المقالات

إستهداف الشخصيات الوطنية.. لماذا؟

953 09:43:00 2009-12-09

محمود الربيعي

الشخصيات والرموز الوطنيةالشيخ جلال الدين علي حسين الصغير، نوري كامل محمد حسن المالكي، الدكتور عادل عبد المهدي حسن آل شبر، الدكتورأكرم موسى هادي الحكيم، الدكتور المهندس علاء حسين موسى الجوادي، الأستاذ هوشيار زيباري، الدكتور مثال الآلوسي، الشيخ خالد الملا، المهندس محمود الشيخ راضي.

الرموز الدينية التي تعرضت للتهجمكالسيد علي السيستاني والشيخ بشير النجفي والشيخ محمد إسحق الفياض، أسرة آل الحكيم كالسيد مهدي الحكيم ومحمد باقر الحكيم وعبد العزيز الحكيم وعمار الحكيم، وأسرة السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي ومنهم السيد عبد المجيد الخوئي.

بعض الكتّاب والنقاد الذين مارسوا عملية الإنتقاد الكاتب الدكتور داود البصري، والكاتبة ضحى عبد الرحمن، والكاتب سميرعبيد، والكاتب حامد جعفر، والكاتب وداد فاخر.

توطئةإذا أنتشر الفساد كان لزاما على المجتمع أن يقف للتصدى للهجمات التي تستهدف العناصر الوطنية والرموز القائدة في المجتمع، والذي يدفعنا الآن وفي هذا الوقت الحساس الذي يمر به شعبنا نرى أن بعض الاقلام تكتب لتُسقِط القادة والشخصيات الوطنية إما بدافع الجهل أو بسبب الإندفاع وراء الدعايات المغرضة التي تخفي وراءها أهداف سياسية أو نَفَس غير نظيف إما مصبوغ بصبغة طائفية أو بصبغة عنصرية.

وللأسف الشديد فإن الوعي أحيانا بين الناس يكون دون المستوى المطلوب خصوصا عندما يمر الشعب بأزمات خانقة يكون للخبر الكاذب وقع في نفوس الضعفاء كما قد يربك الموقف لدى الشارع العام، ولكن هذه الأساليب حتى وإن أستطاعت أن تنجح في مرحلة معينة لكنها سوف لن تستطيع الإستمرار بنفس القوة وستنسحب بالتدريج أمام صلابة مواقف الوطنيين الأحرار الذين نذروا أنفسهم منذ ثلاثة عقود أو أكثر لإسقاط النظام الدكتاتوري قبل أن يتدخل الغرباء للمساهمة بأسقاطه.ولإسباب موضوعية كان يجب أن يسقط النظام دون تدخل أجنبي حيث كانت الامور تجري لصالح الشعب العراقي الذي ضاق ذرعاً بنظام البعث، وكانت الظروف تجري لصالح الشعب أيام الإنتفاظة الشعبانية المباركة لولا تدخل الدول الاجنبية والتخوب الذي أنتابها من التغيير بعد أن اشار اليها الحلفاء في المنطقة الى خطورة ذلك التغيير الذي سيصب لصالح الشيعة ويقوي موقع غيران في المنطقة، لذلك أتجهت الدول الاجنبية لإطالة عمر نظام البعث والتحضير لتغيير الخارطة السياسية من جديد بالشكل الذي يضمن مصالحها ويحقق لها سياجها الأمني وسياج الدكتاتوريات الحاكمة في منطقة الشرق الاوسط، وبعض الدول الحليفة.

إن شخصيات عظيمة كشخصيات القادة الروحانيين أمثال المراجع الدينية العظمى كالسيد علي السيستاني، والشيخ بشير النجفي، والشيخ محمد إسحق الفياض الذين عاشوا في العراق أكثر من خمسين سنة تعرضوا لتهجم عنصري وطائفي متكرر رغم مواقفهم الشريفة لدرء الفتن المظلمة وكان لهم دور عظيم في حقن دماء العراقيين ومنع وقوع الحروب الأهلية التي خطط لها الأعداء.

كما أن شخصيات مهمة قضت أكثر عمرها في النضال ضد الدكتاتورية وتعرضت هي وأسرها الى الإعتقال والإعدام والمطاردة والهجرة الى بلاد الغربة في إيران وسوريا واليمن والغرب وبقية الدول العربية والإسلامية والغربية كأسرة آل الحكيم كالسيد مهدي الحكيم ومحمد باقر الحكيم وعبد العزيز الحكيم وعمار الحكيم، وأسرة السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي ومنهم السيد عبد المجيد الخوئي، وكذلك سماحة الشيخ جلال الدين الصغير والدكتور نوري المالكي والدكتور عادل عبد المهدي والدكتور المهندس أكرم الحكيم والدكتور المهندس علاء الجوادي والدكتور جلال الطالباني والأخ هوشيار زيباري والأخ محمود شيخ راضي والدكتورمثال الالوسي وسماحة الشيخ خالد الملا، وفي المقابل تمجيد الرفاق البعثيين كعزت الدوري ويونس الأحمد.

طرق المغرضين لإستهداف الشخصيات والرموز الوطنية والدينية في حملاتهم الظالمةيعتمد المغرضون عادة الى أتخاذ طرق غير أخلاقية وغير شرعية لاتتفق مع السلوك الإنساني والديني والوطني والديمقراطي الملتزم، كما يعتمد نقدهم على إنتهاج طرق السخرية والأستهزاء وأتهام الناس إما بالعمالة، أو عدم النزاهة، أو الطعن بالسلوك والسمعة.

إن ما رايناه من فرحة جماهيرية ظاهرة في وجوه المواطنين لحظة سقوط النظام السابق كان أحد آثاره الحرية الكبيرة التي تمتع بها المواطنون في ظل الوضع الديمقراطي الإتحادي الذي وسِعَ حتى البعثيين الذين قرروا أن يكونوا مع العملية السياسية والذين لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين ولايخافون المحاكمات والملاحقات القانونية لإنهم يعرفون أنفسهم تماما أنهم لم يكونوا جزءاً من ذلك النظام اللئيم.

ولقد رأيت أن التهجم الذي صدر عن بعض الكتّاب بحق بعض الشخصيات الوطنية الجيدة دفعني الى توضيح بعض الأمور المهمة التي تتعلق بتلك الشخصيات ولأنها تستحق الدفاع عنها، ومن الكتاّب الذين تهجموا على تلك الشخصيات الكاتب الدكتور داود البصري، والكاتبة ضحى عبد الرحمن، و الكاتب سمير عبيد، والكاتب حامد جعفر، والكاتب وداد فاخر وهؤلاء الكتّاب تهجموا على شخصيات وطنية مناضلة في الوقت الذي يتطلب من الجميع إتخاذ مواقف وطنية مشتركة يتقارب فيها كل الأدباء والمثقفين للوقوف صفاً واحداً لغرض ترتيب البيت العراقي والمشاركة في عملية البناء والإعمار والمساهمة في تحقيق الإستقلال الكامل وإيقاف الفتن المظلمة التي تحيق بالبلد وشعبه.

إن إستهداف النخب السياسية الجيدة في الوقت الحاضر له مدلولاته وأسبابه فمن بعض مدلولاته أنه يهدف الى تحقيق مكاسب في صراعات عديدة ومتشعبة فيها أكثر من طرف وقد تلعب فيه شخصيات فردية وأجندة إقليمية ودوليه ترتبط بشكل او بآخر بالأعداء التقليدين للأمتين العربية ، اولئك الأعداء الذين طالما وقف الشعب العراقي ضدهم ممثلين بالحركات السرية ،والإستعمار بشتى أشكاله وصوره وكذلك مطيتهما الرجعية الملونة التي كان من صورها حكام ظلمة عبثوا بمقدرات بلدانهم وأشاعوا الفساد، وهم اليوم يستعيدون عافيتهم ليظهروا بين الناس بأشكال ومقاييس جديدة وحديثة لايصعب على اللبيب معرفتها وتشخيصها.

وهنا نريد أن نأخذ شريحة معينة من الذين هوجموا وأستهدفوا بعضهم لم يشارك في العملية السياسية إلا لفترة قصيرة جداً وفي وضع عراقي صعب ومعقد تكالبت فيه كل قوى الظلام ضد مصلحة الشعب رغم المحن والصعاب والظروف العسيرة التي صاحبت سقوط النظام السابق وإنهيار حكم حزب البعث في العراق الذي كانت تدعمه قوى إقليمية ودولية كان الضحية فيه شعبنا الصابر الذي ذاق الويل والثبور وعظائم الأمور من تلك الطبقة المستبدة التي حولت النهار الى ليل دامس، وحولت البيوت الى كهوف ومغارات لاتفتح إلا لطارق المساء من جند البعث الصدامي.

لاشك إن الظروف الإنتقالية من حالة الدكتاتورية وكتم الأنفاس الى حالة الحرية اللامحدودة وغير المنضبطة ضاع فيها القانون وساعد على ذلك وجود قوات الإحتلال وإستمرار تدخله في القرار العراقي علما أن تدخله لم يكن إلا بسبب التزاماته السياسية والأمنية في المنطقة تجاه قواعده المختلفة كما يعلم الجميع وليس لسواد عيون العراقيين الذين أنتفضوا بعد عقود من الظلم وبسبب الأوضاع الإقليمية المعقدة التي عاشتها الدول العربية في تلك المنطقة التي تحيط العراق.

الأمر الثاني الذي دفع بعض الكتّاب والمثقفين الى التهجم هو تردي الخدمات التي انعكست على بعض القادة والتي كان سببها أعمال العنف التي يقودها حزب البعث وبين يدية أموال العراق ا التي نهبها وأخرجها معه، وبسبب الذين وقفوا معه للتدخل في شؤون العراق وهؤلاء ساهموا في إراقة الدماء وعرقلة العملية السياسية.

إن ديكورية وقوف بعض الدول العربية في إزاحة صدام ودعم التدخل الخارجي لم يكن لوجه الله أو لسواد عيون الشيعة والأكراد فتلك مرحلة قصيرة جداً من مرحلة الإعداد لمابعد سقوط النظام فقد اسهما بعد سقوط النظام بالتشجيع على الأعمال الإرهابية والتخريبية والمساهمة في قتل الأبرياء من أبناء شعبنا بعد ان أدخلوا المجاميع الإرهابية الى العراق للقيام بالتفجيرات اليومية وبمشاركة منظمة مع قيادات حزب البعث المتواجدة خارج وداخله، بالإضافة الى المجموعات التكفيرية المدعومة والمدربة في بلدان أحتضنت أدعياء الإسلام ممن سموا أنفسهم بعلماء الإسلام، والإسلام منهم براء.إن الاختراقات البعثية لإجهزة الدولة كانت وراء تردي الخدمات ووراء القيام بالأعمال التخريبية والمساهمة الواضحة في نشر الفساد داخل أجهزة الدولة وضرب البنى التحتية مما تسبب في فسح المجال لإتهام النخب السياسية الوطنية والقاء اللوم عليها خصوصا مع مارافق الدولة من ضعف في اداءها الاعلامي.

الأهداف العامة التي من أجلها يريدون إسقاط هيبة الشخصيات المناضلةلاأحد يعرف مدى معاناة الشعب أيام حكم البعث غير الشعب نفسه عربا وأكرادا وتركمانا والذين يمثلون الغالبية، لكن المنتفعين وهم أقليةلم يعانوا يوما من ظلم البعث وهم أبعد مايكونون عن الإحساس بذلك الظلم بعد أن امتلئت بطونهم من الحرام. لقد طبّل النظام السابق لكل مالَه علاقة بالدين ووصفه بالرجعية والتخلف، وسَفَكَ دماء معتنقي الأديان على إختلاف طوائفهم الدينية ولم يسلم منه أحد، كما وصف الشيعة بأنهم أتباع الفرس المجوس، وشجعه في ذلك حكام العرب الذين كانوا أصدقاء حميمين للفرس وقت كان يحكمها الشاه.

الإستهداف .. للأشخاص أم للكتل السياسية ؟من خلال إستقراء الحالة الإعلامية نجد أن هناك إستهداف لشريحة سياسية معينة تمثل الغالبية المظلومة أو المسحوقة، ولأنها شيعية فإن طبيعة استهدافها هو التركيز على إلصاق تهمة الإنتماء الفارسي ، وهي طريقة كان يتبعها نظام البعث الصدامي وأجتهد على تعميقها من خلال الإعلام والتربية الحزبية للبعثيين داخل الحزب وإشاعة هذه المفاهيم الخاطئة في أوساط الشعب، والتي استخدمها بكثافة خصوصا أيام الحرب العراقية الإيرانية التي ذهب ضحيتها ملايين من الناس بسبب السياسات الطائفية الرعناء لحزب البعث الصدامي وممن دون وجود مبرر له؟!

وفي مرحلة السنوات الستة التي أعقبت سقوط النظام السابق ومع بداية سقوطه أخذت الحملات الإعلامية تشن هجماتها ضد الشخصيات الشيعية الوطنية وإستهداف النخبة أمثال السيد محمد باقر الحكيم والسيد عبد العزيز الحكيم رحمهما الله والسيد عمار الحكيم، والشيخ جلال الدين الصغير، والسيد نوري كامل المالكي، والسيد عادل عبد المهدي، والسيد أكرم الحكيم، والسيد علاء الجوادي. كما طالت تلك الهجمات بعض الرموز التي عاشت في العراق أكثر من خمسين سنة ومنهم المراجع الدينية الاسلامية العظام أمثال السيد السيستاني و الشيخ بشير النجفي، والشيخ إسحق الفياض وهؤلاء يعتبرون أساتذة الحوزة العلمية في النجف، كما طال كل من له صلة بهم كما حدث مع السيد عبد المجيد الخوئي، وكذلك مع الرموز الدينية الخرى كآل الصدر وبدون أستثناء.

ماذا وراء أستهداف الرموز الوطنية؟من المنطق والطبيعي في حالة معقدة يمر بها العراق وتتقاطع فيه مختلف الأفكار والأحزاب السياسية أن تكون هناك اهدافاً وراء حملات السب والطعن وتشويه السمعة، ونحن لاننكر أنه قد تكون هناك دوافع شخصية على مستوى الأفراد بسبب العداوات والأحقاد تجاه بعضهم البعض، ولكن وكما ذكرنا في حالة العراق فإن كل مايجري لايمكن أن يكون كذلك، فلابد في الحالات العامة كهذه أن يكون هناك تخطيط وخطط وأهداف تقف وراءها منظمات وحركات سياسية أو دول لها مصالح كما في حالة العراق الذي شهد تدخلاً إقليميا إستثنائياً عالي المستوى، ولم تكن الدول الكبرى ببعيدة عن هذا التخطيط.إن من أهم الاهداف الدولية للإستهداف هي تلك التي تدعو الدول الى التدخل في تحريك الشخاص كدمى في المنطقة سواء كان ذلك بوعي أو بجهل ومن ثم تحقيق ألأهداف إلأقتصادية الستراتيجية في المنطقة والعالم.

إن الشخصيات الوطنية المستقيمة المستهدفة عادة هي تلك التي تقف دائما حائلا أمام خطط تمرير المؤامرات الإقتصادية الدولية والإقليمية وتمنع من عقد صفقات مشبوهة يبيع بها الحكام ثروات بلادهم، وهناك دوافع قومية وطائفية ايضا، ترتبط تماما بالسياسات العامة الحاكمة في المنطقة. فالنخب الجيدة الصالحة تُعْتَبَر حجر عثرة في طريق السياسات القومية والطائفية وتشكل موانع لحكم القيادات المستبدة التابعة للسياسات والدوائر الأجنبية.

بعض أسباب الإستهداف الإتجاهات القومية والطائفية للدول العربية تجاه إيرانوقد لايحلو لبعض الدول العربية عموماً أن يحكم شيعة العراق بلدهم لأن ذلك سيكون على حساب شعورهم القومي فمن وجهة نظرهم انه لايجوز للشيعي أن يكون صديقا للفرس، ولايحلو للعرب أن يحكم العراق شيعي لأن مذهب أغلب الدول العربية هو التسنن وهذا الأمر يحسب له حساب بسبب علاقاتهم الدولية بالدول الكبرى وبالدول العربية الكبيرة التي تتبع سياساتها العامة، خصوصا تلك التي تتعلق بالقواعد الستراتيجية على تنوعها في منطقة الشرق الأوسط والعالم المحيط به.الأهداف الخاصة وعلى الرغم من أننا لانشك أحيانا أن هناك إنتقادات من بعض الكتاب نابعة من الحرص على المصلحة الوطنية ولكن أن يكون أسلوب الإنتقاد غير مستند إلى حقائق موضوعية أو إعتبارات أخلاقية قيمية فذلك أمر غير صحيح، فلغة السباب والشتام لاتليق بالكتّاب فضلاً عن رجال السياسة؟.

كما نعتقد أن من دواعي إستهداف الرموز والشخصيات الوطنية دوافع شخصية أخرى كطلب الشهرة على قاعدة خالف تعرف فيكون هدف التهجم هو تحقيق مكاسب شهرة، ففي زمن النظام السابق كان عدد الكتّاب محدود جدا، إذ لايشارك إلاّ الذين يعملون مع النظام والذين يُسَّوقون كتاباتهم لصالحه، أما الآن فقد أصبح المجال واسعا إذ دخل الكتّاب أفواجاً في دين القيادات المخلوعة، والإسترزاق بواسطة الكلمة السيئة بلا قياسات موضوعية أو ضوابط خلقية بعد أن توسعت الأحزاب في أعمالها الإدارية والدعائية وبعد الحصول على الدعم الدولي والإقليمي الخاص بتنمية جهودها وأعمالها في مشاريعها السياسية المرتبطة بالدول التي لها مصالح في العراق والمنطقة.

كما لايستبعد أن يكون هدف بعض الكتّاب تحقيق مكاسب وظيفية بسبب زيادة حجم العمل والهياكل الإدارية خارج نطاق الدولة وإنفتاح الأحزاب على الأعمال السياسية بشكل كبير بعد أن أدخلت تلك الأحزاب أعدادا كبيرة من الكتّاب الذين يعملون لصالحها. ومن المهم أن نذكر أن هناك مكاسب كيدية بسبب الغيرة والعداوة والحسد، فبسبب تلك العداوات وبسبب الغيرة والحسد، وسهولة النشر على صفحات المواقع الالكترونية والصحف، أوالمساهمة في الفضائيات مارس الكثير من الكتّاب والإعلاميين تهجمهم ضد من يكرهون.

أخطر الوسائل والإعداد لحملة إستهداف الشخصيات الوطنيةإن من أهم الوسائل التي تدخل في تركيبة فرق الإستهداف هي المنظمات والأحزاب السرية حيث أنها تلعب دوراً كبيراً في العمل والنشاط والمشاركة في الإعلام والنشاط الصحفي والقيام بدور مهاجمة الشخصيات الوطنية المهمة وخصوصا تلك الشخصيات الموجودة في الخط الاول.

ومن ناحية ثانية أخرى فإن التخطيط الإقليمي والدولي لهما دور كبير في الأعمال الإعلامية التي تستهدف تغيير الخارطة السياسية، وكذلك التخطيط البعثي الذي يلعب دوراً تخريبيا خطيرا يليق بسياسته الشائعة في الوسط الإقليمي والدولي من إعتماده العنف والإرهاب ضد شعب العراق وهو الذي لايتورع قادته عن إرتكاب الجرائم حتى مع أنفسهم وضد أقرب المقربين لهم، وقد لعبت قيادة هذا الحزب دوراً كبيراً في المساهمات الإعلامية من أجل تخريب العملية السياسية داخل العراق، حيث أن له واجهات كثيرة ودعم إقليمي ودولي واسع ولأسباب عديدة.

ونستطيع ان نقول بأن بعض أقلام الجهلاء بحقيقة مايجري في العراق خصوصا في التركيب التحتي للأحداث التي تجري على السطح والتي لم يتقين منها الكثير من الناس بسبب الجهل بالخارطة السياسية الحقيقية التي ترسم خلف الكواليس ويكون ضحيتها عدد من الكتّاب اللامعين والمعروفين والمشهورين الذين تنطلي عليهم خدع المتفننين الذي حكموا العراق سابقاً ولايزالون يتفننون ببراعة ليلعبوا أدواراً أشد خطورة مما كانوا يلعبون. فهنا كتّاب ينتقدون ويظنون أنهم يحسنون صنعا ليقعوا في فخاخ ماترسمه السياسات العدائية للشعب ورموزه الوطنية فإنما يجري على السطح غير مايجري تحته.وللأسف فإن هناك كتّاب جهلاء متطفلين على السياسة والإعلام يهاجمون من لايعرفون حقاً ويتصورون أنهم يعرفون كل شئ في عصر كثر فيه الكذّابة والإختلاق، ولعمري فإن من يرمي الناس الأبرياء بالرصاص يهون عليه رمي الناس بالشبهات، إذ ليس من الصعب على البعض وليس الكل أن يتقول بما يسمع ولم يرى ويتبع الآمرين له ويتبع كل شيطان مريد.

التربية الحزبية لحزب البعث تميز هذا الحزب بالتربية الهدامة وتعليم منتسبيه بل أنواع الحيل والدجل وتربيتهم على الكذب والغيبة والنميمة والبهتان ووسائل الإسقاط وقد أستخدم وسائل رخيصة رفعت قسماً من أراذل الناس وحطت من قيمة أفاضلهم ، ولم يكن ذلك صعباً على حزب يحكم العراق بالحديد والنار، أذاق الشعب أيام حكمه الويل والثبور وعظائم الأمور وسقى شعبه السموم المختلفة بانواعها المادية والمعنوية.

تطوير وسائل الترغيب والترهيب والتشكيك عندما يعجز الفرد أو تعجز المجموعة من التنافس الشريف تلجأ الى وسائل رخيصة لاتليق بالسياسيين والقادة، وقد لجأ البعثيون والمنافقون لإساليب الدعاية المضادة من أجل أن يكسروا شوكة خصومهم الذين لايلتقون معهم خصوصاً الأتقياء الورعين الذين عرفوا بالإستقامة والتَمَيُزِ بالكفاءة والشهادة العالية والنضال ضد الدكتاتورية في اصعب المراحل التي مر بها العراق والذي تقاذفته موجات المؤمرات الإقليمية والبعثية التي عملت على العبث بأمنه وإستقراره فعمدوا الى محاولات التشويه والتشكيك والإسقاط بيد كتّاب كانوا يحلمون أن يكتبوا ويسبوا أيام الجدب والتصحر الإعلامي وقت حكم صدام وحزبه، والذين كانوا يحلمون بالظهور على الفضائيات ووسائل الإنترنيت والمشاركة في الصحافة ودور النشر. التربية الحزبية العقائدية والمبدئية لاتتعامل بنفس الطريقة يلاحظ أن الشخصيات الوطنية حتى خارج السلطة لاتتعامل بنفس الأسلوب التهجمي لمن ينتهج نقدها رغم قدرتها على الرد والكتابة ليس لإنها غير قادرة على الرد ولكن بسبب تربيتها العقائدية وأحترامها للمبادئ فهم يترفعون عن النزول الى مستوى تبادل السباب والشتام أوالتعريض، ولهذا السبب يتصيد المتصيدون للنيل منهم ويفعلون تجاههم فعل الجُهّال.

مقارنة بين شخصيات النظام السابق والشخصيات الوطنية المستهدفةلاحظ الفوارق بين مؤهلات الشخصيات والرموز التي كانت تتصدر مواقع القيادة في السلطة والحكم زمن النظام السابق وبين مؤهلات الشخصيات المشاركة في الحكم في الوقت الحاضر وبالأخص تلك التي نذكرها في موضوعنا هذا.إن نظرة منصفة للواقع تبين لنا مدى الفارق بين قيادات حكم النظام السابق والحالي، ومدى التباين بين كفاءات كل منهما على مستوى الشهادات والقيم والأخلاق والإلتزامات التي يريد البعثيون والمتطرفون طمسها وسط الوضع الأمني المتردي الذي لعب البعثيون فيه دوراً كبيرا لغرض تكريسه بالإضافة الى كل القوى التي لايروق لها حكم الشعب نفسه بنفسه.هل الكتابة أصبحت مهنة وحرفة للسب والشتم

لقد بدا الحال في الفضائيات والصحف والمواقع الإلكترونية وكأن العراقيون لايحسنون غير السب والشتم حتى أغدونا أضحوكة لكل السامعين والناظرين، فظهر للناس والعالم وكأنه لايوجد عراقيين إثنين متحابين، وتلك سمعة سيئة لايرضاها العراقيون لإنفسهم.

يريدون من العراقي الحاكم أن لايكون شيعياً أو كردياً المشكلة في العراق طلب قياسات إقليمية معينة للذين يجب ان يحكموا العراق منها أن لايكون شيعيا وان لايكون منتميا لأي حزب إسلامي شيعي ولابد له أن يكون مواليا للحكومات العربية السنية وأن يكون عربيا لاكردياً.لقد عمد حزب البعث الى إسقاط كل شخصية أو رمز يقف في طريق قيادته للدكتاتورية خصوصا تلك التي تتمثل برئيسها صدام حسين وجميع رفاقه الحزبيين الذين يحيطونه ويخافونه أو ربما يقدسونه.. وقد عُرِفَ عن هذا الحزب إسقاطه لشخصيات وإغتيالها وتصفيتها كطاهر يحيى وحردان التكريتي وعبد الخالق السامرائي وناظم كزار وعدنان حسين وغيرهم من الرفاق الحزبيين الذين وقفوا بوجه الدكتاتور حتى ولو بكلمة نقد صغيرة أو إعتراض بسيط.

وأما الآن فقد ورث هذا الحزب ذلك التراث المتميز بحملات الإسقاط التي طالت كل مكونات الشعب العراقي من الشيعة والأكراد والتركمان والشيوعيين والقوميين العرب وحركة الأخوان المسلمين في العراق وجميع المنظمات الشيعية والكردية والتركمانية والسنية ليتربع هذا الحزب وقادته على عرش الحكم لسنوات طويلة عجز فيها الشعب رغم كل محاولاته لإسقاطه وإزاحته عن السلطة.

لذلك مارس هذا الحزب ومن خلال مختلف الواجهات السياسية والإعلامية التغلغل في مختلف المؤسسات داخل العراق، كما ساهم ومن خلال مايمتلكه من المال الذي نهبه وصادره من الدولة العراقية للقيام بأعمال العنف والإرهاب والمشاركة الواسعة في صرف جزء من هذا المال في النشاط الإعلامي داخل الدول المحتضنة له ليمارس عمليات التشويه والتهجم والتشكيك، والتحريض على قتل أبناء الشعب ممن لم يفعله أي حاكم ضد شعبه في تاريخنا الحديث على الأقل. ونحن في هذا الشأن لانريد أن نذكر كل الشخصيات الوطنية التي تعرضت للتهم والتهجم والتي أستهدفت لأجل المساس بالكتل الوطنية المشاركة في الحكم وضرب العملية السياسية ولغرض العودة إلى السلطة. فمن الشخصيات التي تعرضت وأستهدفت على سبيل المثال شخصية سماحة الشيخ جلال الدين الصغير وسنسلط بعض الضوء على طبيعة تلك الشخصيات:

الشيخ جلال الدين علي حسين الصغيرإن أول تهمة يوجهها البعثي للشيعي العراقي أنه إيراني الأصل، ولاندري ماعلاقة التشيع بإيران والتشيع حالة عربية بدأت في الحجاز، وحتى ان هذا اللفظ قد جاء على لسان سيد البشرية النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم والحديث يطول في هذا الشان، ومن العجيب إتهام السادة الأشراف في العراق والبلاد العربية كونهم إيرانيين رغم أن نسبهم يعود الى رسول الله العربي الهاشمي وتفرق السادة بسبب الأضطهاد الذي مارسته الحكومات المتعاقبة الأمر الذي أضطرهم الى الهجرة والسكن في مواطن أخرى حيث تغيرت لغتهم ولهجتم عن اللغة العربية الأم، ومن الجدير بالذكر إن قسما كبيراً من هؤلاء رغم تغير جنستهم وأكتساب جنسية البلد المقيمين فيه إلاّ أنهم لايزالون يحتفظون بلغتهم العربية نتيجةً لإهتماماتهم الدينية ودراساتهم الحوزوية التي تعتمد على دراسة القرآن والحديث.

لكن الأدهى من ذلك أن التهمة بالتبعية لإيران قد طالت حتى عراقيين عرب لم يخرجوا من العراق ومن أرض الجزيرة العربية، ولايعرفون التكلم حتى باللغة الفارسية وليست لديهم أية علاقة بإيران وهذا ماحدث في زمن حكم النظام البعثي الصدامي السابق، وبالأخص السادة الأشراف، علماً بأن بعض هؤلاء الذين يطعن في جنسيتهم وهويتهم قد يتكلمون الفارسية او يلهجون بلهجتها بسبب إختلاط الأجناس العربية بغير العرب من الفرس والأفغان والهنود والباكستانيين الذين يدرسون في الحوزات الدينية في العراق.

لذلك فقد تعودنا على تهمة فلان وفلان من المشايخ والعلماء العراقيين والعرب ألأصل بأنهم فرس إيرانيين ليسوا عراقيين ولاعرب وما أسهل الرمي بهذه التهمة التي طلع بها صدام وحزبه ليمزق بها وحدة الصف الوطني.وللأسف الشديد أن هؤلاء القادة البعثيين أتخذوا هذا المنهج القومي والطائفي المتطرف ليخلق عداوة تقليدية بين القوميتين الفارسية والعربية وصراعا بين مذهبين إسلاميين كبيرين كالشيعة والسنة يمكن أن يشكلا قوة مهمة تسعى لتقوية أواصر الصداقة والتعاون، وليكونا نموذجا للإخاء الإنساني الذي دعت إليه الأديان والأمم المتحضرة لِلِقاء بين الحضارات والأديان والإستغناء عن الحروب والكراهية بين بني آدم وهو منهج قويم دعا اليه الله سبحانه وتعالى ودعا اليه الإسلام حيث قال عز من قائل" وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم "، وقال أيضا " لافرق بين عربي ولا أعجمي إلاّ بالتقوى".. نعم هذا هو منهج الله سبحانه وتعالى، وهذا هو المنهج الذي سيحاسبنا الله عليه، فليس عاراً أن يكون الإنسان فرسياً او حبشياً ولكن العار كل العار أن يتخذ الإنسان من العنف والإرهاب والكراهية منهجا له في الحياة.

 نوري كامل محمد حسن المالكيإن شخصية وطنية مهمة كشخصية نوري المالكي أحبها العراقيون بعد أن خبروا جدية هذا الرجل وسعيه الحثيث لتحقيق المشروع الوطني والوحدة الوطنية، وعمل جاهداً لتحقيق الأهداف العامة والخاصة لشعبنا الصابر، وأراد أن يوحد صفوف شرائحه لحري بأبناء الشعب كافة أن يعينوه بورع وإجتهاد بدل أن يكيلوا له التهم، إذ ليس هو المسؤول عن فساد غيره مادام يسير بما يرضي الله والضمير، ومثله من يحمل شهادة أكاديمية كشهادة البكالوريوس الصادرة من كلية أصول الدين في بغداد ، وشهادة الماجستير في اللغة العربية من جامعة صلاح الدين في أربيل، إن علينا أن نعترف بكفاءته وخبرته الطويلة وينبغي مساعدته لإكمال مشروعه الوطني سواء كان في السلطة أو خارج السلطة مادام حياً.

الدكتور عادل عبد المهدي حسن آل شبروهناك طرق ووسائل تعرض لها القادة الكبار في العراق أمثال الدكتور عادل عبد المهدي منها تنقله من الفكر الشيوعي الى الفكر القومي ثم الى الفكر الإسلامي، ولانعتقد أن في ذلك عيباً، فنحن قرأنا شيئاً عن حياة الصحابي الجليل سلمان وكيف أنه إنتقل من إعتناق آباءه للشرك والنصرانية ثم الإسلام وهو تعبير عن عقائدية هذا الرجل العظيم كونه كان مفكرا يختار طريقه بنفسه من خلال تأمله وإستقراءه للحقيقه، وهو نفس الطريق الذي سلكه من قبل إبرهيم عليه السلام عندما تحول من النظر الى الكواكب الى النظر الدقيق للخالق العظيم فسلك بذلك سبيل العارفين وأرتفع بذلك شأنه عند ربه وبين الناس.لقد أكمل السيد عادل عبد المهدي دراسته في السياسة والاقتصاد، هو يحمل شهادة الدكتوراه في الاقتصاد من فرنسا، فماذا نريد من الرجل أكثر من ذلك، وقد ساهم في قيادة البلد في أصعب الظروف التي مرت على العراق في تاريخه الحديث، وعمل جاهداً على تحقيق جميع الفرص الجيدة لشعبنا الكريم.

الدكتورأكرم موسى هادي الحكيملقد أبتلي الزعماء والقادة السياسيين العراقيين بعد سقوط النظام السابق بحملات التسقيط والإستهداف بشتى الوسائل وبدون مقدمات ولأي سبب كان لتوجيه تهم، ومنها ماواجهه السيد أكرم الحكيم.. فمرة يتهمه البعض بانه يسعى للمصالحة مع البعثيين فهل كان الدكتور أكرم الحكيم بعثياً ليشرع بالمصالحة معهم وهو المطارد من قبل عصابات البعث والذي تعرض للعديد من محاولات الإغتيال قبل سقوط النظام.

إن السيد أكرم الحكيم كلف بأن يكون وزيرا لشؤون المصالحة الوطنية على أسس أختارها مجلس النواب والحكومة العراقية، والسيد الحكيم بإعتباره وزيراً فهو جزء من السلطة التنفيذية للدستور والقانون، وإلا فهو ألأعرف والأعلم بحيل البعثيين ومكرهم بعد كل المواقف الوطنية النضالية التي عاشها مع إخوانه العراقيين أيام المعارضة ومنذ الستينيات. وكذلك بالنسبة للتهم التي الصقت به بعد أن تسلم منصب وزير الزراعة فاتهمه البعض بأنه قرب البعض وأهمل البعض وتحرك بطريقة الاقطاع، فما أسهل أن نلصق التهم بالناس وهو يحمل شهادة الدكتوراه كونه مهندس زراعي متخصص في شؤون وزارته ونذر نفسه لأجل الدين والوطن والشعب .

الدكتور المهندس علاء حسين موسى الجواديكما أُشيرَ الى السيد علاء الجوادي بأنه حفيد لرجل دين إيراني سكن النجف يدعى ( محمد طه نجف ) والملقب بشيخ الطائفة لثاني، ولاندري كيف حكم البعض بأن جده إيراني وهو يحمل الجنسية العثمانية منذ 104 عام وبشهادة موثقة من أربع رجالات العهد العثماني، علماً بأن محمد طه نجف هو من أجداده لإمه وليس لأبيه، فالسيد علاء الجوادي هو إبن السيد حسين بن السيد موسى بن السيد حسن بن السيد حسين آل السيد جواد الموسوي سليل أهل البيت عليهم السلام. والسيد الجوادي شاعر ومفكر وقائد سياسي إسلامي عراقي منذ اواسط الستينيات، والدكتور السيد الجوادي سليل أسر المجد والولاء لأهل بيت النبوة كما عبر عنه من يعرفه، فهو عربي المحتد هاشمي الأصل حسيني النجار، هاجر جده الشريف علي الموسوي الكواكبي قبل 350 سنه من حلب الشهباء الى الحلة، وامه من آل المظفر الأسرة العلمية العربية النجفية المشهورة من بني مسروح القبيلة الحجازية الأصل، وام أبيه حفيدة المرجع العربي العراقي الكبير وأحد بناة المرجعية العربية في النجف الإمام آية الله العظمى الشيخ الشريف محمد طه نجف وأم جده من ربيعة من قبيلة المياح فخذ الزواهد، وأم أبي جده من بني مالك، فهو عربي عراقي من الأب والأم والأجداد من الطرفين. . ( راجع مقالة السيد كريم السيد محسن الموسوي في موقع صوت العراق ).. قرين المؤمنين والصالحين .. أثبت كفائته في وزارة الخارجية .. والحملة ضده قبل أن يتسلم مهامه لأن جذوره ليست بعثية.

 جلال الطالبانيرجل عراقي وطني لايحمل فكرا عنصريا ولاطائفيا، يتميز بتواضعه وتفهمه لطبيعة التنوع داخل العراق، ويؤمن بالديمقراطية ويكره العنف وهي صفات تليق بالقائد، وفوق كل ذلك يحترم القانون ويدعو الى الإنفتاح مع مختلف دول العالم، ووقف بوجه النظام السابق حتى سقوط عصر الدكتاتورية الفردية حيث أصبح الجميع يؤمنون بالبرلمان والحكومة الإتحادية والنظام اللامركزي ويشيعون ثقافة السلم والعدالة والتوافق بين المكونات عن طريق الحوار، فماذا نريد أكثر من ذلك.

الأستاذ هوشيار زيباريلقد تصرف الرجل بحكمة في أصعب المراحل التي رافقت عملية التغيير وعملية البناء السياسي الجديد، يؤمن بالإنفتاح والعمل الوطني ويسعى لتحقيق أفضل العلاقات مع الدول العربية وبقية دول العالم، ورغم كل مايقدمه الأخوة العاملين في مختلف المجالات نجد من يتهمهم بالعمالة ويطعن في نزاهتهم وينسون كيف كان النظام السابق يتعامل مع الدول المجاورة، ناهيك عن تصرفاته تجاه الشعب، وهل ينسى كيف كان يبدد حكام النظام السابق أموال العراق بحروبهم العبثية، وبكوبونات النفط، وتحويل وتهريب أموال الشعب العراقي المنهوبة الى بنوك الدول الأجنبية، وكيف باعت قيادة النظام السابق أراضي العراق هنا وهناك، ودخلت في تجارة الاراضي والثروات الطبيعية لأرض العراق.

الدكتور مثال الآلوسيوهذا الرجل قد عركته الظروف بعد أن وقف ضد كل المواقف العنصرية والطائفية للنظام الدكتاتوري السابق، وآمن بالعملية الديمقراطية كخيار لتحقيق العدل والسلام على أرض العراق، وتعرض هو وعائلته الى التصفية من قبل مجرمي البعث والقاعدة، وفقد أعزاءه، وتحمل مختلف الدعايات الغرضة ومحاولات الإسقاط لإظهاره بمظهر العميل بينما أعداءه غارقين في العمالة ولحد الثمالة، إننا نحتاج الى رجال واضحين في تحركاتهم وسياساتهم كهذا الرجل الذي ينكر ذاته من أجل سعادة العراقيين، وهنيئا للعراقيين أن يكون هناك رجلاً مخلصا مثله.

الشيخ خالد الملا والشيخ خالد الملا عرف ككاتب وخطيب وداعية وسياسي متميز بطروحاته الفكرية المعتدلة من أجل أن يحافظ على الكيان العراقي الواحد مستنكرا كل المواقف العنصرية والطائفية ليكون النموذج المثالي بين الخطباء والعلماء والكتّاب والسياسيين، وبرهن بشكل عملي كيف يحسن الإنسان خياراته السياسية ليكون قائداً يقف في صدر العملية السياسية، ومما لاشك فيه أن هذا السلوك الرفيع يغيض أعداء أمتنا العراقية، وقد عَرِفَ هذا القائد كيف يشق الطريق لبناء وحدة الإنسان العراقي بعيدا عن النهج الطائفي وأرتفع مقامه بتواضعه وعلمه وورعه عن الخوض في دماء أخوته المسلمين وغير المسلمين فآمن بوحدة العمل الجماهيري الشعبي ليحقق للإنسان العراقي سعادته وبذلك يحقق رضا الخالق والمخلوق، فهنيئا لمثل هذا الرجل الوطني المسلم الغيور، وهنيئاً لشعبنا على وجود مثل هؤلاء الرجال في صدارة العملية السياسية.

نظرة تعريفيةهو البصري العراقي من عائلة الملا وهي عائلة معروفة في قضاء أبي الخصيب ومن قرية باب العريض أكمل دراسة البكالوريوس في كلية الإمام الأعظم ثم قبل في الدراسات العليا قسم الماجستير وختمها بدراسة الدكتوراه في معهد الدعوة الجامعي للدراسات الإسلامية العليا في بيروت وكانت أطروحته بعنوان العين معانيها وأنواعها وأحكامها دراسة لغوية إسلامية . أما عمله بعد سقوط النظام فقد عمل على تأسيس رابطة الوحدة الإسلامية في سنة 2004 وكان فعلا إستباقيا لما قد يحدث من توتر طائفي بالعراق ثم بعد التصعيد الطائفي والسياسي من مؤسسات سياسية وإسلامية اضطر إلى المساهمة في تأسيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب وكان يقصد من ذلك أن يطرح خطابا إسلاميا صحيحا وسطياً في شباك التحديات التي يعيشها العراق.

المهندس محمود الشيخ راضي هو شخصية عراقية مناضلة وقفت ضد الحكم الدكتاتوري الصدامي، وأرادت أن تكون جزءاً لايتجزاً من العملية السياسية لتشارك العراقيين فرحتهم بسقوط النظام المستبد، والمشاركة في بناء عراق ديمقراطي تعددي يدعو الى السلم والوحدة والحرية والشراكة والتوافق بعيداً عن العنف وإراقة الدماء لحري لهذه الشخصية وأمثالها أن تشارك في العملية السياسية مادامت إرادتها متفقة مع أهلها في العراق، ومثل هذه الشخصيات لاتستحق منا التشكيك في نواياها بعد أن أثبتت مصداقيتها وتعاملها الواضح مع الوضع الجديد، ومع بقية السياسيين المشاركين في العملية السياسية، فالعراق للجميع لكنه ليس للقتلة ولاللمجرمين.

