عمار البغدادي
العاشرة والنصف هو الزمن الأول الذي انفجرت فيه مفخخة الثلاثاء 8-12-2009 ، وفي العاشرة والنصف من صباح الأحد قبل أكثر من شهر ، انفجرت المفخخة التي استهدفت وزارتي البلديات والاشغال العامة والعدل .. هل العاشرة والنصف موعد عشوائي في حسابات منفذي جرائم الوزارات السيادية والدوائر الحكومية الرسمية ومواقع العاصمة أم هو موعد (مقدس) بالنسبة لهم ؟! .
حدث ذلك مرتين ، وبنفس التوقيت ويحدث حاليا ، ويبدو أن هذا الموعد سيكون على موعد جديد مع مواعيد الدولة العراقية والعملية السياسية والانتخابات الوطنية التشريعية القادمة ، إذا ما تدرجنا مع لغة مشروع المفخخة في بغداد ، وواجهنا مواقيت اصدار نسخها الدموية ، والإطلالة بها على الشعب العراقي واي المناسبات يختار الإرهابيون الصداميون والقاعدة وهي مناسبات أساسية يتوقف عليها مستقبل الدولة والتنمية البشرية والتطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني في البلد .. فهل يمكن اعتبار المفخخات الاربعة التي انفجرت قرب معهد الفنون الجميلة في الكرخ والحارثية والصالحية والدورة وحي القاهرة رسالة سياسية فيها مؤشرات لمضمون أفكار لها علاقة بتشريع القانون الجديد للانتخابات البرلمانية القادمة ، وان قادة هذه المفخخات يريدون القول أنهم لن يمنعهم احد وهم يتجمعون قرب آبار احد المكونات السياسية القديمة الجديدة وإذا ما منعوا أو داهمهم خطر التحريم السياسي الانتخابي ، فانهم قادرون على توجيه ضربة مؤذية للدولة والمؤسسات والشعب العراقي واجساد الضحايا ؟.
الساعة العاشرة والنصف ، سيبقى على مستوى التوقيت الزمني موعداً مفتوحا على المفخخات ويبدو أن الرفض الحكومي لاي رعاية أمريكية يجتمع في ظلها البعثيون في مؤتمر خاص تمت الاجابة عليه برد خاص عبر مؤتمر عام للضحايا شهد سقوط الأطفال وطلاب الفنون وموظفي المالية وموظفي وزارات أخرى من قبل ذات الجماعة السياسية التي عولت كثيرا على القاعدة لاحداث الفتنة الطائفية في البلد ، وفشلت في ذلك ، وجاء دورها بالمفخخات الانتخابية لتنفيذ حزمة من الأهداف واثارة حزمة أخرى من المطالب .
يجب أن ندرك أن هذا المسلسل لن ينتهي بالهين ، ولن نكون قادرين على تجاوز المحنة الراهنة الا بالاتفاق على ثوابت المشروع الوطني ، والحرص على استمرار وحدة المكونات الأساسية التي تقود إدارة الدولة ، وتبني القوات المسلحة ، وتشرف على الأجهزة الأمنية ، وهم الشركاء الاساسيون من اخوة سلاح وماض عريق وتاريخ نظيف وعدم النظر لوحدة المكونات نظرة عجلى استهلاكية نطل من خلالها على الإعلام ارضاءاً لغرور حزبي أو انتشاءاً بمكاسب سياسية وأمنية مؤقتة نشهد بين الفينة والأخرى ، انهيار بعض جدرانها على وقع انكسار الزجاج في غرفنا المحشوة بالبارود والامل .ليكن توقيت الساعة العاشرة والنصف عند الإرهابيين ، هو توقيتنا الفعلي لقيام دولة الخدمة الوطنية التي يتحقق فيها القانون بعيداً عن الادعاء والالتهاء بالخلافات السياسية الجانبية ، وإذا ما استطعنا العمل على إجراء هذا التحول فاننا سنتمكن من احباط مؤامرة اغتيال الوطن واسقاط مشروع قتل التوقيت الوطني بسكاكين مواقيت المفخخات !.
https://telegram.me/buratha