حميد الشاكر
غدا سيكون يوم القرار الشعبي العراقي الذي يحدد ليس فقط هوية القوائم السياسية العراقية المنتصرة في مخاض الانتخابات فحسب ، وليس شكل النظام الديمقراطي او اللاديمقراطي للعراق الجديد لاغير ، وليس فقط مَن هو من السياسيين الذي حاز على ثقة الشعب العراقي ليجدد له عقده للخدمةالسياسيةاو الاخر الذي سيطيح به الشعب لعدم كفائته لقيادة هذا البلد ، ......الخ ، بل غدا سيكون هو يوم ولادة الهوية العراقية لهذا الشعب !!.
اي غدا ستحدد صناديق الاقتراع الانتخابية في العراق هوية الامة وهوية الوطن ،وهوية المستقبل ، وهوية الدولة وهوية الشخصية العراقية ، وهوية المزاج الشعبي وهوية توجهات هذا الشعب ، وهوية البناء الذي سيقام للاجيال القادمة ، وهوية الراية التي ستبقى خفاقة لفترة طويلة مقبلة !!.
غدا واليوم سيولد العراق الجديد ، ويخرج من شرنقته فراشة تحلق في السماء من خلال عملية لأول مرّة ربما في تاريخه يكون الدمّ لغةً غير مستخدمة مطلقا في هذا التغيير التاريخي الكبيرللشعب العراقي ، ويكون السلاح بدباباته وطائراته ومؤامراته ساكنا داخل ثكناته هادئا بلا حراك ، وتكون الحبال مطوية داخل صناديقها بلا حاجة لها لتعلق رقاب الابرياء عليها ، او تسحل جثث البشر داخل الطرقات بكل وحشية ؟!.
نعم اليوم ستفعّل معادلة الاسلام العظيم في ( كيفما تكونوا يولّى عليكم )ليتحرك الوجه الاخر لهذه المعادلة العراقية الديمقراطية الانتخابية ب(كيفما يكون اختياركم وانتخابكم تكون وجه قيادتكم وسلطتكم ودولتكم وحكومتكم )في قابل الايام ، وتصنع هويتكم الى البعيد من الزمن !!.
فان كان اختيار العراقيين بعثيا فسيولى البعث ، وازلامه وقيادته عليهم بالعاجل القريب عندما تفتض اقفال صناديق الاقتراع ،وتعلن النتيجة ويقع الانتخاب وتصبح الامة العراقية بهوية بعثية وإن كان اختيار الشعب العراقي شيوعيا فحتما ستعلن هوية هذه الامة ويصرّح بتوجهاتها ، وتعلوا دولة الشيوعية لتستلم الدفة وتقود السفينة أما ان كانت توجهات الامة مسلمة وانتخبت الاسلام لقيادة المشروع ، وصوتت بقوّة لقلب الايمان ،والعدالة والعراقية والاصالة فلاريب ستعلوا سمات الاسلام على هوية هذا الشعب ويكون الاسلاميون ربابنة السفينة ،ورواد التغيير ، واصحاب القرار والكلمة في مصير هذا الشعب ، وما يتبعه من اجيال لاحقة !!.
وهكذا ان كانت هوية الامة التغريب ، فغدا ستعلن نتائج الانتخاب حقيقة هوية هذا الشعب ، وكذا ان كانت هويتنا صهيونية فسننتخب اصحاب مشروع التصيهن وان كانت هوية الجلافة والبداوة والتعريب اصالتنا ،فحتما سيقودنا اذناب المشيخة ودعاة القبلية الجاهلية والمشترون باموال البترول الموزع الى هويتنا الاعرابية واصالتنا البدوية!!.
الخلاصة ان انتخابات العراق اليوم هي التي ستحدد بالفعل من هو العراق ، وماهية بطاقة احواله الشخصية ، مع ذكر توجهاته الفعلية وتطلعات شعبه السياسية والايدلوجية والبنائية !.
https://telegram.me/buratha