الدكتور يوسف السعيدي
من المعلوم ، ان أي ديكتاتور يحتاج الى مقومات بقائه التييوفرها له رجاله المخلصين الذين ارتبط مصيرهم بمصيره . فكان لابد لهم من حمايته وجعله رمزا لهم مهما كان بطشه .وهذا ما حدث مع طاغية العراق الذي لا يمكن لقلم أي كاتب ان يصف جبروته وجنونه وهلوسته وساديته وفضائحه وقتله لشعبه بدم بارد .كان لطاغية العراق جهازا مرعبا من خطوط الحماية الخاصة والمرافقين القتلة الذين اشتركوا بإعدام كثير من المواطنين إمام سيدهم وهو يلوك بسيكارته الكوبية سعيدا مبتسما . وفي اوقات هو يختارها يقوم يتلذذ بالقتل بمفرده لمعارضيه وفي احيان اخرى يطلق كلابه المفترسة على خصومه من العراقيين .وبعد الانتفاضة العراقية الجريئة عام 1991 كان صدام وعصابته وقصي وعصابته يتلذذون بالقتل المجاني للعراقيين . فكان قصي يعدم بالقاء المنتفضين باحواض التيزاب او يلقي بهم في الفرامة العملاقة التي تهرسهم دون ان يرحم توسلاتهم .فيما يقوم المقبور صدام كامل وفي محاولة لاسترضاء سيده بقتل صفوف من المحبوسين في سجن الرضوانية والحارثية بمسدسه الشخصيلتخفيف زحام السجون .أي جرائم ارتكب هؤلاء المتوحشين بحق اهل العراق؟واي رؤوس عفنة كانوا يحملوها ؟والادهى هو اشتراك بعض الكتاب والادباء من كارهي العراق ومن مصاصي الدماء الذين اهدروا الكرامة العراقية ، بسرقة الاموال العامة وتخريب الذائقة العراقية الأصيلة ( بمسابقات الجوائز سيئة الصيت ) وتدنيس حرمة الأخلاق والعرض والشرف وذهبوا اكثر من ذلك بقيامهم بمدح الطاغية واعتبروه الرجل الاوحد في العراق وما عداه فليذهب الجميع الى الجحيم .واعتبره البعض منهم بأنه نبيا والها وحكيما وفارسا ومغوارا ومحررا للأرض والعرض والدين .فهذا نصيف الناصري ينشر في مجلة اسفار العدد13 في عام 1992قصيدة عنوانها ( شمسك على الفراتين ساطعة .. وشموسهم رماد )وكتب الاهداء ( الى الرئيس القائد في عيد ميلاده الميمون ). ص8يقول فيها :( يا اولاد المحارمموتوا بعاركم ، بزفت خياناتكمموتوا بنذالتكموسوف نطعم لحومكم للكلابصدام انت المرتجى ، انت الاملوانت الفاديفدتك كل ارواحنا وكل اعمارناياخيمتنا الكبيرةياخيمتنا الوحيدةشمسك على الفراتين ساطعةوشموسهم رماد . )وهذه امل الجبوري تقول في مجلة اسفار العدد / اب 1992(ياسيد المسراتيا ايها المبجل النبيلليظل قلبك واحة من كرنفالليظل عمرك سدرة من حبكي يكبر العراقعاريا من الحزنيا سيد الفرات . )في عام 1988اصدر الشاعر حسب الشيخ جعفر مجموعته الشعرية(وجيء بالنبيين والشهداء ) كتب في الاهداء :(الى ابن الرافدين وراية الرافدين وجلال الرافدين الى صدام حسين . )عنون القصيدة الاولى ـ الى صدام حسين شاعرا ـ جاء فيها : ص10سلاما يا ابا الاقمار من شهداء واديناسلاما ترتجى ابدا وقد اعليت وادينالواء انت كوكبه اضاء سماء واديناونقول لهذا الشاعر الذي كنا قبل صدور مجموعته ، نكن له احترم الابداع ، هل تحتاج شعريتك وموهبتك وذائقتك ان تهدي كتابك الى الطاغية وتعنونقصائدك باسمه ؟وهل تحتاج ان تصدر مجموعة شعرية تمجد فيها الحرب وتتنغم بازيز الرصاص والموت ؟وهذا الافاق خضير عبد الامير يقول في مجلة الطليعة الادبية العدد4 لعام 1986(التشريعات التي وضعها الحزب في العراق جاءت لخدمة مباديء التقدم وارساء قواعد الديمقراطية في الحياة .. ويقول بان السيد الرئيس صدام حسين يؤكد باننا لو لم نكن نؤمن ايمانا مطلقا بالمباديء التي جاء بها حزب البعث لما اصبحنا بعثيين ..ويستطرد خضير في قوله :( وهذا الايمان العميق بالحزب وبالمباديء مكن القيادة في العراق من دحر الغزاة والطواغيت في ايران .. ليتمجد الحزب بقادته وبابنائه الشجعان البررة وليتمجد اسم القائد صدام حسين محيي امجاده وباني مجد العراق .. )لقد سهل اولئك بكتاباتهم المخزية ، للكثير من القلقين ان يسيروا بطريق النفاق والانهزامية والمدح غير الاخلاقي والوضيع لقائدهم الضرورة ورمز انحطاط الادب والثقافة والحياة في العراق.لقد ظل المنافقون يذيقونا مر العذاب والهوان للنيل من كرامتنا وعزة انفسنا رغم الجوع والضنك ومسابقات القادسية وام المهالك خير عنوان لتلك الممارسات الوضيعة .، لكنهم ادركوا بانهم سيسقطون في هاوية المشهد الثقافي العراقي عند سقوط هبلهم صانع الهزائم فاوغلوا في المديح المجنون بحثا عن الدنانير الملعونة واطلقوا بحق المثقفين والادباء الشرفاء عبر طروحاتهم وندواتهم واماسيهم مفردات ظل الاعلام الصدامي يكررها باستمرار على شاكلة (خونة ومرتدين وعملاء ) .وفي غمرة هدر الكرامات وكثرة التقتيل في الحرب الضروس وموت اخوتنا ومحبينا وشبابنا ، ينبري نفر حسب على الثقافة بحصد جوائز الذل في مسابقة قصة الحرب دون مراعاة لمشاعر العراقيين وبكاء الامهات لفقدان الابناء في محرقة الحرب من اجل الظفر برضا الحاكم وبحفنة من الدنانير البائسة وهم على التوالي كل من :اسم القاص المشارك عنوان قصته
يعرب السعيدي ليالي الزمن السابعثامر معيوف السفرسمير اسماعيل تلك البداية الصعبةوارد بدر سالم الروطةجاسم حلو القناديل(مسابقة قادسية صدام الثامنة للقصة لعام 1986 ).لقد آثر اولئك الشحاذون والمنافقون وقتلة العراقيين بأن يسجل لهم شرف سرقة خبز الجياع وعزهم باستلامهم دنانير الطاغوت الاخرق عن كلمات تافهة ذليلة كسيحة لا تنتمي الى الادب ولا الى أي جنس ثقافي اخر . لقد كتبوا ممجدين الحرب والقتل والقنابل وازيز الرصاص باسلوب رخيص ومبتذل ، الذين تجردوا من كل التزام اخلاقي فاصدروا عشرات بل مئات من روايات ( قادسية صدام ) وقصص تحت لهيب النار ودواوين القادسية التي تحتفي وتشجع وتمارس نزعة القتل والموت وتستهين بمشاعر واحاسيس المواطن العراقي والذي قال عنها الناقد سليم السامرائي إنه (أدب ضرورة) . فكم هم بائسين وتعساء ومرضى يتسترون خلف قناع الثقافة وهذا الدعي د. محمد راضي جعفر يكتب في مجلة الطليعة الادبية العدد3 لسنة 2001 : ( لقد كان للرفيق القائد المجاهد صدام حسين حفظه الله ورعاه دور اساسي في بناء نظرية العمل البعثية التي شكلت الجانب التطبيقي من فكر الحزب والثورة لما توافرت عليه من طروحات فكرية وسياسية غطت كل الميادين والحقول . كما كان لسيادته رعاه الله دور كبير في تثبيت اسس الابداع الجديدة في الشعر والرواية والقصة مما كان له بعيد الاثر في اثراء المشهد الادبي برؤى جديدة نقلت المنجز الابداعي الى مستوى جديد في ادب الشعوب المكافحة . ولا نستطيع هنا ان نغفل دور قادسية صدام المجيدة وام المعارك الخالدة في تاكيد التواشج بين حياة المبدع الخاصة وحياة المجموع الذي ينتمي اليه ) .