احمد عبد الرحمن
اكتملت فرحة الملايين من ابناء شعبنا العراقي، ففي ظل اجواء البهجة والسرور بعيد الغدير الاغر، انتهت النقاشات والحوارات والسجالات السياسية بأقرار قانون تعديل قانون الانتخابات رقم 16 لعام 2005.ففي ساعة متأخرة من يوم امس الاول توصل اعضاء مجلس النواب العراقي الى حلول وصيغ توافقية مناسبة لمعالجة المسائل موضع الجدل والخلاف. ولعله كان من الاهمية بمكان ان تكون التوافقات هي المخرج لتجاوز عقدة الخلاف حول قانون الانتخابات المعدل، وتجنب خيار التصويت بالاغلبية، الذي من شأنه ان يعكر الاجواء والمناخات السياسية، ويعرض العملية السياسية برمتها الى مخاطر وتحديات حرجة.
والان، وبعد تجاوز عقدة الخلاف، وانفراج الامور، يتوجب على مجلس الرئاسة الموقر ان يستثمر الوقت ويسارع الى تحديد موعد نهائي لاجراء الانتخابات، ويتوجب على الحكومة بكل مفاصلها المعنية ان تهيء الظروف الملائمة لاجراء الاستحقاق الانتخابي المقبل بالصورة الافضل والاكمل، ويتوجب على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بأعتبارها الجهة التنفيذية المسؤولة بالدرجة الاساس عن اجراء الانتخابات ان تستنفر كل امكانياتها وطاقاتها وقدراتها من اجل انجاح العملية الانتخابية، وتلافي ما شابها من سلبيات وهفوات ونقاط خلل وضعف في السابق.ان تزامن حسم قانون الانتخابات من قبل ممثلي الشعب العراقي، مع عيد الغدير الاغر، يحمل بين طياته دلالات ومعان مهمة، ويطلق اشارات ايجابية مشجعة، تدفع الى التفاؤل والاستبشار بما سيجلبه الغد من خير لهذا البلد، وهذا ما افصح عنه الكثير من المواطنين العراقيين، وعبروا عنه بعبارات ومفردات واضحة وجلية.ولعل هذا التزامن، يشكل حافزا ودافعا، للتأمل في منهج امير المؤمنين الامام علي عليه السلام، في التعاطي مع مصالح الامة، والحرص على صيانتها والمحافظة عليها وتقديمها على المصالح الخاصة، وتجنيبها منزلقات الاهواء والامزجة والرغبات والحسابات الضيقة الافق.
وحمل هموم الامة وتطلعاتها وطموحاتها، والسعي الى انهاء معاناة ابنائها ومشاكلهم وازماتهم، يعد امانة كبرى في اعناق المتصدين لزمام الامور، ولاشك ان الامام علي الذي اختارته العناية الالهية ليخلف خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه والى وسلم، خير من حمل الامانة بصدق واخلاص ونكران ذات، حتى بات نموذجا ومثالا وقدوة لدعاة الحرية والعدل والمساواة في كل زمان ومكان.ولم لا يكون لنا جميعا امير المؤمنين عليه السلام اليوم نموذجا ومثالا وقدوة؟.
https://telegram.me/buratha