حيدر الوائلي ...
الحلقة الأولى :كي لا ننسى جرائم وأهوال الماضي ، ولنعرف كيف نتصرف في الحاضر من أجل تحقيق مستقبل أفضل وأكمل ...هي مجموعة من المقالات من أجل توعية الناس من خطرٍ قادم ... وشرٍ آثم ... وكي لا يعود ظلم الظالم ... أنتخب من تظن أنه الأصلح ولكن فكر قبل أن تنتخب فصوتك مسؤولية ... صوّت بكل حرية لمن تريد سواء كان عربياً أو كردياً ... شيعياً أو سنياً أو مسيحياً أو صابئياً ... إسلامياً أو علمانياً ... ولكن تأكد من أن لا يكون من تنتخبه بعثياً ، له تاريخ بعثي ساهم بقتل وإيذاء الشعب ... أو ممن يحن ويرغب بعودتهم إلى الحكم ، وأن لا يكون تكفيرياً أو متطرفاً يفجر الشعب ويقتله بأسم الدين ، وأن لا يكون فاسداً سارقاً لقوت وحقوق الشعب ... فتأكد حينها من قولك " لا " لهم وبصوتٍ عال كي يسمعك من لا يعرف تأريخهم ومن لا يعرف خطرهم أو ممن يجهل من هم البعثيين والتكفيريين والمتطرفين والفاسدين والسارقين ... وأصرخ بـ ( لا ) للحُكام العرب الذين يدعمونهم بالمال وبالمخابرات وبوسائل الأعلام والذين يريدون عودتهم إلى الحكم كي لا يعود الخير للعراق وكي لا يتمتع الشعب العراقي بالحرية والديمقراطية التي تقلق مضاجع أولئك الحكام والتي أيقظت شعوبهم ، وخوفهم من مطالبة تلك الشعوب بحقها بالانتخاب وبممارسة حرياتها وتحقيق أفكارها وأحلامها ونيل كراماتها المهدورة تحت عروش أولئك الحُكام ... قل ( لا ) لهم لكي تنصر الدين والوطن والإنسانية والعدالة وتساهم ببناء مستقبل أفضل لهذا الشعب المظلوم المغبون ... كنا إذا أردنا أن نتكلم وننقد وضعا سياسياً أو نناقش مسألة معينه في زمن قبل زمننا هذا ألا وهو زمان الوحوش الصدامية البعثية ... فهي الطامة الكبرى والخبر اليقين في المقر الحزبي ومعتقلات الأمن والاستخبارات ... ولا داعي لسرد ما يفعلون فأكثر من أربعين عاماً كانوا هم الحاكمين المُطلقين أظنها كافية لئلا تغيب عن الذكرى طرفة عين أبداً حتى تخرج الروح من الجسد ... وحتى يهرم الكبير وهو يتحدث عنها ... ويشيب الصغير وهو يتعجب منها ... ويأتي جيلٌ آخر عسى أن يتعظ منها ويتجنب مقدمات حدوثها وحصولها ... وها نحن اليوم نضحك بحزن كبير عند ذكر تلك الأحداث الدموية ، فقد ولى ذلك الزمن لا محزون عليه ولا مأسوف ، والى غير رجعه إنشاء الله ... وطبعاً هذا سيتحقق إذا أراد الشعب الحياة بكرامة وبحرية وبشرف وإلا فلا ... رحلوا إلى مزبلة الدنيا وجحيم الآخرة بعد أن قتلوا خيرة رجال العراق ومفكريه ومبدعيه وملايين من الأبرياء قضوا نحبهم على مذبح الحرية ... ** هذه الكتابات مقتبسة من سلسلة كتب : ( العراق وأزمة الماضي والحاضر والمستقبل ) لـ ( حيدر محمد الوائلي ) وهي قيد التنقيح والطباعة .
(( 1 ))
# (( صدام حسين هو خليط من المجرمين داخل مجرم واحد فهو قاتل وفاسد وظالم وعميل ومتعجرف وطائفي وهذه أغرب سلبياته , فعادة يكون الطائفي مؤمناً بدين وطائفة معينه ... إلا صدام فقد كان طائفياً من دون أي يكون متدنياً !! فهو يحب اللهو والعبث . فهو شخص عبثي بإمتياز !!شخص عبثي يدمر ضريح العباس (ع) لمجرد لجوء الثوار إليه مع إمكانية وسهوله اعتقالهم خصوصا مع عدم توفر العتاد الكافي لديهم إلا أن صدام وأتباعه قاموا بتدمير المرقد لإرسال رسالة لكل من يريد الحرية بأن يجدها في غير العراق !! وبعد فتره يقوم صدام بحمله أعمار انفجارية لمرقدي الحسين والعباس (ع) ويزورهم ويصلي بداخل الروضتين !! ))
# (( يروي الدفان الذي كان قد دفن جثمان السيد الشهيد محمد باقر الصدر (قدة) بعد ان قام صدام وجلاوزته بأعدامه يقول كنت هارباً من الخدمة العسكرية فأخذت اذهب للمقبرة من اجل الاختباء فيها من مطاردة البعثيين . فصادف أن جاء جثمان شخص ليدفن , فضمن العادة السؤال يكون عن اسم المتوفى قبل دفنه أحياناً فقيل لي ان اسمه "صباح" وفي اليوم التالي كذلك شخص اسمه "صباح" واليوم الثالث كذلك والرابع والخامس حتى بلغ عدد الضحايا العشرات وكلهم يحملون اسم "صباح" ولكوني دفان فذهبت لرجل أمن كان واجبه البقاء في المقبرة فقلت له ما قصة هؤلاء الأشخاص والمدعوين "صباح" جميعهم !! فقال : سأقول لك وابقه سراً قال :كان احد الطلاب الجامعيين تم الاشتباه بكونه احد عناصر حزب الدعوة الإسلامية فتم اعتقاله وتعذيبه من اجل الاعتراف بأسماء أصدقاءه في التنظيم ولكثرة التعذيب وهوله وفضاعته فقد نطق اسم "صباح" ومن ثم توفى على الفور فقام رجال الأمن باعتقال وإعدام كل شخص يحمل اسم صباح في صفوف الجامعات ونحوها !! )) هذه جرائمه وهذه هي حياته الزاخرة بالرفاه والثراء الفاحش ومن ثم بحفرة حقيرة ومن ثم معتقل حقير وأخره الإعدام كمثل باقي المجرمين والقتلة واللصوص أمثاله . يقول احد الحكماء : " لو بيع ماء الحياه بماء الوجه لم يشتره العاقل، لأن الموت بعلة خير من الحياة بذلة "
# يقول حسن العلوي فيما قاله عن الحجاج بن يوسف الثقفي وصدام حسين :" لأنه المثال التاريخي البارز في الذاكرة الشعبية للقمع ، صار الحجاج بن يوسف الثقفي والي الخليفة عبد الملك بن مروان وابنه الوليد على العراق معياراً ونموذجاً يُشبَه به القامعون والجبارون ، ولطالما قورن به صدام حسين ... كان الحجاج ابن الدولة العربية الإسلامية ورجلها في العراق ولم يكن رغم خروجه على كثير من قواعد العدل والحكمة ، لم يكن الحجاج يعاني من مرض نفساني او عقده طبقية وهو يصدر قراراته وينهج سياسة القوة أزاء الرعية ولم يكن يعمل لدولة سوى دولته ، ولم يخضع لإيحاء او لضغط من خارجها وعلى كثرة ضحاياه فلم يقتل الحجاج نصيراً او صديقاً او رجلا من مؤيدي الدولة ، بينما نصف ضحايا صدام حسين - والكلام هنا لحسن العلوي - كانوا من أنصاره وأصدقاءه ورجال دولته ـ نصف من حيث كثرتهم وليس واقعا اكيداً انهم اخذوا حصة النصف فعلاً "المؤلف" ـ وعندما وقع الحجاج في خطيئة إعدام فقيه الكوفة سعيد بن جبير لم يفارقه الشعور بالندم حتى اخر حياته . وتقول بعض المصادر ان الحجاج خولِط في عقله بعد قتله سعيد بن جبير ـ ومصادر اخرى ذكرت كثرة ترديد الحجاج " قتلني سعيد .. قتلني سعيد" ... وعندما أقدم صدام حسين على اعدام فقيه الكوفه السيد محمد باقر الصدر لم يسجل له احد انه شعر بالندم او تأنيب الضمير او خولط في مزاجه .كان الحجاج قد سأل احد كُتّابه عن رأيه فيه فقال له : " انهم يقولون انك غشوم ، قتال عسوف ، كذاب " فاستشاط الحجاج على التهمه الرابعة وقال : " والله ما كذبت مذ علمت ان الكذب يشين اهله " ...ـ وصدام حسين يقتل ضحاياه ويعدم الابرياء ويهجر العوائل قسراً ويعدم المفكرين والعلماء ويصدر أوامره بضرب القرى بالقنابل الكيمائية وتدمير المراقد والمساجد وغيرها كثير وكثير وهو يدعي نفسه بقائد الحملة الإيمانية !! فيالله وللحملة !! " المؤلف" - كان بين الحجاج وضحاياه حوار بلاغي ، طالما ينتهي بالعفو عن كثير منهم ... ولم يسجل لصدام انه " عفا " عن ضحيه او حاور ضحية الا طلق النار بنفسه عليها ، كما حدث مع احد قادة جيشه وحامل أنواطه اللواء بارق عبد الواحد الحاج حنطة في اذار 1991 وكثيرين غيره واما قصص الحجاج في العفو فهي في كتب التاريخ بكثرة ضحاياه ولعل ما حدث لشاعر الخوارج وقائدهم عمران بن حطان معروف لقارئي تاريخه . فقد ثار على الحجاج ثورة كبيرة وجاءوا به بعد أن حاوره وحكم عليه بالموت فشتمه الحجاج في تلك الساعة ، فرد عليه قائلا : ما أدبتك امك تشتم رجلا تقوده الى الموت ، ما أدراك لو رد على مرأئ من قومك . " فاعتذر الحجاج واطلق سراحه !!وفي احتلال المدينه العربية المحمرة -المسلمة- -التي يسميها الإيرانيون خرم شهر- في احتلالها من قبل جيش صدام عام 1981 اجاز صدام حسين للجنود والضباط استباحه المدينة واغتصاب نسائها وهو ما تكرر حدوثه في غزو الكويت العربية المسلمة ولحد الآن ترى شواهد قبور عوائل بأكملها موجودة في مدينه المحمرة .وعندما أعاد الحجاج البصرة التي تمردت عليه عام 81 هـ تأييداً لثورة ابن الاشعث حذر جنودة قائلاً : إياكم أن يبلغني أن رجلاً منكم دخل بيت إمرأة فلا يكون له عندي الا السيف . كان الحجاج لا يخدع نفسه فلم يدّعي حب العراقيين له ، ولم يخدع العراقيين باعلان حبه له ، بينما تقوم علاقه صدام مع العراقيين على اساس الكذب المزدوج .يروي الاصمعي ان الحجاج خرج الى الصيد فوقف على اعرابي يرعى ابلاً وقد انقطع عنه اصحابه فقال : يا اعرابي كيف سيرة اميرك الحجاج ؟!! ... فقال الاعرابي : غشوم ظلوم لاحيّاه الله ولا بيّاه !!فقال الحجاج فلو شكوتموه الى امير المؤمنين ـ يقصد عبدالملك بن مروان ـ فقال : هو أظلم منه وأغشم !! ... فبينما الحجاج كذلك اذا احاطت به جنوده فأومأ الاعرابي دابته حتى صار بالقرب من الحجاج فناداه ايها الامير : أحب ان يكون السر الذي بيني وبينك مكتوماً !! فضحك الحجاج وذهب الاعرابي الى سبيله ... وفي مقارنه هذا الجانب مع صدام حسين نقف امام قرار قيادة الثورة المرقم 840 في 4/11/1984 الذي يقضي بأعدام من يمس صدام حسين بكلمة سوء علنيه .
مرت حافلة لنقل الضباط قادمة من الموصل أمام قرية صدام حسين فقال احدهم وصلنا "العوجه" وهذا هو اسمها كما هو معروف ، فعَقّب ضابط معه هو الملازم حسام محمود قائلاً : " قل العدلة بدلاً من العوجه " حتى اذا وصلت الحافلة الى نقطة تفتيش على مشارف بغداد نزل احد الضباط من على متنها وطلب من العسكريين في نقطة التفتيش انزال الملازم حسام الذي سخر من اسم قرية الرئيس ، وتم تنفيذ حكم الاعدام به بعد وقت قصير من اعتقاله " - انتهى الاقتباس من الكاتب حسن العلوي- دولة الاستعارة القومية لـ حسن العلوي ص96-100
# ويكفينا ما قاله حردان التكريتي وزير الدفاع العراقي في زمن البكر وصدام الذي يقول :" كنا عصابة من اللصوص والقتلة خلف مليشيات صدام للإعدام " !! ... وقد قام صدام بإعدام حردان هذا بالرغم من كونه أحد أنصاره ومن أقربائه المقربين !! ﺁه يا عراق المآسي والآهات ... ماضيك زاخر بالدماء والورود والحب والحرب والعلم والأدب والخراب وغيرها كثيرٌ من متناقضات الحياة ومعاكساتها تجدها موجودة بكثرة في العراق ، في ماضيه وحاضره ونخشى أن نفس الشيء سيحدث في مستقبله . سُئِل الشاعر الكبير مظفر النواب : هل تشعر انك تنتمي الى وطن قدره ان يغوص دائماً في بحار الدم والحروب والموت ؟!! فأجاب : " أنا منه.. ليست قضية شعور ، ولو خُيِّرت ان اختار أي وطن اخر لما اخترت غيره ، هذا الوطن رغم المآسي والمتاعب هو طينه قاردة على الخلق في النحت وفي الشعر وحتى في العقليات العلمية ولذلك مطلوب تدمير العراق المصدر : " مظفر النواب شاعر المعارضة السياسية لـ هاني الخير ص52 نقلا عن صحيفة النهار / تشرين الاول 1996 .
# الحرية ليست هبة او منحه يمنحها شخص لأخر او حكومة لشعب بل هي حق اصيل منذ ان خلق الله ادم (ع) وهي الفرق بين المجتمع السكاني المتمثل بالإنسان ومجتمع الغابة المتمثل بالحيوان هو ان الحيوان يأخذ غذاءه ومسكنه بالقوة في اكثر الاحيان ويأكل قوته بالقوة في اكثر الأحيان بغض النظر عن حقوق الآخرين من الحيوانات ولكن تجد ايضاً في الغابة عدالة وانصاف ومودة في احيان اخرى . واما المجتمع الإنساني فمن المفترض ان يطلب حقه وغذاءه ومسكنه عن طريق التفاهم المشترك مع بني جنسه من البشر وعدم غصب حقوق الأخرين ولكن تاريخنا يأبى الا ان يحدثنا بقصص تقودنا لفهم وادراك انه كم كان مجتمع الحيوانات في الغابة أرحم من مجتمع الانسان !! فإن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب " كما يقول الشاعر العربي الأصيل " !!
من المفترض ان تكون الحرية موجودة بدون عنف يذكر بين بني ادم فهي منحة وهدية ربانية اليهم ولكن وللأسف الشديد انه لم يشهد التاريخ وجود شعب حر الا بعد ثورة دموية او حرب اهلية ومن دون أن تسلب منك وتصادر من قبل البعض او ما شابه ذلك وكما قال شاعر مصر الكبير احمد شوقي : وللحرية الحمراء بابٌ ..... بكل يدٍ مضرجةٌ يُدقُ
https://telegram.me/buratha