قلم : سامي جواد كاظم
يتحدث السيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف في كتابيه فلسفتنا واقتصادنا عن الفراغ التشريعي وهذا الفراغ اسم على مسمى وهو هنالك فراغ تشريعي لبعض مستجدات العصر ولكن الاهم من هذا الفراغ هو وجوده واسبابه .بعد الفهم الخاطئ لحديث ( افضل اعمال امتي انتظار الفرج ) حيث هنالك من يعتقد تفسير الحديث هو جلوس القرفصاء ووضع اليد على الخد بانتظار المنتظر لينقذنا من الهاوية التي نحن سرنا اليها بارادتنا ، ولكن بفضل علمائنا وفقهائنا الاجلاء استطاعوا من نسف هذا التفسير الخاطئ للحديث ، ولكن بسبب الفراغ التشريعي جاءنا فهم خاطئ اخر لا اعلم من سينهض له وينسفه من عقول الناس .مما لاشك فيه مهما عملنا على ان نكون في اعلى درجات الكمال التشريعية لا نصل لها لان هنالك حيز هو من اختصاص الامام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف والا لو كنا قادرين على تشريع كل ما يعترضنا من اشكالات اصبح لا فائدة من ظهور الحجة . المشكلة هنا هو كيفية تحديد هذا الحيز الذي هو من اختصاص الامام المهدي (عج) ؟ هذا الحيز هو المجال الذي نعجز من اقتحامه ، ولكن هل نحن استنفذنا كل قوانا التفكيرية وعجزنا ؟ هذا هو المهم فاغلب العجز الفكري نجد ان سببه عدم التقدير الصحيح لصلاحيات الامام الحجة والخشية من تجاوزها يجعلنا نعيش الفراغ التشريعي بحيث اي عجز لا نعلله بانه عجز بل ان ما اعترضنا من اشكال هو من اختصاص الحجة (عج) وبسبب هذه المتاهة التي جعلت كل الامم تتقدم علينا ، وللاسف الشديد عندما نرى الصناعات الحربية والتكنلوجية نقنع انفسنا بان هذه الاسلحة سوف لا تمنع من ظهور الحجة لاننا على يقين بانه سيظهر وينتصر ونباد بالمئات والالاف يوميا بسبب هذه الاسلحة ونخضع للغرب لحاجتنا لتطورهم العلمي ، واذا كان كذلك من انتصار الحجة فما هو موقفنا ومشاركتنا من هذا النصر ؟ الا يجدر بنا تهيئة مصانع لصناعة تكنلوجيا اكثر تطورا من غيرنا حتى تكون ضمن استعداداتنا لظهور الحجة ومؤازرتنا له ؟ العجيب هذا الراي القائل انه لابد من ان يكون في القران ايات نؤمن بتاويلها الذي لا نعلمه وهذا الفراغ التشريعي بعينه والمصنوع بارادتنا تحت ذريعة ان الاية المتشابهة من اختصاص المعصوم عليه السلام .الاية الواحدة التي فسرها العلماء بل حتى التي فسرها الائمة عليهم السلام في حينها هي بعينها لها تفسير ثان لعصر اخر ولحدث اخر مشابه في الغاية ومختلف في العناصر وهذا القران هو بعينه ونفس الايات التي فسرناها سنجدها تفسر من قبل الامام الحجة (ع) عندما يظهر ويعم العدل والاحسان الارض بعد ما ملئت ظلما وجورا .والشيء بالشيء يذكر ان هنالك بعض الاغبياء ممن يفسدون في الارض تحت ذريعة استعجال ظهور الامام الغائب من خلال اكثار الظلم والفساد ، اي عقل مريض يفكر هكذا ؟الحديث الذي يقول ان الامام الحجة سوف يقتل رجال تلبسوا بلباس الدين في الكوفة يقتلهم لا لانهم تجاوزوا على صلاحياته ولكن لانهم تلاعبوا بالاحكام ونافقوا بالاقوال ورحم الله الوائلي عندما يتحدث عن هذه الرواية يقول لقد بحثت عن سندها علني اجد فيه من الضعف الا اني وجدته متين واليوم اقول لكم ان ما اراه اجد ان العدد المذكور في الرواية قليل بحق من تلبس بلباس الدين ليغش المسلمين رحم الله قدوة الخطباء الماضين والحاليين الدكتور الوائلي .نحن ان قمنا بتشريع الاحكام واقتحمنا ميادين العلوم مع صدق النية فهل نعتقد باننا سنبلغ نهايتها ولا يبقى شيء للامام الحجة (ع) ؟ مكنون علم الله عز وجل الذي يقسمه وفق حكمته ولطفه علينا وعلى حججه في الارض ناتي نحن اليوم لنبرر عجزنا باننا لا نريد اقتحام العلوم المخصصة للامام الحجة (ع) وكاننا نعلم التخصيصات ، اقول لكم وانا مسؤول عن كلامي اعملوا بنية خالصة لله عز وجل وقربة له واقتحموا ما شئتم من ميادين وتشريعات .
https://telegram.me/buratha