هشام حيدر
الشعب...بضاعة تباع وتشترى كأي بضاعة اخرى ! هذا هو الواقع بلا مزايدات !!فكم من حاكم باع شعبه لاجل منفعته او لاجل كرسيه بمعنى ادق !اما علاقته بالشعب فهي علاقة عرض وطلب لاسيما في الدول المتمقرطة في العالم الثالث !لذا ترى ان فترة الحملات الانتخابية هي افضل اوقات حكم الرئيس حيث يتطرق هو وحاشيته الى معظم المشاكل ويضعون الحلول وينزلون الى الشارع من بروجهم ويبحثون عما يرضي هؤلاء (الهمج الرعاع) فيقدمون لهم شيئا منه كهبات ومكارم اما الخطابات التي يرغبون بها فيقدمونها لهم بكثرة !حتى قيل لو ان فترة الحملة الانتخابية الاخيرة في العراق طالت لعدة اشهر لتم حل جميع مشاكله !!والخطابات صنفان....اولهما الخطب الرنانة الطنانة التي يدرس فيها الحاكم حركاته وسكناته وفقا لما يشير عليه دهاقنة علم النفس والاجتماع في عصره ومصره بما يلبي رغبات ....السادة المشاهدين !!والثاني هو الخطاب العام الذي يتداوله فريقه الحزبي او السياسي من خلال اللقاءات الاعلامية الخاصة او عبر بعض البرامج !ويتم خلال كلا الصنفين التلاعب بالالفاظ وتحويرها وتجييرها حسب متطلبات المرحلة وماتمليه الضرورة الانية ولنضرب بعض الامثلة .....بعيد اعلان النتائج الجزئية مؤخرا والتي اشارت وفق السيناريو الى تقدم قائمة المالكي ...اخذ رجال حزبه وكتلته يتحدثون عن حكومة الاغلبية السياسية ويهاجمون مصطلحات الشراكة والوحدة على ان كتلتهم تعبر عن راي الشارع وان أي حديث يتعارض مع هذا الطرح يعني مصادرة لراي الاغلبية التي انتخبت واختارت الكتلة الوطنية والبرنامج الوطني وحازت اكبر عدد من الاصوات والمقاعد الخ !العراقية قالت ان الدستور ينص على ان الكتلة النيابية الاكبر هي التي تكلف بتشكيل الحكومة الامر الذي قوبل برد عنيف من رموز قائمة المالكي اذ رؤا ان هذا تجاوز على الدستور والتفاف على ارادة الناخب الذي (عبر عن رايه ورغبته بكل حرية وشفافية) وان الدستور كان واضحا بهذا الصدد !الدنماركي علي العلاق استغرب هذا التفسير (المعوج)حسب وصفه قائلا ان (الفقه الدستوري) فقه دولي وانه وفي كل دساتير الانظمة الديمقراطية فان الكتلة الفائزة في الانتخابات هي التي تشكل الحكومة وانه باعتباره (فقيها) درس الفقه لاكثر من 15 عاما يجد ان كلا الفقهين (الاسلامي والدستوري) لايهملان أي مفردة في النص وان ........ الخ والخلاصة ان التفسير الفقهي العلاقي يرى ان دستورنا يرى ان كتلته هي من يجب ان يشكل الحكومة!بطفرة جينية في برنامج المفوضية سيء الصيت انقلبت موازين القوى انقلبت معها التصريحات وتبادل الطرفان استخدام الالفاظ وتفسيرها!المالكي تخلى عن العلاق وفقهه وارسل يستفتي الفقيه مدحت المحمود وعلاوي تخلى عن التحليلات الدملوجية واستغرب ان يفسر البعض ذلك النص الدستوري بهذه الطريقة وصار يتحدث هو ورفاقه هذه المرة عن ارادة الناخب وراي الاغلبية ومصادرة ماافرزه صندوق الاقتراع !ولعل هذه هي المرحلة الثانية من مراحل تبادل الادوار في المشهد العراقي مؤخرا بين هاتين القائمتين اذ سبق وان اوضحت تقاسمهما اللعبة الانتخابية وتبادل الادوار في اتهام المفوضية حسب التناوب في عدة مقالات اهمها ماكان على الرابط...http://drhusham.jeeran.com/election.htm
وكما تبادلا المواقف في اتهام المفوضية وفي ادعاء تمثيل الشارع وارادة الناخب والمواطن وتفسير الدستور تبادلا في الوقت ذاته مظاهر العداء والتجافي حتى بدا الطرفان وكانهما يسيران في اتجاهين متعاكسين لايمكن ان يلتقيان ابدا!بل ان بعض التصريحات ذهبت الى اتهام من يلتقي بالطرف الاخر بالكفر والزندقة والردة والخيانة !!ومع كل ماتم توضيحه حول نتائج الانتخابات ....ومع مافضحه المشهداني كذلك ..راجعhttp://www.youtube.com/watch?v=V9lBMUFVpw4
فان ادعاء تمثيل الشعب او ارادة الناخب او الاغلبية مثير للسخرية والاشمئزاز في الوقت نفسه ولو صح ادعاء احدهم بذلك فما الذي يمنعه ان يذهب ويشكل الحكومة ..؟؟؟؟مؤخرا عادت الموازين لتنقلب وتتغير التصريحات وذاب جليد ايسلندا القطبي بسحابة الغبار البركاني وبات الكل يسال الان ...ايلتقي الجبلان ..؟؟ويبدو الان ان (ارادة الشعب) تتجه الى رمي تلك الصفحة الى الوراء والتي كان الغرض منها ذر الرماد البركاني في عيون العراقيين لاالاوربيين بما ينتج تحالف الطرفين - المتحابين المتعاديين نزولا عند رغبة (غالبية الشعب) وسيتحمل كل منهما (ثقل دم ) الاخر مرغما ويجلس ويستمع اليه لاقناع احدهما بالتخلي عن (طائفيته)و(عمالته لايران ) واقناع الاخر بالتخلي عن تنظيمات حزب البعث العربي الاشتراكي !ودمتم للنضال !ولتحقيق (رغبات) و (ارادة) ....الشعب !
هشام حيدرالناصرية
https://telegram.me/buratha