المقالات

حز الرؤوس .. ثقافة البعث

867 15:19:00 2010-02-01

احمد عبد الرحمن

المشاهد التلفزيونية المسجلة التي عرضت اثناء محاكمة مجرمي نظام البعث الصدامي البائد، والتي اظهرت عناصر من ما يسمى بـ"فدائيي صدام" وهم يحزون رؤوس شبان ابرياء، ومن ثم يقومون برفعها وترديد اهازيج وهتافات تمجد النظام الاجرامي الدموي، تمثل تلك المشاهد المروعة غيض من فيض سجل حافل بكل انواع وضروب اجرام ودموية البعث الصدامي.وحينما يصل مستوى الاجرام الى حز الرؤوس بطريقة تخالف كل القيم والمباديء الانسانية والدينية والاخلاقية على مر الازمان والعصور، فهذا يكفي بحد ذاته ليتصور المرء كم اقترف ذلك النظام من جرائم بشعة بحق ابناء الشعب العراقي.في كل القوانين السماوية والوضعية، هناك ضوابط ومعايير واليات لانزال العقاب بالمجرمين، تأخذ بنظر الاعتبار الابعاد الانسانية في ذلك الامر، والقران المجيد يشير بوضوح الى ان الحساب والعقاب سنة طبيعية(ولكم في القصاص حياة ياولي الالباب)، لانه لابد ان تكون هناك قوانين تنظم حركة المجتمع والعلاقات بين افراده ومكوناته، وتردع المسيئين والمتجاوزين والمجرمين، ولكن في ذات الوقت هناك تأكيد على احترام النفس البشرية في كل الاحوال والظروف.ونظام البعث الصدامي شكل استثناءا لانظير له، وكان بالفعل حالة شاذة من حيث الهمجية والاجرام والدموية والاستهانة بالنفس البشرية، والا ما الداعي والمبرر لازهاق الارواح بهذه الطريقة البشعة والمقززة، فحتى لو كان هؤلاء الاشخاص الذين حزت رؤوسهم بدم بارد قد ارتكبوا افضع الجرائم فأن الحكم عليهم بالموت ربما يكون امرا طبيعيا ولكن لماذا بهذه الصورة البشعة؟.حسنا فعلت المحكمة الموقرة حينما عرضت تلك اللقطات رغم بشاعتها وعدم احتمال الكثير من الناس مشاهدتها، فهي اظهرت لمن لم تتضح له صورة وحقيقة البعث الصدامي، تلك الصورة البشعة، وتلك الحقيقة السوداء.انها رسالة واضحة ومعبرة اصدق تعبير لمن مازالوا يدافعون عن نظام البعث الصدامي، ويذرفون الدموع عليه، ويتغنون بأمجاده، ويحنون لعهده الدموي، ويترحمون عليه.انه اما جهل مطبق ما بعده جهل، او ضياع ما بعده ضياع، وفي كلتا الحالتين فأنه من المؤسف والمؤلم حقا ان يعجز اناس من العيش اجواء الحرية والانفتاح والانعتاق من الظلم والتسلط والطغيان، ويستقتلون من اجل عودة عهد حز الرؤوس.. أي سقوط وابتذال وانحدار ، وهل هناك اكثر منه؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد الربيعي
2010-02-01
رغم كل الاجرام البعثي الا ان امريكا تريد عوده البعث الكافر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك