المقالات

ال الحكيم قدموا دماءهم وحقنوا دماء شعبهم (1-2)

1039 19:44:00 2010-04-22

اكرم الثوري

ثمة حقائق في مسيرة ال الفقاهة والشهادة من اسرة الامام الحكيم لا يمكن انكارها او اغفالها وربما لم تتضح بعد ابعادها وملامحها وهي حقائق ينبغي الوقوف عندها قليلاً لكي تتضح طبيعة الدور التضحوي لهذه الاسرة الكريمة وما صنعته في خدمة العراق ونجاحها في حقن دماء العراقيين.سنشير الى بعض مواقف هذه الاسرة المجاهدة التي قدمت نفسها في طريق الخلاص وانقاذ العراقي وكانت رمز التضحية والفداء والايثار.ولعل الموقف الشجاع والمبدئي للامام محسن الحكيم (قدس) في مواجهة الانظمة المستبدة التي حاولت تطويع الفتوى الفقهية لتحقيق اغراضها البوليسية لقمع الاخوة الكرد وتحريمه قتال الاخوة الكرد يعبر عن منتهى التضحية والايثار والشجاعة وربما يجد لو التمس الامام محسن الحكيم (قدس) لنفسه الاعذار والمبررات الشرعية كالتقية وغيرها لاجاز مقاتلة الاخوة الكرد لكنه لم يضع امامه الا الموقف الشرعي التأريخي الذي لا يقبل التقية او التورية او التمويه لشعوره ان المجاملة في الدماء لا تليق به ولا تجوز لغيره من مراجع الدين.والمفارقة ان الذين وقفوا مع الانظمة الحاكمة في بغداد في تلك الفترة كانوا من وعاظ السلاطين وفقهاء السلطة الذين يعيبون على اتباع اهل البيت العمل بالتقية بينما وقفوا في خدمة تلك الانظمة وامتنع الامام محسن الحكيم (قدس) الانصياع لمزاج السلطات البوليسية الحاكمة.ولابد من الاشارة العابرة الى نقطة هامة في هذا السياق لكي لا تلتبس الامور عند القارىء ويتوهم ان التقية جائزة في هذا المجال فان من الواضح جداً ان اعتقادنا بالتقية لا يتعدى مجال الدماء والفروج فلا تقية في الدماء.والموقف الاخر للشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم عندما واجه السلطة الحاكمة في بغداد في نهاية الستينات فنأى بنفسه عن توريط اتباع ومقلدي والده الامام محسن الحكيم (قدس) في هذه الازمة خاصة انه تيقن ان النظام الحاكم يخطط لاعتقاله بعد الصاق التهم البائسة بحقه كتهمة الجاسوسية فحاول مواجهة السلطة بنفسه لكي يحقن دماء اتباع اهل البيت في العراق فخرج من العراق دون ان يخلف وراءه المئات بل الالاف من الضحايا والشهداء.ولعل موقف شهيد المحراب في عهد المعارضة وحرصه على اهمية الحفاظ على سلامة العراقيين رغم بشاعة ووحشية النظام الصدامي وطبيعة المواجهة العنيدة مع العصابة الصدامية لكنه كان يفكر اولاً بحماية العراقيين في كل حركته السياسية والجهادية فقد اقترح عليه احد القادة الميدانيين في فيلق بدر بتحرير محافظة ميسان واحداث انتفاضة شعبية مسلحة في سنة 1999 بعد الاتفاق مع ضباط عراقيين في الجيش العراقي فوافق شهيد المحراب على هذا المقترح وابدى وضع كل الامكانات والقدرات في تحقيق هذا الهدف لكنه اشترط على القائد الميداني شرطاً لكي يدعمه بقوة وكان شرطه هو الحفاظ على سلامة المواطنين من اهالي العمارة من ردود فعل النظام التي تعقب الانتفاضة المفترضة وتأكيده بان تحقيق الهدف لا يكفي بل الحفاظ على الهدف وحقن دماء الناس في محافظة ميسا ن فليس من الصحيح ان نعلن الانتفاضة وننسحب ونترك اهالي العمارة امام مطرقة مدفعية ودبابات النظام الصدامي.واوقف شهيد المحراب هذه الانتفاضة حفاظاً على اهالي العمارة بعد ان رفض القائد الميداني المذكور هذا الشرط.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك