المقالات

انهم ينهبون الأموال تحت شعار دعم الإعلام العراقي !! .

724 15:18:00 2010-01-25

فراس الغضبان الحمداني

ربما سنحتاج إن نؤكد من السطر الأول بان ما سنعرضه من معلومات ليست ذات طابع سياسي بل هي وقائع وحقائق يلمسها كل الإعلاميين العراقيين الذين عاصروا النظامين الذي سميا ( بالدكتاتوري ) و ( الديمقراطي ) ولكي تكتمل الصورة لابد العودة إلى الوراء واستذكار قانون تحرير العراق الذي أصدره الكونكرس الأمريكي مطلع القرن الحالي وخصص بموجبه (98 ) مليون دولار تصرف لجهود المعارضة العراقية في إسقاط نظام صدام حسين وبالطبع كان للإعلاميين حصة معلومة رغم إن اغلبهم كانوا من الطارئين على الصحافة والإعلام .

ولكن أمريكا طبقت المثل العراقي الذي يقول ( حرامي الهوش يعرف حرامي الدواب ) وفعلا انعقد مؤتمر في اثينا لوضع ما أسموه بسياسة واستراجية للإعلام الحر ، أرسلت أحزاب وحركات المعارضة من يمثلها إلى هذا المؤتمر الذي تبنته وأشرفت عليه شركات أمريكية ، وكانت نتائج هذا اللقاء هي الأساس الذي اصدر بريمر بموجبه قراري 65 ، 66 وأيضا رسم القدر لهؤلاء ( الإعلاميين ) الذين حضروا المؤتمر أدوارا قيادية للإعلام العراقي في مرحلة ما بعد السقوط .

واستمر الجهد الأمريكي بإرساء البنية التحتية لإعلام حر على الطريقة الأمريكية فعقد الاجتماع في واشنطن لمجموعات قدمت نفسها على أنها خبراء في الاتصال والإعلام أصبحوا فيما بعد أعضاء دائمين في شبكة الإعلام وهيئة الاتصالات والإعلام ، قاد الأولى احد الطارئين على الإعلام والثانية احد التجار الأكراد ، وكانت الحصيلة العملية بعد إنفاق ملايين الدولارات هو ما نراه الآن من إعلام كسيح لايستطيع إن يقنع ابسط الناس بحقيقة واقعة ، لكن المهم إن أصحاب الشأن ملئوا جيوبهم من المال العراقي ومن أموال الدول المانحة فالكل سواسية في ( حوسمة ) هذه الأموال .

وعندما اتضحت الرؤيا للأمريكان لم يجدوا من ينقذ سياستهم إلا الشخصيات الإعلامية المعروفة بالنصب والاحتيال وإتباع الطرق الملتوية ، فبعد لقاءات متكررة مع بريمر والسفراء من بعده ، أسفر الأمر عن تخصيص ملايين الدولارات في إطار ما يسمى بتنمية الإعلام العراقي ، وحصل هؤلاء المقامرين على مطابع حديثة وأجهزة ومعدات اتصال متطورة ، وأعلنوا عن إصدار صحف وإقامة إذاعات وقنوات فضائية أطلقوا عليها بدون خجل أو حياء أنها مستقلة ، وبإمكاننا إن نضع النقاط على الحروف ونسمي الأسماء بالمكشوف .

وقد أصبح هؤلاء المرتزقة الآن اصحاب مؤسسات ومنظمات مستقلة من حيث الظاهر ومن الباطن أمريكية، وتلهف مايقدمه الأمريكان من هبات ومنح ومعها أيضا استثمار مؤسساتهم للإعلانات التجارية وفي مقدمتها الإعلانات الأمريكية مدفوعة الثمن التي تحارب الإرهاب على حد وصفهم ، وإعلانات الوزارات العراقية والأحزاب ، وإعلانات ( دسمة جدا ) من المفوضية العليا للانتخابات التي يقال أنها مستقلة ، إضافة إلى خدمات تجارية أخرى .

وهناك أموال يتم تحصيلها بطرق بهلوانية من كبار المسؤولين والبرلمانيين ومن جهات داخلية وخارجية ومكاتب وسفارات ، حتى أصبحت هذه المؤسسات الإعلامية إمبراطوريات مالية كبيرة يتزعمها شلة من الجهلة الأميين ، وهم ألان يتحدثون بالمليارات ويحركون أصابعهم بالسيكار الأمريكي ، وبعضهم وبعضهن يمتلكون الفلل الفخمة خارج الوطن والكثير من المبالغ الكبيرة تصلهم من العراق عبر عرابهم المعروف بالطارىء على الوسط الاعلامي .

هذا مايتعلق بالإعلام العراقي الحر ، إما قنوات أمريكا المباشرة مثل ما يسمونها الحرة أو سوا فهذه لاتمتلك من الحرية إلا الاسم وقد استقطبن نخبة قليلة من الإعلاميين الشرفاء ، لكن الأدوار المؤثرة في هذه القنوات تتحكم بها شلل من المنافقين الذين يطبقون الوسائل الصدامية لجمع الأموال وعقد الصفقات وتهميش الشرفاء والتواطىء مع الحكومة ومع القوى المتنفذة في المجتمع ، كل ذلك على حساب الحرية وبالأموال الأمريكية ، وستأتي اللحظة المناسبة للكشف عن المستور .

ولم يتوقف الفساد الأمريكي عند وسائل الإعلام فقط وإنما امتد للبحث عن مرتزقة صداميين بهلوانيين متلونين لإدارة منظمات المجتمع المدني تحت شعار تنمية ودعم الإعلام العراقي ، والتي باشرت هذه المنظمة بقبض الأموال الطائلة بينها وبين سماسرة يشابهون مديرها بانعدام الكفاءة والمهنية أو التخصص الأكاديمي ، فراحوا ينظمون العشرات من الورش الوهمية تحت مسميات الديمقراطية والآليات الانتخابية والتغطيات الإخبارية والتحقيقات الاستقصائية ، وحقيقة الأمر أنها أكذوبة يحضرها جمهور من غير الصحفيين أو الصحفيات ، تلتقط لهم الصور وتثبت أسمائهم وتوقيعاتهم في قوائم وهمية لصرف مبالغ حضورهم ، وتظهر ورشهم في وسائل الإعلام مقابل ثمن وتواطيء عدد من المراسلين الذين يقبلون الرشوة على حساب سمعة فضائياتهم الذين يجعلوها شريكة خاسرة للدعاية الكاذبة للفاسدين .

ونتيجة الأمر وبعد كل هذا النصب والاحتيال تسجل الإدارة الأمريكية وسفارتها بأنها حققت انجازات في مجال تأهيل الإعلام العراقي وهي في حقيقة الأمر أموال تتجه لجيوب اللصوص والمحتالين .والغريب إن الأمريكان لا يريدون سماع هذه الحقيقة والتحقق في هذه الادعاءات وهذا ما يؤكد احتمال إن هذه الجهات الأمريكية نفسها متورطة مع المفسدين العراقيين في الضحك على ذقون الرأي العام الأمريكي ، والدليل إن الإعلام العراقي يمر الآن بانتكاسة خطيرة قد لا يخرج منها طال ما بقيت هذه الزمر الفاسدة تنهش بهذه الفريسة الكبيرة .

دعوة مخلصة إلى جميع الجهات المعنية وبالأخص هيئة النزاهة والأمانة العامة لمجلس الوزراء / دائرة المنظمات الغير حكومية إن تشن حملة باسم صولة الإعلام ضد المفسدين والنصابين لإنقاذ الإعلام العراقي من نهب الأموال التي تصرف لتنميته فعلا وليس لتنمية جيوب اللصوص أصحاب الورش الوهمية وورش ( الكلاوات ) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك