المقالات

الديمقراطية بمفهومها الصحيح

931 19:21:00 2009-12-08

كريم العاقول

قد يقال بان معنى الديمقراطية ببساطة هو حكم الشعب وهو المعنى السائد والصحيح وحكم الشعب يعني ان يكون الشعب حاكماً مستفيداً من ثروات بلاده ويشعر بالانتماء والمشاركة وانسانية الانسان والامان ولا يعني منح اصواته وارئه لاخرين من ممثليه للوصول الى مواقع السلطة والبرلمان ثم يستأثرون بالامتيازات والصلاحيات ويحتكرون مراكز السلطة والقرار ويتجاهلون ويتناسون الشعب الذي هو مصدر السلطات واساس الحكم.ان نفهم الديمقراطية فهماً خاطئاً ونختزله باصوات مجردة لصعود نخبة سياسية الى الموقع المتقدم في السلطة سيكون اساءة حقيقية لواقع الديمقراطية ومحتواها الهادف.الديمقراطية هي عقد بين الحاكم والمحكوم والرئيس والمرؤوس وتمثل التخادم والتناغم بين مصلحة الحاكم والشعب والا ما معنى ان تكون الديمقراطية حكم الشعب والشعب لا يحكم نفسه بالواقع وانما يكون جسراً لايصال اخرين الى مركز الحكم والقرار لكي يستحوذوا على امتيازات ومصالح السلطة والثروة.التطبيق العملي الخاطىء للديمقراطية لا يلغي اهمية الديمقراطية ويسيىء الى فهمها الصحيح ولا يبرر انعزال الجماهير عن الممارسة الديمقراطية بحجة انها لم تحقق الا مصالح الحكام والنواب والنخب السياسية والاحزاب المهيمنة على صناديق الاقتراع.الديمقراطية لا تعني خدمة نخب سياسية لا تفكر الا بمصالحها ومصالح احزابها وتوزع الامتيازات فيما بينها وتمنح نفسها اراضي على ضفاف دجلة للوزراء والمدراء والنواب في وقت يعاني غالبية الشعب من ازمة السكن والعيش في بيوت لا تكاد تحمي نفسها من حر الصيف وقر الشتاء.فهل الديمقراطية تمنح هؤلاء امتيازات فاحشة وثروة باهظة بينما يئن شعبنا تحت مطرقة الغلاء وزيادة الاسعار وقسوة الظروف؟وهل الديمقراطية ان يفوق راتب النائب الخيالي لشهر واحد راتب الموظف او العامل الكادح لخمس سنوات او اكثر؟هل الديمقراطية تعني ان يصل مزورو الشهادات الجامعية الى مواقع المسؤولية ويتقاضوا راتباً ومخصصات وفق الشهادة المزورة دون ان يحاسبوا او يراقبوا لانهم منتمون لاحزاب فاعلة في السلطة؟هل الديمقراطية التفكير بتعيين المقربين المحسوبين على احزابنا وكياناتنا واهمال الطاقات والقابليات التي لا تنتمي الى حزب او كيان سياسي ثم نقول ان الديمقراطية تعني حكم الشعب؟هذه التطبيقات الخاطئة للممارسة الديمقراطية الصحيحة تؤكد بان البعض يتعاطى معها بروح حزبية وانانية تزيد من تباعد الناس وتفاعلها مع الديمقراطية التي قاتلنا وناضلنا من اجلها سنوات عجاف تتلوى على ظهورنا سياط الجلادين في زنزنات البعث الذي اخذ يتغلغل ويتسلل في مواقع ومفاصل الدولة من جديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك