بقلم سامر عيسى _عراقي مقيم في دمشق
في عالمنا اليوم يعتبر الاقتصاد الشريان الرئيسي في التعاملات الدوليه وهو احد اهم الادوات والاساليب العديده للضغط على دول لتحقيق اهداف وغايات هذه الدول او تلك ونرى من خلال سحب السفير العراقي في دمشق الدكتور علاء الجوادي او قطع العلاقه مع الشقيقه سوريا علاج غير مثمر ولا بد من البحث عن اساليب عديده ومتنوعه بالضغط باتجاه تحقيق اهدافنا بمسألة تسليم المطلوبين عن اراقة الدم العراقي الطاهر وبشكل افضل وأسرع من ألمحكمه ألدوليه.
وعلى سبيل المثال وبالرغم من مرور ست سنوات وهدر الملايين من الدولارات لن تحقق المحكمه الدوليه شيئا"ملموسا"في قضية أغتيال ألرئيس ألشهيد رفيق الحريري رحمه ألله.
ففي كل بلد في العالم مكامن ألم ونقاط ضعف يمكن الضغط عليها او من خلالها لتحقيق الاهداف والغايات افضل بكثير من تدويل القضيه .فنرى أن سياسة سحب ألسفراء خصوصا في دمشق لاجدوى منها مع شديد الاعتذار لاسيما بقيت العلاقات بين البلدين ومازال مرور وأقامة ألساده ألوزراء وأعضاء مجلس البرلمان وأركان ألحكومه ألعراقيه على قدم وساق ولا نعرف ما معنى ذلك استمرار تدفق المسؤولين العراقيين على سوريا وسفير العراقي في سوريا مسحوب تحت شعار فضفاض هو الاستدعاء لاجل التشاور اي تشاور هذا يستمر لحد الان ثلاثة اشهر؟؟؟!!!. أما كان من الاولى البحث عن أساليب أكثر جدوى وأكثر ضغطا على مكامن ألالم .
وعلى صعيد ألواقع نرى أن ألشقيقه سوريا قد وسعت علاقاتها بدول الجوار ووقعت العديد من الاتفاقيات الستراتيجيه ولن تتأثر ولا واحد بالالف في مسألة سحب الحكومة العراقية لسفيرها، بقدر ما أستلمتها كأشارة زعل منفعل من ألجانب ألعراقي وهي تعرف يقينا ان هذا الانفعال لم يتح لنفسه حتى فرصة استشارة السفير في دمشق عما ينبغي عمله او ما هو مقترحه حول الموضوع. الذي كان من المرجح بما عرف عنه من رجاحة عقل ومهنية دبلوماسية واخلاص لتطوير العلاقة بين البلدين، ان يقترح اساليب اخرى لمعالجة المشكلة واستيعاب تداعياتها.
وهنا نسأل حكومتنا الوطنية العزيزة ونحن من انصارها ونعتقد باخلاصها:هل ان الارهاب والاعتداء على ارواح المواطنيين قد تقلص بعد هذه البادرة الانفعالية؟؟؟ونسأل كذلك ما هي مواقفكم من دول جوار اخرى انتم اعرف وصرحتم به من انها حواضن للارهاب؟؟؟وهل الانفعال في المواقف هو من حصة سوريا فقط؟؟ولمصلحة من سيكون ذلك؟؟
يجب علينا كسياسيين أن نبحث عن بدائل أكثر ضغطا ولها جدوى أكبر وأكثر فاعليه مثل الاقتصاد وهو المحرك الرئيسي في كل العالم وعلى سبيل المثال أن الشقيقه سوريا لها علاقات تجاريه مع العراق تفوق الملياري دولار سنويا ونراها غير قادرة على التخلي عن هذا المبلغ مقابل مقابل الرضوخ الى تسليم المطلوبين عن دماء الابرياء العراقيين. فكيف اذا ارتفع معدل التبادل التجاري معها بمثل ما هو الحال مع الاردن مثلا ولا نقول مثل تركيا.
أن الاشارة الى قطع هذا الشريان والتلميح على الانفتاح على دول اخرى كبدائل للاقتصاد السوري سيكون له الوقع المؤثر الاكبر بالنسبه لسوريا والتجار السوريين ونحن نعلم أهميه الاقتصاد بالنسبه للشعب السوري وكم يدخل سوريا من خلال التعاملات والاستيرادات العراقيه .
ومن خلال الاقتصاد والعلاقات التجاريه سنرى أن الشعب السوري سيضغط معنا ايضا باتجاه تسليم المطلوبين في تفجيرا الاربعاء الدامي والاحد الاسود وسنرى الشقيقه سوريا تسحب دعمها لحزب البعث الصدامي الذي عانت من اكثر من اي طرف اخر وما زال يتأمر عليها كلما سنحت له الفرصة هذا الحزب الذي جر الويلات الى شعبه على مدى ثلاث عقود من الزمن وأرخص ألدم وألانسان ألعراقي .
من خلال نظره دقيقه ومتفحصه الى مدى ما تخسره سوريا من خلال أيواء حزب جزارين أو أفراد قتله لا يتناسب مع خسارتها أقتصاديا"في أيوائها لهم ستعيد النظر ألف مره في حساباتها.
ومن خلال هذه السياسه سنكون قد حققنا غاياتنا وحفظنا دماء شعبنا وسهلنا ألطريق في مسألة تسليم القتله ألمجرمين دون اللجوء الى المحكمه الدوليه وتدويل القضيه والتي لا تأتي بما نطمح اليها بكل تأكيد ناهيك عن هدر ألملايين من الدولارات والانفس والدماء الزكيه العراقيه ألطاهره .
يشعر الكثير من العراقيين ان الحكومة الوطنية العراقية استعملت اخر ما في جعبتها من العلاجات وكأنها لجأت للكي في علاج مرض نفسي او مرض من امراض سوء التغذية!!!وهنا لابد لي من ألتذكير بأن الكي آخر ألعلاج كما قال العرب منذ قديم الزمان.فلنجرب علاج آخر أنفع من سابقه والى لقاء جاد بين الاشقاء الاعداء بما ينفعهما.
https://telegram.me/buratha