المقالات

نقابة الصحفيين العراقيين وميثاق الشرف المهني

980 11:55:00 2010-03-23

فراس الغضبان الحمداني

ما يجري على الساحة العراقية من ممارسات إعلامية محلية أو دولية تتسم بالفعالية الواسعة النطاق وهذا أمر طبيعي لان ما يحدث في العراق من وقائع هي مصدر مهم لكل وسائل الإعلام لكن الخطير في الأمر أن بعض التغطيات الإخبارية تتسم بالإثارة غير المسؤولة وهذا ما يستوجب أن ندق ناقوس الخطر بالأمر وهذا يتطلب أكثر من ذلك .

أن التغطية غير المسؤولة خاصة عندما تصدر من قنوات فضائية أو صحف دولية ومهنيين محترفين لها دلالات خطيرة وانعكاسات أخطر ربما كلمة أو مقالة أو خبر مدسوس وصورة ممنتجة تدفع الناس للاقتتال وتخريب المدن والمؤسسات ويدفع الأبرياء ثمنا فادحا لنزوة صحفية أو لسبق صحفي مزعوم ولعل المنطق يقول أن حياة الإنسان والسلم الأهلي والاستقرار الأمني أفضل مليون مرة من انتصارات صحفية عابرة لان الانتصار لحرية الإنسان وحياته والعمل على إشاعة روح الأمل والتفاؤل هي بالتأكيد أفضل أخلاقيا وإنسانيا من إثارة الفتنة وإشعال الحرائق .

صحيح أن الإعلام العراقي أو الإعلاميين الذين يمارسون عملهم داخل العراق لا يجدون مرجعية قانونية تنظم العمل الإعلامي في العراق سوى المادة (38) في الدستور العراقي التي تمنح الصحفيين حق التعبير وحق الوصول إلى المعلومة .. ولكن وللأسف أن البعض يتجاهل بأن الحريات والحقوق ليستا مطلقتين وإنما هناك حدود قانونية وأخرى أكثر أهمية هي أخلاقيات العمل المهني وهذا كما يقولون هو(مربط الفرس) .

نعم أن رأسمال الصحفي والإعلامي الشريف هو ميثاق الشرف وحسنا فعل العديد من الزملاء قبل سنوات وكان بينهم الشهيد شهاب التميمي ومؤيد اللامي نقيب الصحفيين الحالي وبعض الزملاء في مجلس نقابة الصحفيين آنذاك حين توجوا التعاون مع أحد المؤسسات الإعلامية الدولية العريقة الجهود السابقة بوضع مسودة لميثاق شرف مهني التي توصي بالعدالة والنزاهة والمسؤولية واحترام الخصوصية وقضايا أخرى في صميم الممارسة العملية للإعلام المسؤول .

ولذا فأن دور المنظمات المهنية وفي مقدمتها نقابة الصحفيين العراقيين يجب أن يكون كبيرا وملموسا لكي نضع حدا للعديد من الممارسات الإعلامية الخاطئة التي تسهم بعلم أو بجهل في تأجيج مشاعر الكراهية والأحقاد والخروج عن القانون ..لان معالجة هذه الانحرافات ليست مسؤولية الحكومة وحدها بل هي مهمة النقابة وهذه المؤسسة ونقولها للحق صحيح أنها قديمة وعريقة لكنها لا تمتلك وصفة سحرية أو سطوة لضبط سلوك الآلاف من الصحفيين ولكنها لكي تنجح في هذه المهمة بحاجة ماسة لإمكانيات كبيرة من كل الجهات حتى تعمل على توحيد الصحفيين وجمع شملهم ومن ثم ستكون لها القدرة في جمعهم حول مبادئ لميثاق الشرف الذي لا يمكن أن يطبق ويلزم به بدون وجود منظمات ساندة تحوله إلى واقع عملي .

ولعل نقابة الصحفيين العراقيين يمكن أن تكون هي المحرك الأساسي لتثبيت مبادئ الممارسة الإعلامية المسؤولة ولذا فأن حالة التمزق وإطلاق الاتهامات المغرضة والمشحونة سوف لن تساعد مطلقا على تنقية الأجواء ولا تساعد أيضا على التمسك بأي ميثاق للشرف حتى لو كان منزلا من السماء .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك