اكرم الثوري
ثمة مقولة لامير المؤمنين ومولى المتقين علي بن ابي طالب (عليه السلام) بالغة وبليغة هي " لا يعرف الحق بالرجال ، اعرف الحق تعرف اهله" ومهما كانت اهمية الانسان الذي استخلفه الله في ارضه فانه راحل وزائل لا محالة ولا يمكن ان يكون مقاساً للحق.فليس لدينا ازمة في الرجال وليست مشكلتنا في العراق مشكلة اشخاص فان الرجال راحلون زائلون والوطن باق وليس من الصحيح ان نضحي بالزائل من اجل الباقي بل نضحي بانفسنا من اجل الوطن والدين والمبادىء.تلك الحقبة التي كان كل شىء من اجل (المهيب) وضاع الوطن وخيراته وثرواته بسبب رغبات وحماقات (المهيب) قد انتهت بلا رجعة ولن تعود مهما كانت الاسباب والمبررات فان ظاهرة تأليه وتقديس الاشخاص ليس لها وجود في النظم الديمقراطية التي يكون الحاكم كالمحكوم في الحقوق والواجبات.وازمتنا الراهنة ليست في شخص رئيس الوزراء فقد تجاوزنا الشخوص والاسماء ولكن المشكلة الحقيقة هو مواصفات ومقاسات رئيس الوزراء الذي سيكون اميناً على شعبه بكل مكوناته ولا ينفرد او يستبد بمواقفه وقراراته وينسى في نشوة السلطة كل تعهداته والتزاماته.لنكن صريحين اكثر ان موقع رئاسة الوزراء من اخطر المواقع التنفيذية ويستطيع صاحبه ان يتجاوز كل القيم الدستورية والقانونية باحتيال او حذاقة خاصة ان الصلاحيات بين السلطات الثلات مرناً وغير جامد ويستطيع الاخرون تطويع القرارات لصالحهم.الائتلاف الوطني العراقي لا يهمه من يكون في هذا المنصب بل غاية اهتمامته وهموهه هو تلك المواصفات التي اكدها وما يناسبها من اشخاص يكونون مسؤولين امام شعبهم والدستور والبرلمان.ومازلنا نؤكد ونشدد على اننا ليس لدينا فرض او رفض لاحد مهما كان موقعه وانتماؤه وطائفته ولكن ينبغي ان يكون ضمن تلك المواصفات التي اكدناها باستمرار ولا يهمنا حينئذ من سيكون رئيساً للوزراء في المرحلة القادمة.
https://telegram.me/buratha