حميد الشاكر
في يوم من ايام 1919 ميلادية اصدرت المحكمة الدستورية الامريكية تعديلا حول تجارة الخمور وصناعتها جاء مفاده : (تجريم تجارة الخمور وصناعتها في الولايات المتحدة الامريكية )، وكان ذالك بعد تمهيد اعلامي امريكي دام اكثر من خمسين سنة لاسباب اخلاقية واجتماعية !!.فشلت تجربة القانون الامريكية في سنة 1933م وتم الغاء قانون تجريم الخمر في الولايات المتحدة الامريكية لاسباب رأسمالية تجارية في المقام الرئيس ولاسباب اخلاقية ايضا ومايتعلق بتركيبة المجتمع الامريكي الهشة اجتماعيا مما أطاح بتجربة تطهير هذا المجتمع من رجس أم الخبائث (حسب المصطلح الاسلامي ) ،ولترتفع من ثم الجريمة في هذا الوطن بصورة مرعبة حقا حتى وصول الاجتماع الامريكي الى اعلى نسبة محكومين في السجون العالمية ليس بسبب السياسة طبعا بل بسبب الجريمة ودوافعها التي تقف المخدرات والخمور ورائها في الطابور الاول !!.لكنّ عندما نطالب ( ياترى ) لتطهير مجتمع اسلامي تقليدي اخلاقي كالمجتمع العراقي من رجس أم الخبائث الخمر هذه وندعوا المشرّع القانوني العراقي للتفكير الجّاد بسنّ القوانين التي تجرّم صناعة وتعاطي وتجارة ...الخمور والترويج لها اعلاميا داخل العراق فهل ستنتهي هذه الدعوة وهذا المطلب الى الفشل كما حصل بالضبط للتجربة الامريكية للقرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين ؟.أم ان مثل الاجتماع والوطن العراقي هناك عدّة عوامل اخلاقية ودينية واجتماعية وصحية تدعمه بمشروع التطهير هذا وحتى اقتصادية تختلف تماما عن تناقضات الاجتماع الامريكي وهي ماتدعم وترشّح نجاح اي محاولة لتطهير المجتمع من نجاسة أم الخبائث تلك ، ونجاح فاعلية قوانينها بصورة تلقائية وبدون خمسين سنة اعلامية لتهيئة الارضية لنجاح مشروع حظر تداول الخمور والتجارة بها وصناعتها أو الترويج اعلاميا لسوقها وارباحها داخل العراق ؟.في دول عربية واسلامية كثيرة مثل الخليج العربي الكويت والسعودية ....الخ قوانين الحظر على صناعة الخمور والاتجار بها ولدت مع ولادة هذه الدول العربية والاسلامية على ارض الواقع البشري ، ولم يزل بالخصوص النموذج الكويتي لقربه من العراق مثل دعوتنا في خصوصية حظر الخمور وبناء الخمارات والمقاصف الليلية والاتجار بها او صناعتها وتحريم كل ذالك او تجريمه باللغة القانونية من ضمن القوانين الراقية جدا في المجتمع الكويتي التي حافظت كثيرا على نقاء هذا المجتمع وانفتاح تجربته النظيفة اجتماعيا على العالم مما تدفع هذه التجربة الصغيرة في حجمها والكبيرة في معناها انطباعا اوليا ان محاولة تطهير مثل هذه المجتمعات العربية والاسلامية من رجس أم الخبائث هذه هو ليس بالامر المستحيل او الصعب او الذي يتحتم عليها الفشل كما حصل في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر ومابعده لاسيما ان من مميزات هذه المجتمعات العربية والاسلامية ومن ضمنها العراق بشعبه الاخلاقي التقليدي المحافظ ان الله سبحانه انعم عليها بمقدس ديني اسلامي هو من الاساس يدعم اي مشروع لتطهير وتنقية المجتمع من النجاسات والخبائث اللاخلاقية ودوافع الجرائم ومبرراتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والاسرية ... وغير ذالك !!.
وعلى هذا الاساس وبغض النظر ان مجتمعنا العراقي هو من الجذور قابل لفكرة تطهير المجتمع من رذائل الخمور ومفاسدها ، ومهيئ نفسيا وروحيا ودينيا للترحيب باي احكام قانونية تنسجم مع روح الشريعة الاسلامية واخلاقياتها السامية نقول بغض النظر عن ذالك فأن موضوعة الخمور وماتسببه من انتكاسات صحية على الفرد والمجتمع ، وماتصنعه من مشاكل اسرية وتدمير كامل لنواة الطفولة ان قدر لهذه الافة ان تهيمن على الاب في الاسرة او الام مما يخلق وطبيعيا طفولة قابلة بالتربية للانحراف السلوكي وكذا ما يخلقه هذا الخبث من ظواهر اجتماعية تزري بالكرامة الانسانية وما تشيعه من فاحشة وجريمة والغاء كامل لضرورات المحافظة على عقل الانسان وتفوقه وسلامته وسحق تام لادمية الانسان ...الخ كل ذالك عوامل وظواهر ومؤشرات بل وحقائق تحتم على دولة كالدولة العراقية ومجتمع كالمجتمع العراقي ان يطالب وبقوةّ واليوم وليس غدا بضرورة سنّ التشريعات القانونية التي تجرّم الخمور والاتجار بها وتعاطيها بشكل عام ، او الترويج الاعلامي لها ، او استيرادها او صناعتها في داخل الوطن العراقي ففي ذالك وكما يعلم الجميع بالبداهة تطهير لهذا المجتمع من اخطر آفة عدوانية ادخلها الاستعمار الغربي عليه بشكلها الجديد الذي خلط بين ماهو حضاري وماهو خبث ونجاسة اجتماعية حتى اصبح الكثير من ابناء مجتمعنا (مع الاسف) ينظر للمقاصف الليلية وممارسة ارتياد اماكن بيع الخمور ، والمتاجرة فيها وتعاطيها كانها من الامور الطبيعية في مجتمع اسلامي يحرّم الاسلام فيه الخمور وعربي واخلاقي وتقليدي كالعراق !!.نعم باسم طفولة عراقية كي تعيش حياة تربوية صحية بعيدا عن رائحة وجنون ونجاسة ام الخبائث هذه وهي تغزو بيوتنا وتدمرهابكل قسوة وعنف كما تدّمر قيمنا الاسرية وتوازننا السلوكي الاجتماعي ، وباسم الانسان العراقي الذي يحاول الجميع منّا اعادة الجسم السليم له والعقل السليم لذاكرته ، وباسم صناعة ظواهر اجتماعية ليس فيها مترنح في اخر الليل او ملقى على الطريق كميت والمارة تعبر جسده كجثة منتنة الكلّ يبتعد عن نجاستهااو كمجرم يفقد انسانيته مع تناول اول جرعة كحولية تحوّل الانسان الى حيوان هائج ومفترس وباسم المرأة العراقية التي يقع عليها العبئ الاعظم من خبث ونجاسة وعنف هذه الخمور التي يحتسيها الرجال عادة في مجتمعنا العراقي لتتحمل النساء كل اجرام ام الخبائث هذه وانعكاساتها الاخلاقية الاسرية التدميرية الخطيرة على المراة العراقية في هذا المجتمع .... باسم العراق النظيف ندعوا لسنّ قوانين تجرّم الخمور وتمنع تداولها او الاتجار بها او الاعلان والترويج لموادها السامة القاتلة !!.
https://telegram.me/buratha