احمد عبد الرحمن
يؤشر الحراك السياسي الذي تشهده الساحة العراقية حاليا، وبمختلف المستويات والاتجاهات الى قدر كبير من الجدية والشعور بالمسؤولية الوطنية والحرص على انجاح العملية السياسية وعدم التفريط بالمكاسب والانجازات المتحققة خلال الاعوام السبعة الماضية من عمر التجربة الديمقراطية في البلاد.ان توسيع دائرة البحث والنقاش والحوار، وفتح ابواب عديدة له، بدل المماحكات والمناكفات السياسية العقيمة من على شاشات القنوات الفضائية، وعبر الصحف والمواقع الالكترونية، يعني من بين ما يعنيه ان الجميع-لاسيما القوائم المتصدرة-يدركون ان امور البلد لايمكن ان تدار الا وفق مبدأ الشراكة الوطنية الحقيقية وعلى اساس التوافقات السياسية بعيدا عن الاقصاء والتهميش لطرف، والاستئثار والاحتكار من قبل طرف اخر. ويدركون ايضا ان عدم مشاركة أي قائمة من القوائم المتصدرة في العملية السياسية خلال المرحلة المقبلة يترتب عليه نتائج واثار سلبية، ومن الممكن ان يفتح ذلك ثغرات تتيح لاعداء العراق المتربصين به الدوائر النفوذ والدخول منها لتحقيق ماربهم الشريرة ضد ابناء الشعب العراقي.وقد كان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم واضحا في حديثه بالملتقى الثقافي الاسبوعي، حينما اكد ان الائتلاف الوطني العراقي لن يشارك في حكومة يغيب عنها ائتلاف دولة القانون او القائمة العراقية، ولايختلف الموقف بالتأكيد بالنسبة لقائمة التحالف الوطني الكردستاني.في ذات الوقت فأن تشديد رئيس المجلس الاعلى على تجنب الاساءة الى الكيانات والقوى والشخصيات الوطنية، يطلق رسالة تنطوي على ابعاد ومضامين ودلالات ايجابية ومهمة ترتبط بصلب العملية السياسية واستحقاقاتها في المرحلتين الراهنة والمقبلة. وحينما نتحدث عن مبدأي الشراكة الوطنية والتوافقات السياسية، فهذا يعني اهمية وضرورة التمحور حول المباديء والثوابت الوطنية، وعدم تجاوز الدستور، وابداء المرونة المطلوبة من قبل كل الاطراف المعنية، وتقديم التنازلات التي من شأنها تعزيز وتقوية المشروع الوطني، وتجنيب الجميع المسالك الوعرة والطرق الموصدة.
https://telegram.me/buratha