المقالات

صدق النيه...وقوة الاراده...وبناء العراق الجديد

943 14:32:00 2010-04-16

الدكتور يوسف السعيدي

من الحق ان حالة عدم الاستقرار وفقدان الامن تعرقل عملية البناء... لكن اتخاذ هذا الامر كحجة مطلقة لتبرير فقدان الطاقة أو الوقود او الماء الصالح للشرب أو الرعاية الصحية اقول ان هذه حجة مردودة على اصحابها... وهي تبرير لتردي مستوى الاداء عند بعض مؤسسات الدولة... وقد حل موضوع فقدان الامن محل عدم وجود التخصيصات الضرورية للانجاز... ولكن عندما توفرت التخصيصات المالية وبحجوم وصلت الى المليارات ظهر ان بعض هذه التخصيصات قد اهدر دون انجاز واقعي يقابله على الارض... ولست هنا في موضع الاتهام لاحد... كذلك فان حجوما كبيرة من التخصيصات قد ظلت قابعة في الخزائن ولم يتحول المال الى عمل ولا العمل الى بناء....وهنا ظهرت حجة انعدام الامن وفقدان الاستقرار لكن الامن اذا كان مفقوداًً في هذه المحافظة أو تلك أو في هذه المنطفة أو غيرها فانه ليس مفقوداً على امتداد الساحة الجغرافية للعراق... فهناك عدد من المحافظات بل ان اكثر المحافظات تتمتع بالاستقرار العام أو النسبي حتى لو حصل ما يعكر صفو الامن من حدث هنا أو هناك... والمحافظات المستقرة ليست في غنى عن الخدمات الاساسية للمواطن، وليست في غنى عن اعادة البنى الارتكازية فلماذا لا يجري العمل حثيثا لتوظيف التخصيصات المالية في هذه المناطق ثم حتى في المحافظات التي لم يعد لها حظ من الامن بعد الا يمكن توفير الحماية للمواقع التي تقام عليها المشروعات وحماية طرق الامداد اليها، فضلاً عن حماية العاملين ؟ان ما يتثير الاستغراب حقاً بان الولايات المتحدة بقضها وقضيضها وبجيوشها وبتقدمها التقني لا تستطيع ان تنشيء عدداً من محطات توليد الطاقة وحماية مواقعها أو عدد من مشاريع تنقية المياه وحمايتها....وليس مقبولاً على أي نحو استحالة بناء مستشفى أو تزويد المستشفيات القائمة بحاجتها ما لم يتحقق الاستقرار على كل شبر من ارض العراق....لا يمكن لاحد ان يتصور ان المشاريع لن تقام وان الخدمات لن تنجز ما لم يقضى على اخر سيارة مفخخة وحزام ناسف، ولو كان الامر كذلك لما استطاع أي من البلدان وليس العراق وحده ان يؤدي خدمة واحدة لمواطنية....والامر المهم الاخر في هذا الموضوع انه ليس هنالك من تناقض حدي بين البناء والاستقرار... انما البناء هو حجر الزاوية في تحقيق الاستقرار، فهو يمتص فائض اليد العاملة ويقيم لها سبيل الرزق السوي بدل الانحراف، وهو يعزل الارهاب عن عقل الجماهير ووجدانها، وهو يوحد الصف الوطني حول منهج البناء، وهو يستل مشاعر الغضب من نفوس الناس لصالح مشاعر الرضا والطمأنينة...والسؤال هل نحن جادون في عملية البناء ام هي محض ادعاءات أو تمنيات؟ فاذا كنا حقا جادين ان نبني عراقا جديداً فان الشرط الاول هو صدق النية مشفوعة بقوة الارادة... أما الحجج فهي لن تشبع جائعا ولا تكسي عاريا، ولا تعيق جريمة، ولا تضع حجراً على حجر.... والله تعالى من وراء القصد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك