سالم كمال الطائي
الذين كانوا "يرتجفون" أمام الديكتاتور الظالم المقبور "صدام حسين".. عليهم احترام الديكتاتور العادل "نوري المالكي"!! ولا ينسوا سنين ذلهم وأهانتهم وسلب إرادتهم والاعتداء على أعراضهم في عهد الظلام عهد صدام وعدي وقصي وعلي كيمياوي وحسين كامل وباقي أفراد عصابة المافيا الصدامية والسائرين في ركابهم خوفاً وهلعاً أو طمعاً!.
فالنسعى إلى إيجاد ديكتاتورية نموذجية! عادلة؛ ليس مثل ديكتاتوريات دول الجوار.. استئثار في السلطة وتوارثها! من الأجداد _ العملاء الأوائل للأجانب_ إلى الأبناء مع التوصية برعايتهم ليستمروا في خدمة مخططات المحتلين والطامعين في بلداننا.. تلك الديكتاتوريات التي من أهم أهدافها قمع الشعوب ولجم أفواهها وسرقة ثرواتها والعيش هم وزبانيتهم وحاشيتهم وخدمهم وجواسيسهم في بحبوحة من العيش الرغيد في قصور مشيدة وأموال مهربة وأولاد وأحفاد بعيدين عن ساحات الظلم والفقر والجوع والمرض والتخلف والجهل.. بعيد .. بعيد.. في أوروبا وأميركا بحجة الدراسة وطلب العلم وما تمضي السنين حتى تفوح رائحة فضائحهم في مجالات "العلم والمعرفة"! بالفساد والشذوذ والبذخ وتبذير أموال الشعب على موائد القمار ومواخير المومسات!!.. أما أبناء البلد المساكين فهم الوقود لكل حماقات الديكتاتوريات في الوطن العربي خاصة والإسلامي بشكل عام.
في "إيران" ديكتاتورية الحزب الواحد تحت شعارات إسلامية تدبر أمورها وقضت على أضخم معارضة كان قد أعد لها منذ عشر سنوات ولكنها أحبطت وقلمت مخالبها وكسرت أنيابها.في أميركا ديكتاتورية "الحزبين الوحيدين"! التي هيئت لها أن تقوم بالاعتداء بل احتلال دول والتصرف بمصيرها.في بريطانيا ديكتاتورية حزبين لا ثالث لهما ترافق أميركا في مغامراتها. في "سوريا" ديكتاتورية الحزب الواحد شغالة على قدم وساق وتدير أمورها وأمور جيرانها!! بكل جدارة وكفاءة.في الأردن ديكتاتورية ملكية برعاية بريطانية ومساندة أميركية وحماية إسرائيلية وحرس وطني من "الشركسية"!!؟ وتقوم بين الحين والآخر بقمع أي معارضة أو مطالبة بحق من الحقوق بأسلوب وحشي وبدون رحمة وبصمت رهيب من "الرأي العام العالمي"!! المتآمر هو الآخر على شعوبنا.في السعودية حدث ولا حرج.. فالنماذج الحاكمة هم من "الخصيان والعبيد" لأميركا والغرب ويحكمون الناس بالسيف والرجم بالحجارة وقطع الأعناق في القرن الحادي والعشرين!! فهم دمى تحركها أصابع الإنكليز والإميركان ويستخدمون لنقل أوامر أميركا إلى جهات معينة كما نقلوها إلى "أياد علاوي" بأنه سوف يفوز بامتياز لخلق توازن القوى في العراق لتخفيف الضغط على قوات الاحتلال!! وليكونوا هم الورقة التي تلعب فيها أميركا في العراق.في الكويت مسرحية الديمقراطية والبرلمان والنواب تجري في قطار يقوده الأمريكان والإنكليز. أما تركيا القوية! بقادتها العسكريين الذين يسيطرون على زمام الأمور فلها واجهة ديمقراطية وخلفية ديكتاتورية قاسية.في الإتحاد السوفييتي السابق كان يحكم الحزب الواحد وقد حقق نجاحات في مجالات عديدة وحصل على أرقام قياسية في الصناعة والزراعة وقيادة مجتمع فيه الكثير من القوميات وكذلك نجاحاته في مجال الفضاء وما أن نجحت أميركا والغرب في تفكيك الإتحاد السوفييتي حتى برزت المشاكل المتعددة وصراع القوميات التي كانت تعيش في بحبوحة من العيش المتوسط! بدون فقر ولا بطالة ولا فوضى كما نشاهد اليوم في ذلك البلد العظيم الذي كان يحكم بالديكتاتورية .. ديكتاتورية البروليتاريا!!إذن.. لماذا نحن نتيه في مستنقع الديمقراطية وزبالة الأحزاب الهزيلة التي مهمتها شق الصف وخلق الفوضى! والتنظيمات المبعثرة الكثيرة والعصابات الوفيرة! دون رادع أو مانع مستغلين شعار الديمقراطية والحرية لتمرير المؤامرات والقيام بأعمال التجسس والتخريب لحساب هذا البلد "الشقيق"!! أو ذاك حتى في مجلس النواب هناك جواسيس لدول الجوار تحميهم الحصانة وترعاهم المسامحة حتى إذا فاحت رائحتهم الكريهة يفرون إلى دول الجوار التي كانوا يعملون لصالحها مع أكياس النقود المسروقة وأضابير المعلومات المهمة.
أميركا التي يتخذ منها بعض "قادتنا" مثلاً للديمقراطية؛ لا توجد فيها ديمقراطية سليمة ولا حرية منضبطة حيث نجد عصابات السرقة والقتل ويحتل بعض مدنها ليلاً اللصوص والمجرمين في مجتمع متسيب متفكك وبؤرة للفساد والإباحية؛ من جانب آخر يتحكم في مصير الناس وأسباب معيشتهم عدد من الأثرياء وأصحاب البلايين ويعم فيها الفقر والمرض وفق ما نقرأ عنها في الإحصائيات من الأمريكان أنفسهم. وما أحداث إحدى الولايات التي احتلها السود وعاثوا فيها سرقة واعتداء على الآخرين إلى أن أعيد لها الاستقرار باستقدام قوات من ولايات قريبة.
أما ديمقراطيتنا وحريتنا فستبقى على حالها هذا من القتل والتدمير والتفجير والاغتيالات والتآمر إلى أن يقيض الله (جل وعلا) لهذا الشعب الغارق في "نعيم" الديمقراطية و"جنة" الحرية ديكتاتوراً عادلاً!! ليردع هؤلاء الخونة والعملاء و الطامعين ويعيدهم إلى جحورهم حتى يحترموا ديكتاتورهم العادل! بعد أن كانوا "يرتجفون" في "حضرة" الديكتاتور الظالم ولم يكن هناك "ابن أنثى" يعارضه أو يناقشه أو يسبه!! علناً وفي الصحف والقنوات التلفزيونية العميلة كما يفعل اليوم عبيد "صدام" بالأمس. إن أعداء الوطن والشعب؛ عملاء دول الجوار؛ سوف يهزمون ويتلاشوا بمجرد شعورهم بأن "الحديدة حارة"! وإن العقاب والحساب فوري وحاسم وإن أعواد المشانق تنصب في الساحات العامة وفي أماكن اعتداءاتهم و "طز" في المنظمات التي تدعي الإنسانية العميلة للغرب وأميركا والتي كانت العامل المساعد لاحتلال أرض فلسطين وتوسيع احتلالها حتى بلغت أقدس المقدسات لدى المسلمين والمسيحيين!, إن دول الجوار "الشقيقة"! سوف تفرح بإقصاء الديمقراطية وإزاحة الحرية في العراق ولكنها سوف تندم على نوع الديكتاتورية العادلة فيه وسوف تعود للتآمر عليه من جديد.
على الحكومة الجديدة أن تتفاهم مع قوات التحالف والقوات الأميركية خاصة وتضمن لها "مصالحها"!_ أميركا التي يهرول وراءها أكثر ما يسمون "بالقادة السياسيين" في العراق لينالوا رضاها ولتساعدهم على استلام الحكم _ومن ثم تستعين حكومتنا _الحالية أو القادمة_ فيها على اكتساح كل أعداء الشعب العراقي وتنزل بهم الضربات القاصمة والحاسمة, إن أكثر الدول العربية هي في حلف مع الأميركان أو الإنكليز وهي محتلة منذ زمن بعيد فما هو سبب عداءها للعراق؟ إن السبب الوحيد والذي أصبح معروفاً هو "طائفي" خالص! ولا أحد يشك في ذلك.
وأخيراً.. ننصح السيد نوري المالكي أن يكون "ديكتاتوراً عادلاً"! وإلا أصبح مصيره مصير "عبد الكريم قاسم" ومن ثم تحل المأساة والمجازر على رأس الشعب العراقي إذا دام وضع الديمقراطية والحرية بهذا الشكل الفوضوية والعشوائي وسوف لا ينجو منها لا "سني" ولا "شيعي" ولا "كردي" ولا "مسيحي"!!؟
https://telegram.me/buratha