وفي زمن كان فيه لؤي حقي رئيس ما يسمى بمنتدى الادباء الشباب ،كان بعض الشعراء المعروفين والمقيمين خارج العراق حاليا يعملون خدما عنده بل كان احدهم سائقا وذليلا لايتوانى المجرم لؤي بضربه بالحذاء كل لحظة ! حسب ماذكره احد الشعراء . وفي احدى الليالي انهال ضربا على مدير احد المستشفيات كاد ان يقتله وهو مخمور.اليوم لؤي حقي يعيش في المنفى متمتعا بملايين الدولارات التي سرقها من المؤسسة العامة للسينما والمسرح التي كان يرأسها ويشرب نخب الدولارات الجميلة بصحة سيده الجلاد الحبيس كالفأر المذعور .بعد صدور رواية صدام الاولى ( زبيبة والملك ) سارع اصحاب الاقلام المبتذلة بتمجيد الرواية ناشرين حقيقتهم السمجة بمقالات سخيفة عدوا فيها الرواية بانها عمل عظيم لايدانيه عمل اخر بل انه الافضل في التاريخ الروائي العراقي. عشرات بل المئات من المقالات والدراسات نشرت في مجلة الاقلام والطليعة الادبية والف باء وصحف القادسية والثورة والعراق والجمهورية وبغداد اوزرفر محتفية بعمل صدام الادبي في حين سارع الفنانون العراقيون ايضا الى تحويل الرواية الى عمل مسرحي من إخراج سامي عبد الحميد، يساعده مجموعة مخرجين هم غانم حميد وفيصل جواد وكاظم النصار وقام بتحويل الرواية الى المسرح شاعر القادسية أديب ناصر وتمت ترجمتها إلى الانكليزية و الفرنسية و الصينية.اما سامي محمد فقد خرب تاريخه بالانحطاط المقصود بعد كتابة رواية صدام الاولى زبيبة والملك والتي يبدو ان سامي لم يقاوم سحر الملايين التي يعرف صدام كيف يلوح بها امام النفوس الخائرة وحيث انه القائد الضرورة والقائد المؤمن والروائي والشاعر والحاكم بأمر الله ، فلا بد ان يسجد له الشعراء والكتاب طامعين بعطفه ورضاه . وقد اتهم الروائي المصري جمال الغيطاني بكتابة زبيبة والملك ايضا. وجاء الانفتاح الروائي المفاجيء للطاغية بعد اجتماع كتاب القصة والرواية الذي دعا اليه شخصيا في 12 شباط عام 2000 ثم دعا الى اجتماع اخر لنفس المجموعة المحببة لديه في مايس من عام 2002 طلب منهم تشكيل لجنة لمناقشة سبل تحسين كتابة القصة والرواية في العراق وجعلها مقبولة من قبل الشعب . وفي تلك الاثناء كان صدام قد اكمل روايته الثانية القلعة الحصينة ثم تبعها برواية ثالثة رجال ومدينة ويقال انه انهى روايته ( اخرج منها يا ملعون ) قبل السقوط المريع بفترة وجيزة .وهكذا ظلت الكلمة في عصر الطاغية غالية لها ثمنها الباهض عند الكتاب الشرفاء والمخلصين لادبهم وفنهم ووطنهم ولم يستطع ابالسة وجلاوزة الطاغية ان يرغموهم على التنازل والدخول في لعبة مديح السلطان التافهة .ومن الناحية الاعلامية والتعبوية حسب مصطلحاتهم فقد سجل عبد الجبار محسن منجزا اخر يضاف الى سجله عندما كتب كل خطابات صدام السياسية اثناء الحرب مع ايران بل ابتدع خياله المريض بعض الهوسات والاهازيج التي طالما رددها صدام في تلك الخطابات منها ( ياحوم اتبع لو جرينة )و الخاتمة الشهيرة ( وليخسأ الخاسئون ) ناهيك عن انه كتب مقالا شهيرا في جريدة القادسية يشكك فيه بالحضارة السومرية وينتقص من شرف وكبرياء المرأة الجنوبية مستخدما كلمات تخدش الحياء وبذلك تفوق وبجدارة المنافق على سابقه حسن العلوي الذي يعتبر اول من مارس كتابة الخطابات الصدامية ثم استلمها منه الراحل عزيز السيد جاسم الذي لم تشفع له ابدا .لقد واصل ادباء (بالروح بالدم ) امثال نجمان ياسين وفيصل عبد الحسن وجاسم الرصيف محسن الموسوي ولطيف ناصر حسين وعبد الرزاق عبد الواحد وعبد الستار ناصر ومحمد حسين ال ياسين وبثينة الناصري و الشاعر والكاتب المسرحي يوسف الصائغ وصلاح الانصاري وعلي جعفر العلاق ، وغيرهم اصرارهم على عدم الاعتذار العلني للعراقيين عن ما اقترفوه من آثام وتبرئة صفحاتهم الملطخة .ويكتب عبد الرزاق عبد الواحد مزهوا بالقادسية وصدام : بلى يا لهيب القادسيات كلها ويا سحبا للمجد جل انهمارها ويا جند من حتى المقادير جنده ففي يده اقبالها وانحسارها فإن قلت يا صدام... ناديت امة لان المنادي زهوها وفخارها.
وقد رسا الطاغية تقليدا جديدا تكريما لثقافة القتل والارهاب حينما قرر منح الالقاب للشعراء . فعبد الرزاق عبد الواحد شاعر القادسية وشاعر الرئيس وغزاي درع الطائي شاعر القوات المسلحة وعبد الودود زكي القيسي شاعر القوات المسلحة اما رعد بندر فلقّب بـشاعر ام المعارك و ساجدة الموسوي، شاعرة ام المعارك . وهذه الالقاب يتمتع صاحبها بامتيازات كبيرة ومكانة مرموقة لدى السلطان وحاشيته .ونواصل في هذا الجزء نشر أسماء الأدباء والكتاب المداحين للطاغوت :
عواد الملاجاسم حلومحمد علي هارفبيان السعديناجي ابراهيم التكريتيعبد اللطيف الدارميداود سلمان الشويليازدهار سلمانمحمد خلف الخاطرجعفر حسين احمدكاظم محمد حسينحمد الانباريسلمان زيداننصر الله الداوديعلاء الدين مكي خماسبشار عبد اللههيثم بهنام بردىموفق الجبوريمنذر عبد الشاويحميد محمد الجبوريسعد مراداديب ابو نوارطه البصريعلي عبد اللهسيف المشهدانييثرب حازم اليثربيهادي العباسيرضا عناد الحلبوسيسامي محمدناصر حزامحميد بندر الراضيسهير الخزرجيماجد البلداويفاروق عبد الرشيدطالب كريم حسنمحسن العزاويخلف عبد الكريمعبود الجابريعلي شبيبحازم الشيخليمصطفى عبد الواحدمراد الداقوقياحمد جاسم الشطريكاظم الرويعيربيع الناصريفارس عبد الواحدصباح عنوزعلي حسين عليزهير عبد الكريمرزاق الزيديريم قيس كبةدنيا ميخائيلكاظم النصاراحلام منصورمحمد الكعبيحامد الموسويمهدي شعلاناحلام عبود الصافيايليا راجي مرقسهشام صباح الفخريلهيب عبد الخالقضرغام البرقعاويعبد النور داودصابر محسن الدوريابتسام عبد اللهد. علي الجابريد. حسن الشرععبد القادر جبارمزاحم البياتيكريم العراقيجواد الحمدانيفاطمة الليثيعباس جيجانعادل محسنحمزة الحلفيخضير هاديعريان السيد خلفكاظم اسماعيل الگاطعكاظم الركابي
https://telegram.me/buratha