لاتقلقوا ... ليست مؤامرة

بقلم: حافظ آل بشارة hafizbshara@yahoo.com

حكاية جديدة تشبه المؤامرة تفجرت فجأة عندما اعلنت الهيئة التمييزية المؤلفة من 7 قضاة السماح للمشطوبين بقرار المسائلة والعدالة بخوض الانتخابات التشريعية ، وينطبق على قرار الهيئة المثل القائل : (اعطى من لا يملك الى من لايستحق) ، قرار الهيئة يشبه عبارات من الادب الساخر ، فقد سألوها عن شيء فاجابت عن شيء آخر ، فالهيئة التمييزية بجوابها هذا تجاوزت وظيفتها واصبحت صاحبة قرار له ابعاد سياسية بينما كان المطلوب منها فقط النظر في الطعون وتقييم مبررات شطب المشمولين بالمسائلة والعدالة هل هي مبررات منطقية حائزة على درجة الثقة ام لا ، أي ان واجبها اعطاء رأي وليس قرارا لا اكثر ولا اقل ، وعندما تركت هيئة التمييز وظيفتها واتخذت قرارا ليس من اختصاصها اندلعت عاصفة الاعتراضات في كافة الاوساط ، وساد شعور بأن هناك مايشبه المؤامرة ، كثير من الناس يستحي ان يصفها بالمؤامرة لكي لايتهم بالتخلف ، فالمثقفون عندنا يقولون ان من علامات التخلف الايمان بنظرية المؤامرة لذا فالجميع عاجزون عن كشف أي مؤامرة اذا حدثت لعدم ايمانهم بها ! اذن الافضل ان نستبعد اسم المؤامرة ونسميه مخططا ، نؤمن بالمخططات وليس المؤامرات ، تقول الحكومة والله اعلم ، وهل هناك من هو اكثر علما من الحكومة ؟ تقول ان سفير امريكا في العراق اجرى طيلة الايام الماضية لقاءات من تحت العباءة مع كبار المشطوبين برعاية مسؤولين يساندونهم ويلفون لفهم واتفق الجميع على ايصال اوامر سرية ضاغطة الى الهيئة التمييزية بأن تتخذ القرار اعلاه ، اصل المخطط وليس المؤامرة هو السماح للبعثيين بالعودة الى الحكم في العراق وتمييع قانون المسائلة والعدالة و تجميد اجتثاث البعث ، متفرجون اجانب قالوا ان السياسة الامريكية في العالم تحاول تغيير اسلوبها في معالجة الملفات الساخنة وفي افغانستان يسعون اليوم الى اعادة طالبان الى السلطة كضد نوعي للقاعدة التي تزعم الولايات المتحدة انها عدوها الاول في اطار برنامج مكافحة الارهاب وتسريح الرئيس حامد كرزاي وفريقه ليأخذوا راحتهم ، وفي العراق يريدون اعادة البعث الى السلطة باعتباره الفريق الذي لايمانع عن قلب المجن لعصابات القاعدة ومقاتلتها بالنيابة عن البيت الابيض بدعم عربي شريف ، وسواء كانت هذه الافكار صحيحة او هي مجرد نسيج من الخيال السياسي تظل هناك حقيقة تثير القلق وهو سعي واشنطن لانقاذ البعثيين من الاجتثاث وتدخلهم بهذا الاتجاه بطريقة تتقاطع تماما مع السيادة العراقية والقرار الوطني المستقل والدستور والقانون حسب قول الحكومة ، تعيش الحكومة ، هناك غضب واحتقان واحباط في الشارع العراقي ، يقول المواطنون على فطرتهم وبدون مراعاة لاصول النفاق السياسي ان اعضاء البعث المحضور قتلوا مئات العراقيين في تفجيرات الاربعين الاخيرة في اللحظة التي اعلن عن قرار التمييز لصالحهم ، انهم ينحرون العراقيين الرافضة قرابين لفرحتهم بالقرار التاريخي . ومع المخاوف وتشابك التحليلات هناك من أنحى باللائمة على الحكومة ، يقولون انها سمحت لهم بالتغلغل في جميع دوائرها طيلة السنوات الاربع الماضية حتى اصبح الجهاز الاداري الوطني والملف الامني وشبكة الاعلام والسفارات كلها في ايديهم لتكون هيمنتهم على البرلمان مستقبلا مجرد تحصيل حاصل . الرفض المتصاعد في انحاء العراق لا قيمة له الا اذا اهتم به كل من الحكومة والبرلمان والكتل السياسية والمجلس السياسي للامن الوطني ، هناك محافظات تستعد للخروج في تظاهرات احتجاجية مطالبة بالتعامل بجدية اكبر مع هذه الردة السياسية الخطيرة كما يصفها الغاضبون ، والا فستكون الانتخابات المقبلة هزيلة وتكون مصداقيتها على كف عفريت لان الاطراف المحضورة اذا شاركت في الانتخابات ستجلب معها موجة هائلة من التزوير وشراء الاصوات لانها صاحبة خبرة في هذا المجال .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha