المقالات

حاميها حراميها

768 19:51:00 2010-01-30

حامد جعفر

يروى ان خازن أبي مسلم الخراساني كان فاسد الذمة , ولكنه لم يكن سارقا, اذ انه كان يبدل العملة من حجاجية وهي التي ضربها الحجاج الثقفي , وكانت مكروهة لانها ناقصة , باخرى يوسفية ضربها بعده يوسف بن عمر , وكانت عالية الجودة, فيربح بذلك ربحا كبيرا , كالذي يبدل اليوم دولارا بدينار ...اردت من هذا المثل ان اجعله مدخلا الى موضوع النزاهة ومدراء النزاهة ومحتاليها في وزارات الدولة ودوائرها في أيامنا هذه .

عندما كنت في بغداد التقيت باحد الاصدقاء وتحدثنا عن أنتشار الفساد في دوائر الدولة وتلاشي القدرة على القضاء عليه ومعالجة اسبابه , فروى لي رواية عجيبة عن أحد كبار المرتشين وكان يعرفه شخصيا ويعرف مدى فساد ذمته وقذارة يده عندما كان موظفا بسيطا في الدولة.. ومرت الايام , وأذا بهذا الموظف المرتشي يصبح مديرا للنزاهة في الوزارة ..!!قال هذا الصديق : عجبنا من ذلك ايما عجب , وقلنا الم تصل انباء هذا المرتشي الى أسماع المسؤولين الذين عينوه بهذا المركز الخطير..!! وعندها شعرنا باليأس يخيم على قلوبنا وأن لا أمل بمستقبل مشرق يعود فيه المجتمع الى سابق عهده من عدل وانصاف وقوة ونزاهة..

أيام زمان , كنا نرى المفتش البسيط في وزارة النقل يحاسب سائق الحافلة ,التي كنا نسميها أمانة , على تأخره لبضع دقائق وهو يزمجر غاضبا لشعوره بالمسؤولية في خدمة الناس ودائرته التي وظفتة مفتشا.. أين نحن اليوم من ذلك الزمن..!! وكنا نسمع بين حين واخر بالقاء بعض الموظفين في غياهب السجون لانهم اختلسوا بعض الدنانير من أموال الدولة تحت جنح الظلام ... واليوم يسرق كبار الموظفين الملايين بل المليارات من الدنانير نهارا جهارا ولا يعترض أحد وكأنهم يقومون بعمل مشروع لا لبس فيه..!! ونتساءل: هل تغيرت مفاهيم المجتمع وتبدلت قيمه واختلت موازينه..؟؟ أم انه يئس بعد أن بح صوته وضعف جسده فقبل بواقعه المرير..

اذن مدير عام النزاهة مرتش كبير..!! مبروك للعراقيين بواقعهم الجديد.. ماذا سيكون حال عمل هذه النزاهة ..؟ ان هذا المدير سيغض الطرف بالتأكيد عن أتباعه من الموظفين الفاسدين ممن يتقاسم معهم ارباح الرشوة والسرقة.. اما النزهاء حقا من الموظفين ممن يخشون الله في عملهم فسيصب جام غضبه عليهم ويكون مصيرهم أسود ويتهمهم زورا بالرشوة والفساد والمحسوبية , وبالنتيجة ستكون هذه الدوائر مأوى للصوص والنهابين على حساب عامة الناس من الفقراء والمساكين..

نتمنى في مستقبل الايام أن تنتهي هذه الحال المريضة وأن يعين الشرفاء المشهود لهم بحسن السيرة والسلوك والسمعة الحسنة بالوظائف المهمة وعلى رأسها النزاهة وأن لا يظل الحال السئ على ما هو عليه والا سينطبق علينا امر الله تعالى:( أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) .

حامد جعفرصوت الحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك