محمود الربيعي
المقدمة التعريفية
زهير بن القين بن قيس بن مالك بن دينار بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر بن علي بن مالك بن سعد بن بدر بن قيس الأنماري البجلي. المصدر: إبصار العين في أنصار الحسين (عليه السلام) للسماوي، تحقيق علي جهاد الحساني: 175، نقلاً عن رجال الطوسي: 101.بجلي: بجيلة هم بنو أنمار بن أراش بن كهلان، من القحطانية، (يمن، عرب الجنوب).شخصية بارزة في المجتمع الكوفي، يبدو أنه كان كبير السن.
المقدمة التأريخية
أنضم إلى الإمام الحسين عليه السلام في الطريق من مكة إلى العراق.
ومن موقع مؤسسة الإمام علي عليه السلام
زهير بن القين بن قيس البجلي من ابطال واقعة كربلاء وشخصية خالدة دافعت عن دين الله ونصرت الامام الحسين عليه السلام بالدماء الزكية ، اشترك في الفتوح الاسلامية والتحق بركب الحسين عليه السلام اثناء الطريق.
فحين سار ركب الهاشميين وانصارهم الى كربلاء كان هناك موكب يقوده زهير بن القين، وكان زهير يساير ركب الحسين عليه السلام دون ان يقترب منه، وارسل الحسين عليه السلام في طلبه وهو جالس يتغدى فسكت زهير برهة حتى قالت له زوجته : يبعث اليك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا تذهب اليه سبحان الله ؟! اذهب اليه واسمع ما يقوله لك. ولما ذهب الى معسكر ابي عبد الله الحسين عليه السلام وسمع كلامه التحق بركب الحسين عليه السلام المبارك فجعله قائدا للجبهة اليمنى من عسكره. وعشق البقاء مع امامه عليه السلام وقد خيّره الحسين عليه السلام بين الذهاب والبقاء فقال للامام عليه السلام: والله لو اقتل ألف مرة لهو احب اليّ من ترك ابن رسول الله واهل بيته عليهم السلام.وتقدم في يوم المعركة الى معسكر ابن سعد (لعنه الله) وقال لهم :انذركم من عذاب الله اني انصحكم نصيحة المسلم للمسلم ونحن الان على دين واحد، فشتموه ومدحوا الظالم عبيد الله بن زياد والي الكوفة بل واصروا على قتال الحسين عليه السلام ورماه الحاقد شمر بن ذي الجوشن بسهم وقال له: اسكت لن نسمع لك كلاما.فارسل الامام الحسين عليه السلام من يقول له لن ينفع النصح لهؤلاء فاتركهم يا زهير. وعند بدء القتال برز زهير بن القين كالأسد الغاضب على اعداء الله فقتل الكثير منهم حتى قتله كثير بن عبد الله الشعبي فنادا الحسين عليه السلام (لعن الله قاتليك يا زهير). هكذا كان زهيرا رحمه الله تعالى شخصية اسلامية يفتخر بها العالم. إنتهى.
رؤية وتحليل
إن أهم ماتميز به هذا الرجل حسن خياراته المبدئية، فلقد اختار أن يكون مع الإمام الحسين عليه السلام عندما وجد أن الحق مع الإمام الحسين عليه السلام وهو الشريف في قومه والشجاع فيهم.
هذا الرجل صاحب المواقف شجعته زوجته " دلهم بنت عمرو " على أن يستجيب لدعوة سبط الرسول وأتخذ سبيله الى الإمام الحسين عليه السلام بعد أن تذكر نصيحة سلمان المحمدي له بأن الإلتحاق بالحسين والقتال الى جانبه خير من الدنيا ومافيها.
لقد أختار الإمام الحسين عليه السلام أصحابه لإنه الأدرى بهم فدعا لهم وأختصهم بمحبته، ولقد لقد حاول هذا الرجل الذي يحمل النقاء في نفسه دعوة الناس للوقوف الى جانب الإمام الحسين عليه السلام وتحمل المشاق وبَيَّنَ نقاء مواقف الإمام الحسين عليه السلام وباطل مايدعو له أعداءه، ووقف موقفا صلباً ضد محاولات التشكيك التي أطلقها المنتفعين، ونشط ضمن خلية أبي الفضل العباس وحبيب بن مظاهر الأسدي في الدعوة الى نصرة قضية الإمام الحسين عليه السلام ودعوته الى الإصلاح، والقضاء على حركات المفسدين من أمثال عمر بن سعد.
لقد حمل زهير قلبه على رمحه وهو على يقين بأنه على الحق وكان من أكثر الناس صلابة في موقفه يوم الطف والأقوى ثباتاً.
لقد رأى الإمام الحسين عليه السلام في زهير روح القيادة والمبادرة والتبني لمتطلبات المرحلة الصعبة فجعله في ميمنة جيشه، ولأنه كان خطيباً متكلماً كان مؤهلا لتوجيه النداءات الضرورية في المعركة.
ولما كان زهير على معرفة بالإمام الحسين عليه السلام على وجه اليقين، وعلى علم بكلمة التوحيد ودين الله مارس هذا النوع من الخطاب ليوجه كلماته الصادقة ولينهى عن مقاتلة الإمام الحسين عليه السلام، ودعا الى مواجهة الطاغية عبيد الله بن زياد، ولقد شبه الامام الحسين عليه السلام زهيراً بمؤمن آل فرعون عندما نصح قومه وأبلغ في نصيحة قوم فاسدين فما نفعت فيهم النصيحة.
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ * الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ " سورة 8 الانفال الآيات 65 و 66.
لقد فاق وزن زهير القتالي ماألفه الناس بعدما نازل الأعداء وقتل العديد منهم مما لم يقف عند حدود العشرة فتعداه الى العشرات حتى نال الشهادة على يد مجرمي الطف كثير بن عبد الله الشعبي ومهاجر بن أوس التميمي لعنهما الله فوقف عليه الحسين عليه السلام وقال له " لا يُبعِدنَّك الله يا زهير ، ولعن الله قاتلك " .
https://telegram.me/buratha