يتفاعل البعض بعاطفته ومشاعره ونواياه الطيبة والسيئة مع المتغيرات التي تحدث في عالم السياسة واخص بالذكر الحدث السياسي الابرز في العراق , وفي عالم السياسة واللعبة الديمقراطية واسميها اللعبة لانها فعلا كذلك فهي فيها التنافس وفيها الخاسر وفيها الفائز وفيها الاول والثاني والثالث ووو كنتائج ومحصلة للعملية الانتخابية التي تشكل اهم ركائز الديمقراطية لاختيار من يقرر الشعب اختياره ولكنها تختلف عن باقي الالعاب المعروفة بميزة فريدة وغريبة ونقيضة لاي لعبة اخرى لانها تجعل في احيان كثيرة من الفائز الثاني اوالثالث او الرابع او حتى الاخير في سلم الحاصلين على المقاعد هو المنتصر والفائز بالنتيجة في الحكم وهذه الميزة تجعلها لعبة تحتاج الى متمرسين ومحترفين ومحترمين لها وعلى حذاقة في التعامل والتعاطي المرن مع المتغيرات الطارئة والمحتملة والسابقة واللاحقة وعلى دراية وحكمة وذكاء وتاسيس مسبق ووضع لاستراتيجيات بعيدة المدى تؤسس لكل الاحتمالات وهكذا من الامور التي يجب يعمل عليها الساسة البارعون وفي ذات الوقت يجب ان يؤمن بها السياسي والشارع معا كعملية اقرت لتكون المنهج السياسي التداولي للسلطة في البلد ولنا في تجارب دولية عبرة وحصل ان فاز الكثير من الاحزاب في اوربا او في لبنان وغيرها مثلا ولكنهم لم يستطيعو تشكيل الحكومة او هم احتاجوا للتحالف مع بيضة القبان وان كانت في المراتب الاخرى لتشكيل الحكومة ..
لما يزل بعض الساسة والبعض من ابناء شعبنا لم يستوعبوا هذا التغيير ولم يهضموه جيدا وان اعلنوا ولائهم له كمذهب سياسي بديل عن تلك الحقبة الدكتاتورية البغيضة الا انهم لما يزالو يدورون في فلك المؤثرات الدكتاتورية البائدة تلك ولما يزال البعض يعتقدون ان التغيير الحاصل ان هو اضر بمصالحهم فهو تغيير سيئ وسوف لن يعترفوا به والعكس صحيح وهنا خلل كبير يجب معالجته والتثقيف على اصلاحه والدليل هو مايحدث الان كتجربة يمر بها شعبنا العراقي العزيز فهناك من اشباه الساسة منيعتقد و يصر رغم التزوير ورغم عدم وصوله لسقف النصف زائد واحد وبقية ااستحقاقات الاخرى انه الاحق بالحكم وهناك من الساسة من يعتقد ان فوزه بالارقام الاكبر هو نتيجة حتمية تؤدي الى تسنمه المركز الاول في قيادة البلد والسلطة وهناك من ابناء الشعب من يؤمن بايمان هذا السياسي او ذاك يميل معه حيث يميل لايتعارض معه حتى وان وجده على غير صواب ولكي نصحح لهذا البعض تفكيره نقول على الساسة وابناء شعبنا العزيز حينما يؤمن غالبية هذا الشعب بمبادئ الديمقراطية الحقة عليه التكيف مع نتائجها والقبول بها وبما تنتجه وبكامل اصول اللعبة الديمقراطية لا من جانب ان الفائز بالعدد الاكبر هو من يجب ان يفوز بالمقدمة في ادارة الحكم بل بمقومات اللعبة الاخرى واهم جوانبها هو كيف تستطيع ان تشكل الغالبية البرلمانية لتحصل وتضمن الفوز بالتصويت لصالحك في مجلس النواب الذي تحت قبته تجتمع الاصوات لتضفي الشرعية الدستورية والقانونية على الحكم وركائزه الاساسية من رئاسة الوزراء والجمهورية ورئاسة مجلس النواب والتشكيلة الوزارية ..
قبل ان اقيم مايحصل الان على ارض الواقع بعد اعلان نتائج الانتخابات في العراق اود الاشارة الى ان جميع الكتل والاطراف التي تقدمت للانتخابات الاخيرة لم تحضى بقبول غالبية الشارع وانقسم الشارع بين هذا وذاك بل انقسم الشارع الى اربعة اقسام منهم من اختار التيارات الوطنية التي تمثل غالبية الشعب والمنكوبين بظلم الدكتاتورية البعثية المبادة وان كانت دون المستوى في ادائها الخدمي والسياسي الا انها تصنف كما اتصور ان حسبنا السوء درجات وهناك سئ كبير وسوء اقل فهم الممثل المطروح في ساحة الغالبية ونعترف بسوء ادائهم الا انهم اقلهم ضررا على الشعب العراقي ولاتشوب نوايهم وحركتهم شائبة خيانة لهذا الشعب , ومنهم من اختارالبعثيين وهم حاضنات الارهاب التي قبلت الوعود العربية والامريكية والبريطانية بان يتم ايصالهم للحكم ان هم وضعوا السلاح ودخلوا في الصحوات واستثني هنا صحوة الانبار الحقيقية وهؤلاء اجتمع اختيارهم على ترشيح القائمة المسماة " بالعراقية " في الوقت الذي تراجع الكثير من ابناء الغالبية واثرواعدم الذهاب للانتخابات احتجاجا على تردي الخدمات , والطرف الثالث هم اهلنا وانفسنا السنة الشرفاء واخرين ممن من يؤمنون بالليبرالية وغيرهم من الذين يعتقدون بان الحل موجود في ساحة افكارهم نحترمهم ولكن نقول لهم لازالت الساحة تحكمها ثوابت جاهد الغالبية من اجل بقائها , وهناك الطرف القومي الكوردي وثقله المعروف وهذه الاطراف الاربعة انقسم الشعب العراقي حولهم الى اربعة اقسام كل قسم حصل على رقم واعتبار سياسي وثقل نراه في الجانب السياسي الحاكم في المرحلة القادمة و هو الفيصل لحكم البلاد وساعتبر هذا التسلسل العملمي المنطقي الديمقراطي هو النتيجة الحقيقية للانتخابات الاخيرة واضعهم كالتالي ان تابعنا النتائج الاخيرة وسلمنا بصحتها :
الفائز الاول تيار الغالبية التي تمثل ثقل الشارع العراقي مع من التحق معها من الاحرار في المكونات الاخرى الشريكة في المظلومية وهم ممثلي الغالبية (الائتلاف الوطني العراق وائتلاف دولة القانون ) ( الائتلاف العراقي الموحد سابقا ) ( غالبية الشعب العراقي وفق الارقام ان جمعناها سويا )..
الطرف الثاني : الشعب الكوردي بمجموعه وبكل اطيافه السياسية وهؤلاء اتفقوا جميعا على الثوابت المصيرية واجتمعوا حولها وان كانت هناك رؤى اخرى مختلفة فهي على الاداء السياسي والخدمي الداخلي ..
الطرف الثالث : هم ممثلي اهلنا وانفسنا السنة الحقيقيين وممثلي الاقليات الاخرى والاطراف التي تؤمن بمتبنيات اخرى مختلفة وهؤلاء يمثلهم اليوم جبهة التوافق والكتل الاخرى التي حصلت على مقاعد قليلة ..
الطرف الرابع وهم الخاسر الاكبر والمنبوذ من قبل الغالبية وهم حاضنات البعث الشوفينية العنصرية والداعين الى عودة الدكتاتورية رافعي العلم الصدامي السابق والهاتفين بشعارات البعث المقبور ومؤيدي الظلم والارهاب والمدعومين من قبل الدكتاتوريات الحاكمة الاقليمية والابعد من الاقليم والداعين ليكون الرئيس عربيا وليس عراقيا ومن المكونات الاخرى والذين لايؤمنون بالدستور ولايقبلون باحكامه والساعين الى تغييره والانقلاب عليه عبرالعملية الديمقراطية والذين يؤمنون بما يناسبهم منها ويرفضون ما يتعارض مع نزواتهم ومطامعهم المنفلتة والغير اخلاقية والمتمثلين بقائمة البعث المسماة زيفا وشعاراتيا بـ " العراقية " بقيادة علاوي وطارق المشهداني واسامة النجيفي ..
ومن خلال ماتقدم نستطيع القول ان في العراق اليوم نجد بعض اشباه الساسة والبعض من الموالين لهم يعتقد ان فوزه بعدد المقاعد وان كان الفوز لم يصل حتى الى نسبة نصف زائد واحد هو الفوز في الانتخابات وهم الاحق بالحكم متناسين ان اللعبة الديمقراطية تقول عليك بتامين نصف زائد واحد للحصول على رئاسة الوزراء وثلثي المقاعد في مجلس النواب لاختيار رئيس الجمهورية ونصف زائد واحد لتامين رئاسة مجلس النواب عندها ستستطيع الحكم باغلبية مريحة وهذا مالا يستطيعه ممثلي البعث والدكتاتوريات الاقليمية وعليهم القبول بالهزيمة بروح رياضية كما طلبوا حين اعلان النتائج من الاخرين وهو امر نبهت اليه واشرت اليه بدقة قبل الانتخابات وقبل اعلان النتائج في هذه المواضيع راجعوها وسترون ان الامر جرى كما توقعنا او هو اقرب لذلك :
انا فرح للغاية بفوز اياد علاوي
http://burathanews.com/news/90211.html
خطير.. سيناريوهات اليوم التالي لاعلان نتائج الانتخابات بعد السابع من آذار
http://burathanews.com/news/88421.html
لهذه الاسباب الخطرة نطالب بوحدة الائتلافين ألآن وليس غداً
http://burathanews.com/news/87226.html
من اجل هذا نطالب الائتلافين الكبيرين بالجلوس والتفاوض العاجل دون شروط مسبقة
http://burathanews.com/news/89639.html
او في هذه المجموعة من المواضيع الخاصة
http://www.burathanews.com/writer_2.html
الامر الاهم واعود لصلب الموضوع والعنوان واختم كلامي بالقول على جميع الاطراف الاخرى والشعب احترام اصول اللعبة الديقراطية والتعامل معها بروح رياضية حقيقية لا انتقائية ولهاث وتشنج من اجل السيطرة على الحكم بكل الوسائل المشروعة والغير مشروعة وعلى الاعلام العراقي الوطني وذوي الاختصاص تثقيف الشارع على هذه الامور وعلى ثقافة الديمقراطية الحقيقية وهنا حينما نجد هذه التجاوزات على اللعبة الديمقراطية وعدم الرضوخ لشروطها وقواعدها لانعتب على المتجاوزين بل العتب هو على الاعلام الذي لم يعر هذا الجانب الخطير اهتمامه في التثقيف لكي يكون الجميع على دراية واستعداد نفسي لتقبل كل مايجري من دون تشنجات وتهديدات تعكر صفو الشعب وتقلقه ولا يتم ذلك الا عبر تعزيز ثقافة احترام اللعبة الديمقراطية وفق ما هو معروف عنها وان يتم ازاحة الشوائب والطارئين من طريقها واعود واكرر ان الفائز الاكبر في هذه الانتخابات هم شعبنا فيما خسر كل الساسة والكتل في الحصول على الاغلبية المطلقة الا في حالة الاجتماع بين كتلتين كبيرتين او اكثر وفيما يخص الفوز باللعبة الديمقراطية في الانتخابات الاخيرة في العراق وتحديد من هو فاستطيع القول هو من سليتزم بشروط اللعبة الديمقراطية وثقافتها وهو من سيستطيع تحقيق اجتماع الغالبية من اصوات المقاعد حوله او هو من يستطيع تامين الثلث المعطل لاي اجتماع آخر او هو من اتقن فن اللعبة الديمقراطية باعصاب هادئة وهذا الطرف وفي كل الاحوال هو من سيستطيع حكم البلد في المرحلة القادمة وعلى الجميع قبر الاصوات النشاز الداعية لغير ذلك وعلى الجميع احترام شروط اللعبة الديمقراطية وتقبل نتائجها كما اسلفت بروح رياضية غير متشنجة .
احمد مهدي الياسري
https://telegram.me/buratha