قلم : سامي جواد كاظم
بداية لايمكن للمرء ان يعلم سبب كل قول وفعل المعصوم فكثيرا من افعاله تكون لعلوم غيبية خافية علينا ولكن المحصلة النهائية ان قول او فعل او تقرير المعصوم هو الصحيح وهو الحجة علينا ، بقي ان نحاول معرفة السبب فهذا يلزمنا بالتشكيك في تفكيرنا لا بما صدر من المعصوم اذا ما خاب تفسيرنا واي تفسير نعتقده صحيح ويظهر خلله فالخلل في تفسيرنا وليس بتصرف المعصوم .والحسين عليه السلام في نهضته تعد الاستفسارات حولها كثيرة جدا حتى تصل بقذف الشبهات من الغير على الامامية نتيجة يقينهم بعظمة نهضة الحسين عليه السلام وانها جاءت من اجلنا واحدى هذه الشبهات التي يحاول البعض من شيعتنا ان يعرف السبب ليرد على من يدعي هذه الشبهة الا وهي لما علم الحسين عليه السلام بمقتل ابن عمه مسلم عليه السلام لماذا واصل المسير ولم يرجع ؟ بالرغم من ان نصف الاجابة هو عرفاني بحت بحكم ما يكنه بصر وبصيرة الامام الحسين عليه السلام لمستقبل امة جده فهنالك بعض المخارج لهذه الشبهة والتي كثيرا ما يميل الى العقلي منها اصحاب الشكوك .لنروي المشهد حينما علم الحسين عليه السلام باستشهاد مسلم ، حيث كان ذلك في الثعلبية وهذه المنطقة اقرب الى الكوفة من مكة أي ان المسافة التي قطعها الحسين عليه السلام اكثر من النصف واللذان اعلماه باستشهاد مسلم هما عبد الله بن سليمان والمنذر بن المشعل ،هذا كما في المقتل وابن الاثير اما في الامامة والسياسة ان الحسين عليه السلام اراد الرجوع الا ان اصرار بني عقل على المضي نحو الكوفة هو الذي غير رايه وهذا قول مردود .ان البحث في هذا الموقف يقودنا الى الوراء حيث الخروج من مكة والنهي الذي اعترضه من قبل البعض يقابله اصرار الحسين عليه السلام على المسير مع تمسكه بثلاث امور عرفانية الاول خبر من رسول الله (ص) والثاني الطيف الذي راه في منامه والثالث الاستخارة التي اعتمدها في مسيره وكلها تحثه على المسير فهذه كفيلة باصراره على المسير ويقينه المطلق بان الله عز وجل ادرى بما سيؤول اليه المصير افضل بما يتنبأ به العبد .والان استشهد مسلم عليه السلام فلم الاصرار على تكملة المسير ،وانا اسال ايهما الافضل الاف الرسائل الخطية التي تطالبه بالقدوم الى الكوفة وهي في جعبته ام قول رجلين يدله على رفض طلب الالاف له ؟ لا اعتقد ان العقل يميل الى القول دون الكتابة فالكتابة هي صاحبة الاقرار افضل من القول .الجانب الاخر قد يكون مقتل مسلم عليه السلام نتيجة غدر افراد معينة وليس بسبب الالاف الذين كتبوا له وهذا احتمال وارد وعليه فلابد من استفهام الامر ومن ثم التقرير والذي يدعم راينا هذا ان الحسين عليه السلام لما التقى بالحر قبل توبته ساله الحر لم قدمت قال ان القوم يطلبوني وقد كتبوا لي فان تراجعوا عن ما كتبوا لي رجعت ، حيث ان الذي كتب لو قال تراجعت لرجع الحسين عليه السلام ولكن طالما لم يظهر من يقول للحسين عليه السلام اني تراجعت عن ما كتبت طلب من الحر الدخول الى الكوفة فمنع بامر ابن مرجانة ونفس الامر كرره على ابن سعد في كربلاء وان كتب القوم معه فاذا نكثوا عاد لانه لا حجة للحسين عليه السلام ان اعلموه بالنكث في اصراره على النهوض ولكنهم منعوه من الرجوع بعد ما رمى بالحجة عليهم .ولو رجع الحسين عليه السلام حالما علم بمقتل ابن عمه فان هذا يكون حجة لاهل الكوفة الذين كاتبوا الحسين عليه السلام بانهم كاتبوه للبيعة وهو لم يستجب لهم وعندها يكون غدر من غدر شرعي لعدم استجابة الامام له .يضاف الى ذلك ما قاله اصحاب الحسين عليه السلام لما علم باستشهاد مسلم وذلك : انك والله ما انت بمثل مسلم ولو قدمت الكوفة ونظر الناس اليك لكانوا اليك اسرع وما عدلوا عنك ولا عدلوا بك احداً .... والذي يؤكد هذا هو منع الحسين من دخول الكوفة بالرغم من ان ابن زياد كان يطلب الحسين فلماذا خشي دخوله الكوفة ؟والاعتبار الاخر هل يصح ان الحسين عليه السلام بعد قطعه لمسافة اكثر من النصف لاجل هدف عظيم يتراجع حالما يقتل اول شهيد ؟ فهذا ما لا يليق بهكذا نهضة عظيمة . واخيرا مع اعظم رد للحسين عليه السلام على رجل من الكوفة في الثعلبية أي نفس المكان الذي علم به استشهاد مسلم حيث قال عليه السلام : اما والله لو لقيتك بالمدينة لأريتك اثر جبرائيل في دارنا ونزوله بالوحي على جدي يا اخا اهل الكوفة من عندنا مستقى العلم افعلموا وجهلنا هذا مما لايكون .التاكيد على عبارة افعلموا وجهلنا فانها عبارة لها مدلولات عظيمة ودليل علم الحسين عليه السلام بما ستكون عليه الامور بعد نهضته هو ما نعيشه اليوم فلولا نهضته لصح حديث السكير يزيد لا وحي قد نزل ولجهلت رسالة النبي محمد (ص) .وقول الحسين عليه السلام هو نفس قول الامام الصادق عليه السلام عندما ساله احد اصحابه عن نهضة زيد عليه السلام فقال له الامام عليه السلام فوالله لو كان خيرا ما سبقونا اليه ، أي ان الامام يعلم ما ستكون النتائج .
https://telegram.me/buratha