الحالة التاريخية في سياقات القرآن الكريم وسير الصالحين إن إستهداف الرموز العالية للمجتمع خصوصا طبقة المصلحين لم تسلم على مدى التاريخ من الإستهزاء والسخرية حتى بعد موتهم خصوصا ماكان من إستهزاء القوم من النبي نوح عليه السلام ومن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم حيث اتهما بالكذب والجنون.

كما أستهدفت شخصيات ورموز عالية من الصحابة رفيعة المستوى جليلة القدركالإمام علي بن أبي طالب الذي وصف أن فيه دعابة، والإمام الحسن عليه السلام الذي قيل أنه كثير الزواج والطلاق، والإمام الحسين عليه السلام وقيل فيه أنه خرج على إمام زمانه يزيد وهو يطمع في الملك، وفي زيد بن علي بن الحسين رضوان الله تعالى عليه بانه إبنُ أَمَة.

من أين تنطلق اوجات الإستهداف العدائية؟ولماذا؟بالتأكيد وبعد سقوط النظام السابق في العراق كان نصيب النظام الجديد من الأعداء بلا حسد، بعثيون وتكفيريون قتلة كتنظيم القاعدة وعملاء دول إقليمية متخصصة بالتخريب وإرسال جماعات من البعثيين وأعضاء القاعدة وغيرهم للقيام بأعمال عنف داخل العراق وضد ابناءه الأبرياء، كما أن هناك عملاء للنظام السابق وأعداداً من المنتفعين من النظام السابق عراقيين وعرب وغير عرب لعبوا دورا خطيراً في تهديد أمن وسلامة المواطنين العراقيين، وهناك خطوط إعلامية ساخنة تتحرك كدمى لإغراض حزبية وعنصرية وطائفية، ولمصالح شخصية قد يدخل عنصر العداء والحسد والبغي فيها ايضاً، ولكننا في نفس الوقت لانشك أن هناك كتّابا ليست لديهم تلك الأغراض وإنما يتحركون بدوافع الحرص والدفاع عن الحق ونقد العملية السياسية والممارسات الخاطئة، لكن الذي نأمله من هؤلاء النجباء أن يسخروا أقلامهم للحقيقة والدفاع عن حقوق الشعب بطريقة سياسية وإعلامية منضبطة ومنصفة ومهذبة بعيداً عن التجريح والإساءة للاشخاص خصوصا عندما يكتب الإنسان ضد شخصية لايعرفها حق المعرفة وإنما يعتمد على الشبهات ومايصل إليه من المعلومات الخاطئة التي تقف ورائها منظومات إعلامية وسياسية مرتبطة بالأجهزة الأمنية والمخابراتية لنظام صدام أو الأجهزة الأمنية والإستخباراتية الإقليمية.نحن ندعو إخواننا الكتّاب الذين كان لهم نصيب من الوقوف ضد الطاغية ونظامه الدكتاتوري أن يكونوا منصفين ونزيهين فيما يكتبون لكي لايتعرضوا لسخط الخالق برضا المخلوقين.

لقد قرأت لبعض الكتّاب العراقيين كالدكتور داود البصري والكاتبة ضحى عبد الرحمن والكاتب سميرعبيد والكاتب حامد جعفر والكاتب وداد فاخر مقالات مورِسَ فيها النقد ضد تلك الشخصيات التي ذكرتها وبشكل متفاوت ، وكل غرضي أن يتوجه كتّابنا الأفاضل الى ممارسة الحق الإعلامي والديمقراطي بطريقة حضارية، ولنتعلم من الآخرين كيف نساهم في بناء وإصلاح المرحلة الحساسة من تاريخ العراق، ونساهم في حفظ دماء أبناء وطننا الأبرياء، ولنساعد القادة الأحرار، ولنقف مشاركين في الدفاع عن الشخصية العراقية، وأن لانسمح لمروجي الفتن والضلالات أن يتحركوا في الظلام لتخريب البلد وتدمير بنيته التحتية، اويفشلوا العملية السياسية، أويعرقلوا مسيرتها، فمن المستفيد من كل ذلك؟.. لنسير معا نحو تحقيق المثل الإجتماعية العليا وأن لانسب بعضنا البعض ولانشتم بعضنا بعضاً، ولإجل أن نكون كتّابا وسطيين علينا أن نبتعد قدر الإمكان عن النَفَس الطائفي الذي يرشق المسؤولين العراقيين بالتهم ويصف الشيعة بالفرس مجافاة للحقيقة، أو أن يصفهم بعدم النزاهة وهم أهل تقوى وصلاح، ولكي لاتضيع الحقيقة وسط الغبار المؤجج.

أنْ يوصف المناضل بالسطحية أو العنجهية والتكبر خلافاً لواقع تلك الشخصية كما حدث بالنسبة السيد علاء الجوادي رغم أن هذه الشخصية تتميز بالفكر والعقلانية والتواضع والإستقامة والورع والتقوى والمهنية فهو صاحب إختصاص عالي، وكان ممن وقف بوجه النظام السابق بشكر مبكر ومنذ الستينيات وله مواقف مشهودة من النظام السابق وعرف عنه مواقفه الصلبة. وكما حدث أيضا مع بقية النخبة التي ذكرناهم كأمثلة، وهناك غيرهم تعرضوا الى نفس التهم بدرجات.إننا نعتب على كتّابنا المثقفين ممن لهم وزن في أن يطرحوا نقدهم الموضوعي بعيداً عن التهجم الشخصي ليكون هدفهم في عملية التوجيه والإصلاح أكبر أثرا وعلينا أن نساهم في عملية الإصلاح السياسي بعيداً عن تحقيق الطموح الشخصي كالشهرة أو الإنتقام.

ومن الطبيعي وقوع هفوات من الإخوة الكتّاب بين حين وآخر بسبب الإنفعالات الآنية والتأثر العاطفي أوالإنسياق وراء دعايات كاذبة ولكن مثل هؤلاء المخلصين عادة مايراجعوا أنفسهم لينصفوا من يستحق الإنصاف، وكلما تجرد الكاتب ونزع روح العداء الشخصي سالكاً طريق الإصلاح زاد حظاً وأرتفع نجما بعدما يسقط كثيرون في هاوية المفسدين ويبقى هو الواقف شامخاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك