محمود الربيعي
ندوة الاسلام والحياة إحتفالية إحياء ذكرى إستشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلامالمركز الإسلامي العالمي في بريطانياأحيى المركز الإسلامي العالمي في بريطانيا ذكرى إستشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام من خلال ندوته الدورية وتحت شعار الإسلام والحياة والتي عقدت مؤخراً في العاصمة البريطانية وقد حضرها جمهور واسع من الأخوة والأخوات الذين شاركوا في مداخلات وأسئلة أجابها وعلق عليها الدكتور علي الأوسي، وفي ختام اللقاء شكر الحاضرين على حضورهم ومشاركتهم، وقد أدار الندوة الأستاذ محمود الربيعي والتي كانت تدور حول محورين أساسين مهمين هما: أولاً: تأثير العتبات المقدسة في الإنسان والمجتمع ألقاه سماحة السيد فاضل بحر العلوم.ثانياً: وجوب المحافظة على العتبات المقدسة والدفاع عنها ألقاه الأستاذ محمود الربيعي.
وفي المحور الأول فيما يخص تأثير العتبات المقدسة في الإنسان والمجتمع تحدث سماحة السيد فاضل بحر العلوم عن حياة الإمام الحسن العسكري وأبيه الإمام علي الهادي وإبنه الإمام محمد بن الحسن وزوجته السيدة نرجس خاتون وعمته السيدة حكيمة خاتون بنت الإمام الجواد وأخت الإمام الهادي وعن مراقدهم المقدسة في مدينة سامراء والظروف الصعبة التي تعرض اليها الإمام الحسن العسكري وقت خلافة المعتز والمعتضد وما لقيه من السجن والتعذيب، والتهديد، وآخرها على يد المعتمد الذي قتله بعد أن سقاه السم فمات شهيداً كما مات من قبله بقية الأئمة المعصومين عليهم السلام إما بالسيف أو السم.وقد أشار سماحته الى الأدوار المهمة التي كان يمارسها الإمام الحسن العسكري مع قواعده الشعبية من أداء التوجيهات والنصائح والتعاليم والإجابة فيما يتعلق بالشؤون العقائدية والفقهية وتنظيم شؤونهم داخل صفوف الأمة رغم الظروف الصعبة التي كانت تحيط به والمراقبة الشديدة لحركته مما أدى الى تقييد حركته وفرض الإقامة الجبرية عليه. كما بين سماحته محاولات التكفيريين المتكررة لهدم المراقد الشريفة وسرقة أموال تلك المراقد وقتل الناس والإعتداءات على حرمات الناس وأرواحهم وممتلكاتهم بدعم من الحكومات التي تتبنى الفكر الأموي والسياسة الأموية والتي تحتضنها دول طامعة في ثروات المسلمين، وأختتم سماحته بأن كل تلك المحاولات قد اصابها الفشل بسبب الموقف الشعبي للعراقيين والمسلمين في كل بلدان العالم والذين يرفضون سياسات العنف والتخريب.
وأما في المحور الثاني المتعلق بوجوب المحافظة على العتبات المقدسة والدفاع عنها فقد ألقى الأستاذ محمود الربيعي كلمة ذكر فيها أن من أهم الأسباب التي تدعو الى المحافظة على العتبات المقدسة هو الإرتباط برموز إسلامية عالية تُذَكِّر بالله وبالرسول وبالرسالة وهي في ذلك تساعد على الإهتمام بكل مايتعلق بالدين من قيم روحية وقِيَمِية ودينية، وتدفع الى معرفة أسرار هؤلاء القادة الربانيين والروحانيين، خصوصاً إذا ماعلمنا أن جُلَّهُم من الشهداء أو من الذين أرتبطت أسمائهم بشهداء قتلوا في سبيل الله وفي الدفاع عن الإسلام والقيم الدينية، وكانوا من طبقة المصلحين ومن الدعاة الى الله والإسلام، كما يؤدي وجود العتبات المقدسة الى الرغبة في التعرف على تلك الشخصيات، وإلى الأخذ من العطاء الفكري والعقائدي والثقافي والرسالي والجهادي الذي يعزز هوية الإنتماء للأمة ويدعو الى التمسك بقيم التضحية والفداء والعمل على إعلاء كلمة الحق التي تمثل جوهر الإسلام.وأعتبر الدفاع عن العتبات المقدسة دفاع عن الوجود الحي للإسلام إذ إن محو هذه الآثار يقلل من الإهتمامات الدينية والعقائدية بالإضافة الى أنه يقلل الروابط الإجتماعية والدينية بين المسلمين ويشتت صفوفهم ويدعو الى نسيان الدين، لإن الزائرين لهذه العتبات إنما يمارسون قراءة القرآن الكريم وقراءة الأدعية وإداء الصلوات ويربط الحاضر بالماضي وينشر الوعي الثقافي والديني والتأريخي للأجيال المتعاقبة وفي ذلك مصلحة الإسلام والمسلمين.أهمية العتبات المقدسة: كما لخص الربيعي أسباب أهمية هذه العتبات، وبين الضرورات التي تستوجب المحافظة عليها وفق الإعتبارات التالية التي ذكر منها:أولاً: العتبات المقدسة تضم قبور أهم رموز الإسلام الذين مثلوا قيم الحق والعدل.ثانياً: لهذه المراقد والعتبات المقدسة أهمية كبيرة في نفوس وقلوب جميع المسلمين في العالم،لما لها من الصلة والإرتباط بتأريخ المسلمين بشكل عام، ولما لهذه الشخصيات من مكانة رفيعة ومحترمة ومقدسة.ثالثاً: يعتبر الأئمة المعصومين عليهم السلام القادة والقدوة لجميع المسلمين.رابعاً: المقدسات مقدسات ولايمكن أن يتحول المقدس الى غير مقدس إلا إذا فقد قيمته التقديسية.خامساً: يعتبر قبر الرسول في المسجد النبوي مقدس يقدسه المسلمون، ويكفي هذا الإعتبار إحترام قبور أئمة المسلمين خصوصاً آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، وقداسة العتبات تترتب على قداسة الأئمة المعصومين.لماذا يحاربون العتبات المقدسة؟ وبين الأستاذ الربيعي ذلك في نقاط منها:أولاً: إن محاربة العتبات المقدسة يعتبر إعلان الحرب على أولياء الله ومحبيهم.ثانياً: إن الغرض من الدعوة إلى هدم المراقد المقدسة هو تشتيت أتباع الأئمة عليهم السلام ومحاربة قواعدهم الشعبية.ثالثاً: إن الدعوات التي تصدر من كلية الشريعة في الرياض عاصمة المملكة التي تدعو الى هدم المراقد المقدسة في العراق لها أهدافها السياسية والإقتصادية كما أن لها علاقتها بالأمن الدولي والإقليمي وإن لمن المؤسف والغريب أن تصدر هذه الدعوات من مؤسسات جامعية تدعو الى العنف.رابعاً: عمليات إستهداف العتبات المقدسة أثبتت فشلها: إن عملية هدم المراقد لم تستطع حجب نور الأئمة عليهم السلام، والضوء الساطع والصادر عن العتبات المقدسة والمراقد الشريفة، ولقد عادت أوضاع تلك المراقد بعد هدمها الى أحسن حال مما كانت عليه قبل الهدم ومازاد الحاقدين إلا تبارا، ولم ينس المسلمون مافعل إبرهة بالكعبة وماذا جنى من حقده وغروره غير الخيبة والخسران.طرق الدفاع المشروعة عن العتبات المقدسة: وأشار اليها بإختصار كالآتي:أولاً: توجيه رسائل الإحتجاج الى حكومات الدول التي تتصدر منها الأعمال العنفية.ثانياً: المطالبة بتغيير مناهج المساجد والجوامع والجامعات والكليات والمدارس وتتنقيتها من الأفكار التي تدعو الى العنف والقتل والتخريب.ثالثاً: العمل على إلزام أصحاب الفتاوى بالتوقف عن منهج العنف وإحالتهم الى القضاء عند عدم الكف عن إصدار هذه الفتاوى.رابعاً: المطالبة بإتخاذ إجراءات لإصدار فتاوى جديدة تبطل فتاوى التكفير والفتاوى التي تدعو الى العنف والتخريب، ونرى أنه لابد من الضغط على تلك الحكومات التي تنشط المجموعات الإرهابية في دولها بالاتجاه الذي يحد من إصدار تلك الفتاوى، كما يقتضي العمل جدياً من أجل منعها وإيقافها بشكل نهائي، وينبغي التشجيع على إصدار فتاوى إيجابية تدعو الى السلم والتعاون والتآخي لما فيه مصلحة الجميع.وفي نهاية الندوة طرح الأخوة الحاضرين بعض المداخلات كان منها أن هناك جهوداً إقليمية تقدم دعماً مالياً كبيراً لتمويل بعض الحركات المتطرفة الإرهابية التكفيرية والتي تدعو الى هدم المراقد المقدسة خصوصاً في العراق، وأشارالبعض الى إن هذه الأعمال وإن كانت لها سلبياتها إلاّ أنها فضحت الخط التكفيري المتطرف ومناهجه اللاإنسانية كما فضحت الدول الداعمة له وأفقدتها الكثير من السمعة أمام العالم الإسلامي في الوقت الذي حركت الشعوب المسلمة والمسلمين في العالم الى دعم الخط السلمي للمسلمين وكل ذلك قد تم ببركة الله سبحانه وتعالى.
وفي الختام ألقى الدكتور علي الأوسي كلمة بين فيها أهمية هذه اللقاءات في إحياء الإسلام وتنمية العلاقات بين المسلمين وشكر الحاضرين على تواصلهم البناء بعد أن أجاب عن بعض الأسئلة وعن بعض مداخلات للأخوة والأخوات الذين حضروا وشاركوا في إحياء ذكرى إستشهاد الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
https://telegram.me/buratha