المقالات

(( يقتلوننا لكن لانقتلهم .... هابيل وقابيل !))

1014 19:22:00 2010-02-07

حميد الشاكر

منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الانسان على هذه الارض ، وحتى اليوم لم يزل ، هناك خطان من السلوك والفكر والتوجهات والعواطف ... هي التي تتحكم بكل وجود الانسان وانماط تصوراته وكيفيات سلوكياته في هذه الارض وهما :اولا : خط الحقد والحسد والانتقام والطغيان والتكالب على ملذات الدنيا والاجرام في سبيل استحصال ثمراتها .ثانيا : خط العفو والتقوى والحبّ والصبر والاناة والمعرفة والخشية والنظر الى الحياة الاخرى والعزوف عن غرور الدنيا وبهرجها .

في القرآن الكريم ذكر لتاريخ هذين الخطين الانسانيين ، الذين ولدا مع اول اخوين رأوا نور الحياة في هذا العالم لكنهما اخوين بامزجة وتوجهات ورؤى وطموحات وسلوكيات مختلفة بعضهم عن البعض الاخر !!.الاول : كان اسمه ((هابيل )) صاحب الحبّ وتقوى الله ، والخشية من حساب يومه الاخروالعدل والانفتاح والصبر والمعرفة والرجولة والكرامة والاناة والعزوف عن غرور الدنيا وشهواتها .الثاني : كان اسمه (( قابيل )) صاحب نزعة الحسد والغلّ ، والحقد والطغيان وحب الهيمنة والتسلط واخذ كل شئ يجده امامه ، وصاحب رؤية وجوب ان يكون كل شئ في هذه الحياة تابعا له وخاضعا لهيلمانه ومسبحا لجماله مع انه اجبن خلق الله وارعدهم فريصة واخفقهم جنانا امام الموت والاستشهاد .

هذان البشران قربا قربانا تقبل الله من احدهم ،بسبب صفاته الحميدة ونواياه النظيفة ، وحبه للاخروصدق سريرته مع الله سبحانه وتعالى ، ولم يتقبل قربان الاخر ، بسبب سوء طويته وكراهيته لكل شئ وتضخم الانا وحب التسلط لديه وصفات الجبن والغدر لديه ...الخ .

فقال قابيل لاخيه الانسان الاخر هابيل :(( لأقتلنك )) !!.اجابه هابيل :((إنما يتقبل الله من المتقين ، ولئن بسطت إلي ّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين ، إني أريد أن تبوأ بإثمي وإثمك فتكون من اصحاب النار وذالك جزاؤا الظالمين ))

طبعا هناك من يعتقد ان هابيل هذا ربما كان ضعيف البنية او انه لم يكن يملك ارادة الدفاع والمقاومة امام طغيان الوحش الانسان قابيل ،ولهذا تحجج بمفردات الضعفاء من بني البشر في الصبر وخوف الله والاثم وغير ذالك لكن الحقيقة ان هابيل كان اشدّ باسا من المجرم قابيل بل واقوى بنية واكثر ذكاءا وشجاعة ،وفطنة واقتدارا على الحاق الاذى بسميه الانساني قابيل ،لكنّ الفرق بين خط هابيل الفكري والروحي والسلوكي في هذا العالم وخط اخيه قابيل هو ان قابيل صاحب غدر وحسد . وغلّ وطغيان ودونية اخلاقية وحب للدنيا وسلطتها بلا حدود ، بينما تحكم هابيل صفاء النية وعدم التفكير بربح الدنيا على حساب الاخرى واخلاق الفروسية والرجولة والايمان....الخ ولهذا كانت المعركةليست هي معركة ساحة وقتال ولاهي معركة مواجهة واقتداربل هي معركة غدر وضميمة ودوافع مشبوهة واخلاقيات متدنية جدا ....فكسب المعركة اقرب الخطّين للنذالة والانحطاط ، وقتل قابيل غدرا اخاه هابيل ، لينتصر في معركة الا انه في النهاية يخسر الحرب امام هابيل ، فيكون مصيره النار جزاءا لظلمه من جهة ، وليبوء باثمه واثم اخيه الانسان هابيل من جانب اخر !!.

في العراق اليوم ايضا يتصارع الخطّان بعد الاف من السنين على تاريخ خطي هابيل النبيل وقابيل الرديئ ، ولكن تحت نفس المنطق وبنفس التوجهات وتحت ضغط نفس الدوافع والمنطلقات وبين جهتين معروفتين للعالم سلفا : الاولى : هي العراقيون بمعتقداتهم ومرجعيتهم الدينية ورجولتهم وايمانهم ،وحبهم للاخر وبرؤى أئمتهم واسلامهم وشجاعتهم واقتدارهم ، وشعار (( إنما يتقبل الله من المتقين ولئن بسطت إلي ّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي اليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين )) الهابيلي !!.الثانية : هي الارهابيون التكفيريون الوهابيون الآتون من خارج الحدود العراقية ،والبعثيون الاجراميون الظلاميون معهم ، وبكل مايحملوه من غلّ وحقد وحسد ، وغدر وجبن وسوء طوية، وانحراف عقدي وجهل وتكالب على حب الدنيا وطلب الاستحواذ عليها وارهاب كل من يعيش بداخلها بالقتل والحرق والتفجيرات ،وباقي ادوات ((لأقتلنك )) القابيلية المجرمة !!.

وطبعا ايضا هناك من يعتقد ان العراقيين عندما لايجابهون منطق ((لأقتلنك )) القابيلي الارهابي التكفيري والبعثي هذا بمثله من ردة الفعل ، ليشن الشعب العراقي الهابيلي هجومه الانتحاري على الاخرين من نفس المنطق انه ضعف وعدم حيلة ، وركون الى الاستسلام والخضوع للارهاب والذلّة !!.

والحقيقة ان الشعب العراقي يملك الكثير من الشجاعة ، كما انه يستطيع ان يرجع اصحاب الغدر والجبن والرذيلة من التكفيرية ، والبعثية الى جحورها القديمة لترتعد فرائصها ، اولتكشف عن سؤتها ، لتتقي غضب وبأس الشعب العراقي عنها ، لكن ما يكبل الشعب العراقي ، ويحد من غضبته البطولية الصادقة هو تلك الضوابط الالهية وتلك التقوى الربانية الهابيلية التي ترفع شعار (إني أخاف الله رب العالمين) ،ولهذا تجد مرجعية الشعب العراقي الدينية لاتفكر مجرد التفكيران تدعوا الشعب للرد بالمثل ولتكون حرب الانتحاريين القتلة بين الجانبين هي الحكم والفيصل بين ابناء هابيل المؤمن من الشعب العراقي ، وشياطين قابيل من البعثية والتكفيريين الوهابيين ، الذي قتلهم الغلّ واعمى ابصارهم الحقد واهلكهم حب الدنيا واعمى قلوبهم ارادة الطغيان وخدمة السلاطين من جبابرة الزمان !!.

إن خطي قابيل وهابيل لم يزالا هما سرّ المعركة القائمة بين العراقيين والارهابيين ، كما انهما الخطين الذين جاءا مع محمد رسول الله ص ضد قومه ونزل بين علي بن ابي طالب وسالبي حقوقه ، والحسين واشياع بني امية من قتلته .....، وحتى اليوم تتصارع لغة الحبّ مع لغة الحقد ، ولغة الغدر مع لغة الوفاء ، ولغة الرجولة والشجاعة والمواجهة والبطولة ،مع لغة الغدر والخيانة والجبن ، ولغة الايمان بالله سبحانه والخوف من عقابه وحسابه مع الايمان بالطاغوت وحب الدنيا والموت والانتحار وتفخيخ الاجساد وحرقها من اجلها !!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2010-02-08
لماذا يقتلونا؟؟هل لاننا شيعة؟؟هل لاننا من من قوميات اخرى؟؟ وهل لاننا من كوكب آخر؟؟وهناك مئات من الاسئلة تدور وتطرح؟؟؟ اذن لماذا لانقاتالهم او نقتلهم؟؟هل لاننا نفتقر الشجاعة؟!هل الدين فرض علينا ذالك ان لانرد؟! وهل المرجعية طلبت ذالك؟!وان كان هناك قولا" كريما( العين بالعين والسن بالسن...الى آخره) وايضا هناك مليون سؤال نريد اجوبته؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ للصبر حدود..
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك