احمد عبد الرحمن
في الوقت الذي شدد الائتلاف الوطني العراقي على ضرورة الاسراع بأقرار الموازنة المالية الاتحادية للعام الجاري، انطلاقا من المصالح الوطنية، فأنه من ذات المنطلق طرح مبادرة مهمة جدا، وانطوت على ابعاد ومضامين عديدة عكست اولوياته، وعبرت عن رؤية عميقة لمتطلبات الواقع القائم في البلاد.وفي مبادرته المهمة طرح الائتلاف الوطني العراقي جملة مطاليب من بينها ، تخفيض رواتب الرئاسات الثلاث والوزراء واعضاء مجلس النواب واصحاب الدرجات الخاصة الى النصف، واضافة نسب التخفيض الى الى الميزانية الاستثمارية للمحافظات كافة دون استثناء، والغاء باب المنافع الاجتماعية للرئاسات الثلاث وتحويلها مبالغها كمنح شهرية لمعالجة مرضى السرطان والامراض الخطيرة الاخرى التي يتطلب علاجها مبالغ مالية باهضة، وتخصيص مبلغ ترليون دينار(حوالي مليار دولار) الى المحافظات لدعم وتطوير القطاع الزراعي، واستقطاع مبلغ عشرة دولارات من رسوم سمة الدخول المستحصلة من الزوار الاجانب للعتبات الدينية المقدسة، واضافة تلك المبالغ الى ميزانيات المحافظات ذات السياحة الدينية، وكذلك تخصيص مبلغ دولار واحد من قيمة كل برميل نفط خام مصدر لصالح المحافظات المنتجة للنفط. وواضح جدا ان النقاط التي تضمنتها مبادرة الائتلاف الوطني تصب في صالح مختلف مكونات الشعب العراقي، وتساهم في حال تم اقرارها وترجمت على الارض، في معالجة جملة من المشكلات، وتحقيق قدر كبير من العدالة والتوازن في توزيع الموارد والثروات، وانصاف شرائح وفئات اجتماعية مازالت تعاني من الحرمان والاهمال والتهميش، ورفع معدلات التنمية في البلاد في مختلف المجالات والجوانب.ولايمكن لاي كان ان يدعي ان مطاليب الائتلاف الوطني العراقي تأتي في سياق الحملات الانتخابية، والسعي لكسب اصوات الناخبين عبر شعارات عريضة ووعود زائفة، بل على العكس من ذلك تماما، فأن مكونات الائتلاف الوطني لخصت من خلال مبادرتها تلك رؤيتها وبرنامجها ومشروعها العام للمرحلة المقبلة، سواء حققت المرتبة الاولى في الانتخابات البرلمانية المقبلة او الثانية او الثالثة، وبصرف النظر فيما اذا الت مهمة تشكيل الحكومة المقبلة اليها ام الى كتلة سياسية اخرى.ولاتحتمل المبادرة كثيرا من النقاش والبحث والتحليل للوقوف على جديتها او عدم جديتها، لان الجدية في التعاطي معها ترتبط بالكتل والمكونات السياسية الاخرى في مجلس النواب العراقي التي تحتم عليها مسؤوليتها الوطنية والامانة الملقاة على عاتقها ان تتعاطى معها بأيجابية، لانها ستقلص الهوة بين الطبقة السياسية، وبقية الفئات والطبقات الاجتماعية، وستنتشل اعداد كبيرة من المرضى الذين لايملكون نفقات علاجهم، وستأخذ بيد محافظات تعود على بحيرات من النفط لكنها ظلت تعاني الفقر والعوز والحرمان في كل المجالات، وبصورة اوسع واشمل ستعيد الامور-ان لم يكن بالكامل فبنسبة كبيرة- الى نصابها الصحيح.
https://telegram.me/buratha