----(بقلم:نوال السعيد)
"لم يعرف هؤلاء الناخبين ، عن هذه السيدة ... شيء ... لا تاريخاً ولا نضالاً ولا شهادة ، ولا ... ولا... ، ولم يشاهدها الناس يوما ، وهي تتحدث عن موضوع يهم المرأة العراقية ، علماً انها جزء من الكوته في البرلمان 25%، ولم تتحدث عن العنف الأسري ، ولا عن النساء الذين جرى ذبحن في البصرة بدون اسباب الا انهن سافرات ... او طبيبات او مهندسات أو جامعيات أو غير ذلك ...؛ لم تتحدث السيدة النائبة عن الخمسة ملآيين من الأرامل ، ومليونين من اليتامى وعن ملايين المعوقين ... لم تتحدث عن حقوق المرأة العراقية والمساواة".
هذه السطور جاءت في سياق مقال كتبه شخص يدعى عبد الرزاق الحكيم، ويعني بـ"السيدة"، النائب في مجلس النواب العراقي ليلى الخفاجي. شخصيا لاتربطني علاقة مباشرة بليلى الخفاجي ولم التق بها الا مرة واحدة بصورة عابرة قبل عامين تقريبا في احد فنادق بغداد حيث كان يعقد مؤتمر عن واقع المؤسسات الخدمية في البلاد، ولكنني بحكم طبيعة عملي واهتماماتي تشكلت لدى صورة ان لم اقل واضحة بالكامل فأنها شبه واضحة عن السيدة ليلى الخفاجي، واستغرب حين يقول صاحب المقال الذي اقتطعنا منه السطور الاولى قوله او ادعائه انه " لم يعرف هؤلاء الناخبين ، عن هذه السيدة ... شيء ... لا تاريخاً ولا نضالاً ولا شهادة ، ولا ... ولا... ، ولم يشاهدها الناس يوما ، وهي تتحدث عن موضوع يهم المرأة العراقية".واذا افترضنا جدلا ان الناخبين فعلا لايعرفون عن ليلى الخفاجي او سياسي اخر سواء كان برلمانيا او في موقع اخر، فأنه كان الاولى بعبد الرزاق الحكيم وهو شخص اعلامي، ان يكون على دراية ومعرفة بالتأريخ النضالي لليلى الخفاجي، وما الذي قامت به خلال وجودها في البرلمان.
وهو اذا كان لايعرف ذلك ويدعي انه اعلامي وكاتب فهذه مصيبة، واذا كان يعرف ويريد اخفاء الحقائق وتزييفها وقلبها فالمصيبة اعظم لان ذلك خلاف المعايير الاخلاقية لمهنة الصحافة التي تقوم على الامانة والصدق وعدم تضليل الرأي العام.واذا كان صاحب المقال لايعرف عن ليلى الخفاجي شيئا ويعمم ذلك على كل الناس فأنني بحكم متابعتي استطيع ان اعلمه ان السيدة الخفاجي بحسب علمي كانت تعرضت للاعتقال في سجون النظام الصدامي البائد لعدة اعوام بسبب نشاطها السياسي المعارض، وتعرض اخرين من افراد عائلتها للاضطهاد ايضا، وبعد ان اطلق سراحها مطلع التسعينات غادرت العراق، لتواصل نشاطها السياسي في معارضة النظام الصدامي، وكان لها حضور مميز في ميدان الدفاع عن حقوق الانسان العراقي في مختلف المحافل..الدفاع عن حقوق المظلومين والمضطهدين والمغيبين، الذين لانعرف ان كان عبد الرزاق الحكيم واحدا منهم ام من الفريق الاخر؟.
وحينما اصبحت عضوا في مجلس النواب العراقي، وفق نظام القائمة المغلقة، فأنها لم تدخل الى البرلمان وفق هذا النظام دون غيرها، هذا اولا ، وثانيا، انها اختيرت ضمن لجنة شكاوى المواطنين، كعضو ومقرر للجنة، ويمكن القول انها الاكثر حضورا من الاخرين من زملائها في اللجنة، والاكثر تبنيا لهموم وشكاوى الناس، وحضورها الاعلامي يؤشر الى جانب من ذلك، وللامانة اقول ان اناس اعرفهم اكدوا لي تفاعل السيدة الخفاجي مع شكاواهم واهتمامها بها.واذا كان عبد الرزاق الحكيم يريد من ليلى الخفاجي ان تقلب الامور في العراق رأسا على عقب، فمرة اخرى نقول انه اما جاهل ولايدرك ولايفهم الواقع، او انه يسعى الى قلب وتزييف الحقائق والتشهير بالناس الجيدين وتشويه صورتهم.
https://telegram.me/buratha