اياد العيساوي
المتتبع للاحداث منذ فترة طويلة من الزمن وأقصد من أيام المحنة التي كان يعيشها الشعب العراقي في فترة حكم الطاغية صدام وكانت المعارضة العراقية في الخارج طبعاً لاستحالة وجود معارضة في الداخل كانت تلك المعارضة بحاجة كبيرة للتوحد بجميع أطيافها فتجد في المنفى مثلاً ان المعارض العربي كان يؤازر أخيه الكردي والشيعي يؤازر السني ، لكن تفاجئ جميع اطراف المعارضة العراقية بانشقاق حزب الدعوة الاسلامي الى شقين أحدهما سمى نفسه القيادة العامة والاخر تنظيم العراق ، ومن خلال الأسماء نلاحظ ان احدهما يريد الاساءة للأخر وكأنهما أصبحا نقيضان ، والكل منهما يدعي الأصالة ، والإنسان البسيط أصبح لايعرف من هو الأصيل ومن هو الدخيل ، على الرغم من انك حين تقرأ أهداف كلا الحزبين تجدها متشابهة الى حد كبير فالسؤال هنا يطرح نفسه لماذا الفرقة اذن هل توجد مصلحة عامة ؟ ام من هـــــو الأمين العـــــام ( مصلحة دنيوية خاصة ) وانا برأيي الخاص أرشح الثانية ، وأستمر الحال على ماهو عليه الى سقوط الصنم الصدامي في 9/4/2003 ، وفي الداخل بدأ كل منهما تنظيم نفسه وكأنه حزب مستقل عن الأخر ولايربطهما سوى الاسم الذي أرادوا من خلاله كسب ود الناس فقط ، ولو كان هناك اسماً يجذب الجماهير مثل هذا الاسم لترك الاثنان الدعوة وتشدق بذلك الاسم ، وبطريقة وبأخرى استطاع حزب الدعوة ( القيادة العامة ) الحصول على رئاسة الوزراء من خلال اول انتخابات يشهدها العراق ، فبدأت الخلافات تدب في من سينال هذا المكسب ،
وطبعاً أصبح رئيس الوزراء السيد الجعفري بأعتبارة الأمين العام لحزب الدعوة ( القيادة العامة ) وجرت الانتخابات الثانية ، وأيضاً أصبحت رئاسة الوزراء بيد حزب الدعوة ( القيادة العامة ) أعطى الائتلاف العراقي الموحد المنصب الى السيد الجعفري وبسبب رفض بعض الإطراف العراقية لشخصية الدكتور الجعفري تمسك حزب الدعوة ان يكون البديل منهم حصراً فأثر الجعفري على نفسه وتنازل عن المنصب الى نائبة السيد المالكي وهنا بدأت قصة رد الإحسان بالإحسان ! فأنقلب حزب الدعوة ( القيادة العامة) على قائدهم وأمينهم العام السيد الجعفري في اول انتخابات داخلية بعد تسنم المالكي لرئاسة الوزراء ورب سائل يقول لو كان المالكي لم يكن رئيساً للوزراء هل أصبح أمينا عاماً ؟
هذا الموقف أثار السيد الجعفري فأسس هو ومن تمسك بالمبادئ الأصيلة تياراً اسماه تيار الإصلاح الوطني والناظر بتمعن اراد السيد الجعفري الإصلاح حسب تعبيره ، وفي حينها أخبرني احد الاصدقاء المراقبيين للوضع السياسي ان السيد المالكي سوف ينقلب على الائتلاف العراقي الموحد فضحكت وقلت له : مستحيل هذا الشيء ، وحدث المستحيل الذي لم يتوقعه اغلب العراقيين ، فارادوا المخلصين في حزب الدعوة ( تنظيم العراق ) من لم الشمل في الائتلاف الوطني العراقي وعاضدهم جميع قوى الائتلاف وخصوصاً تيار شهيد المحراب ولكن الامر لم يتم رغم جميع الجهود الطيبة فحدث الانشقاق الأخير في حزب الدعوة والحبل على الجرار مثل مايكولون .
https://telegram.me/buratha