فيصل الناصر/اكاديمي
تابعت مانشر بخصوص اوراق الفريق طاهر الحبوش وبغض النظر عن شخصية الناشر. ولغرض تدوين هذه الشخصيات والاحداث بشكل صادق مع النفس ومع التاريخ كان الاجدار بالحبوش ان يكون منصفآ وعادلآ في ذكر الحقائق رغم مرارتها.سأحاول تسليط الضوء على ماذكره الحبوش حول تعامل القياده في العراق بذلك الوقت مع رجال الدين وبالخصوص مع السيد ابو القاسم الخوئي وعموم رجال الدين في النجف الاشرف تحديدآ. لقد كانت القياده السياسيه في العراق بذلك الوقت تنظر بنظرة الريبه والشك الى كل رجال الدين الشيعه تحديدآ! وكان اختيار مديرآ لجهاز امني في النجف (مدير امن او مدير مخابرات) يخضع لاعتبارات كثيره اهمها العداء الدائم لرجال الدين والى اهل النجف عمومآ بالاضافه الى سجل هذا المدير الدموي والعنيف واهل النجف ادرى بهذا الحال. وكان تركيز الاجهزه الامنيه وبأيعاز من مراجعها في بغداد على ضرورة مراقبه رجال الدين وطلاب الحوزه ومراقبة هواتفهم واتصالاتهم وزوارهم وزرع الوكلاء بينهم تحت عناوين واسماء وهميه.وكانت المحلات القريبه من بيوت رجال الدين تدار من قبل الامن ووكلائهم بغية توفير الرصد الكامل لرجل الدين وعائلته! وكم كانت هناك خطط امنيه خبيثه توضع لغرض توريط احد ابناء المرجع بحاله معينه بغية تشويه صورة ذلك المرجع ومساومته! والحقيقه الساطعه ان رجال الدين في النجف كانوا يعانون شتى انواع المضايقات وتوسعت عليهم قائمة الممنوعات والمحظورات واصبح الكثير منهم يعاني الامرين ويحسب الف حساب لما سيفعله ويقوله! والحبوش يعلم علم اليقين كم من طلبة الحوزه الدينيه ومن جنسيات مختلفه اختفوا على يد الاجهزه الامنيه وتحديدآ مديرية الامن العامه ودون جريمه تذكر ويتم اعتقالهم واخفاءهم وتصفيتهم تحت ذريعة(الاجراء الاحترازي)! ناهيك عن الاجراءات التعسفيه التي كانت تتخذ ضد ابناء رجال الدين وبالخصوص ابناء الامام السيد محسن الحكيم (قدس سره) وابناء الامام السيد ابو القاسم الخوئي (قدس سره) بدون اعتبار يذكر لمنزلة المراجع الدينيه . ولعل من المفارقات المضحكه ان مديرية الامن استدعت احد ابناء العلامه الدكتور احمد الوائلي رضوان الله تعالى عليه وطلبت منه محاولة اقناع والده للعوده الى العراق ومارست ضغوطآ عليه الا ان ابن الشيخ الوائلي اجابهم بانه ابن والابن لايستطيع اقناع والده بهكذا امر وخصوصآ اذا كان الوالد بوزن الدكتور الوائلي! لقد كان الاجدر بالفريق طاهر الحبوش التطرق بصدق الى ممارسات الحكومه ضد رجال الدين والمؤسسه الدينيه والمرجعيه بالنجف الاشرف ويتطرق بالتفصيل الى محنة الشهيد اية الله العظمى محمد باقر الصدر (قدس سره الشريف) والعلويه بنت الهدى وكيف قطعت الحكومه عنهم الماء والكهرباء ستة اشهر ووضعتهم تحت الاقامه الجبريه! وكيف اعدمت الشهيد الصدر واخته العلويه! ولم تراعي مكانته العلميه العالميه والدينيه واستهانت بكل المناشدات الدوليه لايقاف اعدامه! ولابد ان اذكر الفريق الحبوش بما حدث للسيد ابو القاسم الخوئي من تعسف وظلم واهانه بعد الانتفاضه الشعبانيه وكيف اخذ بالقوه من داره مع احد ابناءه الى بغداد وتحديدا في سيارة بيكب دبل قماره وكان عمره الشريف 93 عامآ وكيف اودع في زنزانه صغيره زرعت بالكامرات واللاقطات مسبقآ! والفريق وفيق السامرائي تطرق في احد احاديثه لهذا الموضوع تحديدآ لكونه كان مدير الاستخبارات بذلك الوقت. ولعل اهانة الحكومه لهذا الرمز الديني تمثل بارسال ضابط من مديرية الاستخبارات العسكريه العامه عرف برعونته واجرامه لغرض اهانة الامام الخوئي وهذا الضابط هو النقيب سلمان الدليمي تحديدآ .سؤالي الى الفريق الحبوش. اذا كان تعامل الحكومه عمومآ مع رجال الدين هكذا فما تتوقع من رجال الدين ان يتعاملوا بعد سقوط النظام ؟وبغض النظر عن هوية من قام باسقاطه.اما بصدد مقتل اية الله السيد محمد صادق الصدر ونجليه فان تحقيقات الحكومه العراقيه التي ظهرت على شاشات التلفاز بذلك الوقت لايعتد بها اطلاقآ! فهذه الممارسه البعثيه المخابراتيه بامتياز لاتنطلي على عاقل.هؤلاء المساكين اخرجوا من قواطع الاعدام في ابو غريب ولقنوا الاعترافات قسرآ واعدموا! ولعلم الفريق الحبوش وهو مدير جهاز المخابرات العراقيه لحين سقوط نظامهم ان من قتل الشهيد الصدر هي الحكومه العراقيه وبأوامر مباشره من صدام شخصيآ ومن قام بالتنفيذ هم مجموعه اغتيالات معده سلفآ من جهاز الامن الخاص الذي مديره قصي صدام والاخير اشرف بنفسه على وضع خطة الاغتيال ومتابعة العمليه وكان احد المنفذين ضابط برتبة مقدم من مديرية الاستخبارات العسكريه العامه ويدعى زيد عبد الجبار علوان .اما مسرحية عزل مدير امن محافظة النجف لتقصيره بحماية السيد فهذا من باب سياسة ذر الرماد بالعيون وكان الاولى بكم عزل مدير كهرباء محافظة النجف الذي قطع الكهرباء وبأوامر امنيه عليا قبل التنفيذ بوقت قصير عن كل النجف واستمر القطع لحين هروب القتله!. ولتوضيح دقة معلوماتي ابرهن للفريق الحبوش ذلك من خلال قيام السيد الصدر وبعد وصول التهديدات الحكوميه اليه بضرورة التوقف عن صلاة الجمعه المليونيه في مسجد الكوفه التاريخي بأرتداء الكفن الابيض عند خروجه لصلاة الجمعه لانه تيقن الشهاده على يد جلاوزة الحكومه وهذا مااسره الشهيد لبعض خلصائه الذين لازالوا احياء يرزقون!خلاصة القول ان الفريق الحبوش بحاجه الى ان يكون صادقآ مع نفسه اولآ ويبين الحقائق كامله وللقارئ الحق في الحكم على تلك الحقائق.
https://telegram.me/buratha