المقالات

الاربعين والتعتيم الاعلامي

972 22:30:00 2010-01-31

ميثم الثوري

الحضور المليوني والزحف باتجاه كربلاء لم يكن امراً عادياً في ظروف امنية ومناخية قاسية كظروف العراق وقضية الاربعين التي نعيش ايامها الخالدة لم تكن تحشداً عبادياً لاتمام شعيرة عبادية محددة ولم يكن حضوراً مذهبياً او طائفياً كما يتوهم المرجفون والمرتجفون بل هي محطة سنوية تشكل رسالة سياسية ودينية يجتمع فيها العراقيون بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم لمبايعة ابي الاحرار والشهداء الذي لم يخرج اشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً انما خرج لطلب الاصلاح في امة جده.هذا الحضور المليوني الزاحف باتجاه كربلاء المقدسة من كل انحاء العراق والعالم لم يحشده حزب او جهة سياسية ولم تنظمه حكومة او دولة مهما امتلكت من ادواة التحشيد والتعبئة والاستنفار والجميع غير قادرين على تحشيد معشار هذا العدد الزاحف باتجاه كربلاء رغم صعوبة الاجواء الطبيعية والامنية.واصبح واضحاً انه من يريد توظيف هذا الحشد لاغراض انتخابية او حزبية سيحصد نتائج معكوسة فلم ولن يقدر الاخرون مهما امتلكوا من اساليب الدعاية والاعلام من استغلال النهضة الحسينية للاغراض الخاصة حزبية او استقطابية او انتخابية.والرسالة الكبرى في هذا الحشد هي ان العراقيين الذين يعتقدون بخط ونهج الحسين (ع) قادرون على الزحف المقدس لضرب من يريد اذلالهم واستعبادهم او اعادة المعادلة الطائفية السابقة الى بلادهم واننا قد نتغافل او نتساهل عن كل قصور او تقصير في الخدمات او الامن ولكننا لم ولن نتسامح او نسمح باعادة المعادلة السابقة بكل نماذجها الى العراق وهي حقبة انتهت بلا ادنى رجعة.والمؤسف في هذا السياق هو التعاطي الاعلامي الاخر مع الحدث الاربعيني بازدواجية ومعايير خاطئة ولم تشر وسائل الاعلام المولعة باثارة الاجواء عن كل حدث عراقي مهما كان حجمه وتأثيره ولكنها التزمت الصمت المريب في الزحف المليوني باتجاه كربلاء المقدسة.هذه الملايين الزاحفة في طرق لم تكن خالية من الاخطار والانفجار واجهزة كشف لم تكشف سوى العطور ومسافات طويلة لم يستطع احد تأمينها من الاحزمة الناسفة او العبوات هذه الملايين ستفرض نفسها بقوة على الاعلام مهما تغاضى او تماهى في تحدياتها وان الامويين والعباسيين والصداميين فشلوا في طمس حقائق الاربعين وسيفشل الاعلام المضاد الذي يقيم الدنيا ولا يقعدها بمجرد انفجار عبوة ناسفة في العراق بينما يتغاضى عن زلزال الاربعين العاصف في كل الدهور والعصور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك