محمود الربيعي
أحداث مابعد الطف " من وحي الطف "
إحياء مواقف الإصلاحيين الطريق الأمثل للقضاء على الفساد
الهدف من الموضوع: إستلهام العبر والدروس من حياة الثائرينالهدف من الموضوع هو تسليط الضوء على حياة الثائرين المطالبين بدم الإمام الحسين عليه السلام وبث الوعي بين صفوف الأحرار من الراغبين بالقيام بالأدوار الدينية والوطنية الواجبة، وحثهم على إستلهام الدروس والعبر من حياة هؤلاء الشجعان الذين نذروا أنفسهم للقضاء على الفساد، والتحدي والتصدي للمجرمين ولأجل أن لاتتكررجرائمهم بحق المصلحين والصالحين من قادة الأمة.
توطئة
السيرة الذاتية لسليمان بن صرد الخزاعيكان أوَّل من راسل الإمام الحسين عليه السلام، مع ثلاثة من أصحابه وهم: المُسيَّب بن نجبه، ورفاعة بن شدَّاد، وحبيب بن مظاهر الأَسدي، يطلبون منه عليه السلام القدوم إلى الكوفة، بعد أن تسلَّم يزيد دفَّة الحكم. مركز آل البيت العالمي للمعلومات في باب أصحاب المعصومين باب سليما بن صرد الخزاعي.سليمان بن صرد الخزاعي شخصية متميزة تمتلك مواصفات القيادة الى جانب روحها العقائدية التي أستمد معالمها من صحبته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إضافة الى انه من وجهاء القوم وسادتهم، كما صحب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وأشتهر عنه أنه كان مقاتلاً شجاعاً مقداماً لايتهيب من الحروب والموت حيث شارك في معركة صفين، ورغم كبر سنه الذي تجاوز التسعين إلاّ إن ذلك لم يثنه عن الكتابة الى الإمام الحسين عليه السلام وتقديم الدعم لمسلم بن عقيل رضوان الله تعالى عليه وتحمل نتيجة لذلك الموقف أن زجه إبن زياد في سجن الكوفة كما فعل بكثيرين ومنهم المختار بن أبي عبية الثقفي رضوان الله تعالى عليه فحال دون مشاركتهما في معركة الطف ولكن كل منهما ثار للمطالبة بدم الإمام الحسين عليه السلام، كما جاء ذكر ذلك في كتاب (بحار الأنوار 45: 358 للعلامة المجلسي) من أنهم رفعوا شعار "يا لثارات الحسين". حيث قاد سليمان ثورة التوابين في معركة عين الوردة أراد منها أن يكسر شوكة جيش إبن زياد وكان قاب قوسين أو أدنى لولا أن جاءت إمدادات الشام فحالت دون تحقيق النصر وأستشهد سليمان على أثرها وبعث براسه الشريف الى الشام وهكذا قضى نحبه شهيداً كإمامه الحسين عليه السلام والنبي يحيى بن زكريا عليه السلام، وأهدي رأسه الشريف الى المجرم مروان بن الحكم، كما ذكر في (سفينة البحار 1: 650)، بينما ثار المختار في الكوفة ونجح في القضاء على الحكم الأموي في الكوفة وقتل جميع زعماء العصابة التي قاتلت الإمام الحسين عليه السلام وقََتَلَتْهُ.
ثورة التوابين
" أعلن المتدينون والسياسيون معارضتهم ضد حكم الشام، لكنهم لم يحققوا شيئاً يذكر على صعيد إسقاط الحكم على المدى القريب، فقتل سليمان بن صرد قائد التوابين، ورجع من بقي من جيشه الى الكوفة، وفي تلك الغضون أظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي دعوته حاملاً شعار يالثارات الحسين عليه السلام ". أعلام الهداية (6) ص 88 الإمام علي بن الحسين عليه السلام المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ط 6 2009 م بيروت.
ومن الثوابت التي اشتعلت بتاثير واقعة كربلاء، ثورة التوابين في الكوفة سنة 65 للهجرة. وأنتشرت الى البصرة والمدائن، وسميت بهذا الإسم نسبة الى جماعة من أهل الكوفة، ندموا ندماً شديداً على تقاعسهم عن نصرة سيد الشهداء، بعد أن دعوه للقدوم غليهم، وقد أعلنوا توبتهم، وكانت توبة نصوحاً، ولذا عرفوا بالتوابين. وكان يقودهم سليمان بن صرد الخزاعي. ويروى أن تعدادهم بلغ ستة عشر الفاً.
خرج التوابون من الكوفة الى قبر الحسين عليه السلام، وقد لبسوا أكفانهم، وأخذوا على أنفسهم عهداً بألاّ يعودوا الى بيوتهم حتى ينتقموا لمقتل الحسين أو يقتلوا تكفيراً عن تقصيرهم. وردّدت جنبات الكوفة صيحاتهم " يالثارات الحسين " وتردتّدت أصداؤها في كل مكان. وحين بلغوا القبر الشريف صاحوا باكين نادمين وأقاموا عنده يوماً وليلة، ثم غادروا القبر متجهين الى الشام، وهم يتلون الآية الكريمة: " فَتُوبُواْ إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ عِندَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ " جزء الآية 54 من سورة 2 البقرة، وألتقوا في طريقهم بجيش السلطة يقوده الطاغية عبيد الله بن زياد، وأندفعوا يقاتلون ببسالة فائقة، وكادوا يقضون على غبن زياد لولا المدد الذي وصل إليه، لكنهم ظلوا يقاتلون أياماً حتى أُبيدوا عن آخرهم.
وهكذا مضى التوابون شهداء الندم والتوبة، وتركوا الندم وراءهم ميراثاً يصلى بناره المتخاذلين جيلاً بع جيل ". ص 19 - 20 من المعصومون الأربعة عشر ألإمام زين العابدين عليه السلام من منشورات حسينية الإمام الرضا عليه السلام جنوب إسبانيا طبع لندن 2007.
ومن موقع عقائدهو قائد ثورة انطلقت من الكوفة للمطالبة بدم الحسين. وكان سليمان من وجهاء الشيعة في الكوفة، وله مكانة جليلة عندهم. كان اسمه في الجاهلية يسار وسمّاه الرسول صلى الله عليه وآله باسم "سليمان" وكنيته أبو مطرف. كان من صحابة النبي، وقاتل في صفّين وغيرها إلى جانب أمير المؤمنين. وهو من أوائل من سكن الكوفة من المسلمين. بعد موت معاوية كان من جملة من كتب إلى الحسين يدعوه للقدوم إلى الكوفة. وقف إلى جانب مسلم بن عقيل عند وثوبه فيها، لكن ابن زياد ألقاه في السجن؛ ولهذالم يحظ بالمشاركة في معركة الطف. وبعد واقعة كربلاء، حين استشعر أهل الكوفة الندم لنكولهم عن نصرة الحسين، اضطلع هو بقيادة ثورة التوابين الذين أعلنوا ثورتهم عام 65 للهجرة، وكان شعارهم "يا لثارات الحسين" (بحار الأنوار 45: 358) ، وسمّي هو أيضا بـ"أمير التوابين". واشتبكوا مع جيش ابن زياد في موضع يقال له "عين الوردة" واستشهد في هذه المعركة هو وعدة من أصحابه. وقال البعض أنه استشهد أثناء الاشتباك مع القوات التي كانت موفدة من الشام إلى الحجاز. كان عمر سليمان بن صرد عند استشهاده 93 سنة. وبعد استشهاده أرسلوا رأسه إلى مروان بن حكم في الشام (سفينة البحار 1: 650).
خاتمة
إن تقدير الأعمال البطولية لأمثال المختار بن أبي عبيدة الثقفي وسليمان بن صرد الخزاعي وبقية النخبة من الثائرين المطالبين بدم الإمام الحسين من الذين مهدوا أو نجحوا في القضاء على الفساد والمفسدين في مواجهتم للباطل بكل صمود وصلابة وإرادة حديدية صلبة نحن بحاجة الى مثلها والى الأدوار التي قدمها هؤلاء القادة الربانيين الذين كان لهم القدح المعلى في إبراز المعاني الثورية والعقائدية السامية التي أنارت وتنير طريق الأحرار في العالم.
ونحن ندعو أولياء الأمور الى أن يبيّنوا لأبناءهم مواقف هؤلاء الأبطال الشجعان، ويدعونهم الى التعرف على حياة هؤلاء االمجاهدين ممن نذروا أنفسهم لإعلاء كلمة الحق، والدفاع عن الإسلام.
المصادر
مركز آل البيت العالمي للمعلومات في باب أصحاب المعصومين باب سليما بن صرد الخزاعي.علام الهداية (6) ص 88 الإمام علي بن الحسين عليه السلام المجمع العالمي لأهل البيت عليهم السلام ط 6 2009 م بيروت.المعصومون الأربعة عشر ألإمام زين العابدين عليه السلام من منشورات حسينية الإمام الرضا عليه السلام جنوب إسبانيا طبع لندن 2007 ص 19 - 20.موقع عقائد المستند الى مصدري " بحار الأنوار، وسفينة النجاة ".موقع السراج في الطريق الى الله لتدقيق الآية الكريمة.
https://telegram.me/buratha