فراس الغضبان الحمداني
ما يجري على الساحة العراقية من ممارسات إعلامية محلية أو دولية تتسم بالفعالية الواسعة النطاق وهذا أمر طبيعي لان ما يحدث في العراق من وقائع هي مصدر مهم لكل وسائل الإعلام لكن الخطير في الأمر أن بعض التغطيات الإخبارية تتسم بالإثارة غير المسؤولة وهذا ما يستوجب أن ندق ناقوس الخطر بالأمر وهذا يتطلب أكثر من ذلك .
أن التغطية غير المسؤولة خاصة عندما تصدر من قنوات فضائية أو صحف دولية ومهنيين محترفين لها دلالات خطيرة وانعكاسات أخطر ربما كلمة أو مقالة أو خبر مدسوس وصورة ممنتجة تدفع الناس للاقتتال وتخريب المدن والمؤسسات ويدفع الأبرياء ثمنا فادحا لنزوة صحفية أو لسبق صحفي مزعوم ولعل المنطق يقول أن حياة الإنسان والسلم الأهلي والاستقرار الأمني أفضل مليون مرة من انتصارات صحفية عابرة لان الانتصار لحرية الإنسان وحياته والعمل على إشاعة روح الأمل والتفاؤل هي بالتأكيد أفضل أخلاقيا وإنسانيا من إثارة الفتنة وإشعال الحرائق .
صحيح أن الإعلام العراقي أو الإعلاميين الذين يمارسون عملهم داخل العراق لا يجدون مرجعية قانونية تنظم العمل الإعلامي في العراق سوى المادة (38) في الدستور العراقي التي تمنح الصحفيين حق التعبير وحق الوصول إلى المعلومة .. ولكن وللأسف أن البعض يتجاهل بأن الحريات والحقوق ليستا مطلقتين وإنما هناك حدود قانونية وأخرى أكثر أهمية هي أخلاقيات العمل المهني وهذا كما يقولون هو(مربط الفرس) .
نعم أن رأسمال الصحفي والإعلامي الشريف هو ميثاق الشرف وحسنا فعل العديد من الزملاء قبل سنوات وكان بينهم الشهيد شهاب التميمي ومؤيد اللامي نقيب الصحفيين الحالي وبعض الزملاء في مجلس نقابة الصحفيين آنذاك حين توجوا التعاون مع أحد المؤسسات الإعلامية الدولية العريقة الجهود السابقة بوضع مسودة لميثاق شرف مهني التي توصي بالعدالة والنزاهة والمسؤولية واحترام الخصوصية وقضايا أخرى في صميم الممارسة العملية للإعلام المسؤول .
ولذا فأن دور المنظمات المهنية وفي مقدمتها نقابة الصحفيين العراقيين يجب أن يكون كبيرا وملموسا لكي نضع حدا للعديد من الممارسات الإعلامية الخاطئة التي تسهم بعلم أو بجهل في تأجيج مشاعر الكراهية والأحقاد والخروج عن القانون ..لان معالجة هذه الانحرافات ليست مسؤولية الحكومة وحدها بل هي مهمة النقابة وهذه المؤسسة ونقولها للحق صحيح أنها قديمة وعريقة لكنها لا تمتلك وصفة سحرية أو سطوة لضبط سلوك الآلاف من الصحفيين ولكنها لكي تنجح في هذه المهمة بحاجة ماسة لإمكانيات كبيرة من كل الجهات حتى تعمل على توحيد الصحفيين وجمع شملهم ومن ثم ستكون لها القدرة في جمعهم حول مبادئ لميثاق الشرف الذي لا يمكن أن يطبق ويلزم به بدون وجود منظمات ساندة تحوله إلى واقع عملي .
ولعل نقابة الصحفيين العراقيين يمكن أن تكون هي المحرك الأساسي لتثبيت مبادئ الممارسة الإعلامية المسؤولة ولذا فأن حالة التمزق وإطلاق الاتهامات المغرضة والمشحونة سوف لن تساعد مطلقا على تنقية الأجواء ولا تساعد أيضا على التمسك بأي ميثاق للشرف حتى لو كان منزلا من السماء .
https://telegram.me/buratha