثار المترتبة على المواظبة عليها وتحديدا عند النوم وفي دبر كل فرض من الصلاة مباشرة فانها تجعل الملتزم بها في جنات النعيم وبمنزلة الصديقين كما جاء على لسان اكثر الائمة عليهم السلام ، وهذه مجموعة من الاحاديثقال الإمام الصادق عليه السلام: ((مَن سبّح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السلام قبل أن يُثني رجليه من صلاة الفريضة غفر الله له، وليبدأ يالتكبير)) (التهديب للشيخ الطوسي: 2/105).
وروي كذلك عنه عليه السلام: ((تسبيح فاطمة الزهراء في كلّ يوم من دُبر كلّ صلاة أحبُّ إلىَّ من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم))( الكافي (كتاب الصلاة) 343 ح15).
وروي عنه أيضاً في فضيلة تسبيح فاطمة عليها السلام قبل النوم: ((من بات على تسبيح فاطمة عليها السلام كان من الذاكرين لله كثيراً والذاكرات))( وسائل الشيعة: 4/1026 ح4).
قال أبو عبدالله عليه السلام: ((تسبيح فاطمة عليها السلام في كلّ يوم في دبُر كلّ صلاة أحبُّ إليَّ من صلاة ألف ركعة في كلّ يوم))( الكافي (كتاب الصلاة) 343 ح15).
قال أبو جعفر عليه السلام: ((من سبّح تسبيح عليها السلام ثمّ استغفر غُفر له، وهي مائة باللسان وألف في الميزان، ويطرد الشيطان ويرضي الرحمان))( وسائل الشيعة: 4/1023 ح3).
تسبيح فاطمة عليها السلام سبيل إلى الجنة: روى عبدالله بن سنان، عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: ((من سبّح تسبيح فاطمة في دبر المكتوبة من قبل أن يبسط رجليه أوجب الله له الجنة))( فلاح السائل لابن طاووس: 165).
عن الإمام الصادق عليه السلام حيث قال: ((في تسبيح فاطمة عليها السلام: تبدأ بالتكبير أربعاً وثلاثين، ثمّ التحميد ثلاثاً وثلاثين، ثمّ التسبيح ثلاثاً وثلاثين))( الكافي كتاب الصلاة ص 342، وسائل الشيعة: 4/1025 ح2).
https://telegram.me/buratha