عمار العامري
لقد اختار الائتلاف الوطني العراقي أرقام صعبة ليس من السهولة فك طلاسمها ولا من الممكن الحصول عليها لتفرده بخصوصيات نادرة تمنحه الحظ الأوفر في نيل ثقة أبناء الشعب العراقي ومن تلك الأرقام هو دعم المرجعية الدينية له إذ أن من الأمور التي يراهن عليها الجميع هو التقرب للمرجعية الدينية أو مطابقة أرائها ألان هذه الصفة لم تكن ملازمة الكل والأغلب لا يتفق مع المرجعية الدينية بكل التوجهات وإنما يحاول التقرب منها لإغراض انتخابية ودعائية باعتبارها المدافع الأصيل عن حقوق الشعب العراقي بكل أطيافه ولها قاعدة جماهيرية واسعة وهذا ما شاهدناه في الفترات الماضية حينما يبالغ الكثير من الكتل والكيانات السياسية في تحليل وتفسير فتوى الإمام السيستاني التي تؤكد "أن المرجعية الدينية على مسافة واحدة من الجميع" ولكن الحقيقة أن الفتوى مبطنة باستثناء يتغافل عن ذكره اغلب المفسرون والمرجعية الدينية وضعت شروط ومنها "دعمها كل من يدافع عن حقوق العراقيين ويصون مكتسباته" وهذا ما لم تسعى أليه اغلب الكتل حيث كان الائتلاف العراقي الموحد هو الجهة السياسية الوحيدة التي استظل بظلها كافة أطياف الشعب العراقي ومن هذا المنطلق ثبت اليقين للجميع أن الائتلاف الوطني العراقي هو الجهة الوحيدة التي تراهن بشكل جازم على الامتثال لأوامر المرجعية الدينية في اختيار الأصلح والأكفأ وهذا ما يطابق نص الفتاوى التي صدرت قبيل الانتخابات الماضية وما يؤكد ذلك هو استقبال المرجعية الدينية لقيادات الائتلاف الوطني ولأكثر من مرة حيث زارها سماحة السيد عمار الحكيم وأخرى زارها وفد برئاسة الشيخ همام حمودي وأطلعاها على مجمل الأوضاع السياسية وعلى الأسس والمبادئ التي وضعها الائتلاف الوطني وهذا الحالة التي عجزت كافة الكتل والكيانات عن تحقيقها بل وقد رفضت المرجعية الدينية الاستماع لرأي وفد جماعة دولة القانون الذي جاءوها حاملين في جعبتهم مبررات تشكيل ائتلاف خارج الإرادة الوطنية للأكثرية في العراق وحينما شعرت المرجعية الدينية بخطر استغلال هذه الجهة للزيارة رفضت التحدث مع الوفد في الأمور السياسية وبذلك يصدق القول أن الائتلاف الوطني هو خير جهة تمثل المرجعية الدينية.ومن الأرقام الأخرى التي كان الائتلاف الوطني سباق في استحصالها فقد جمع في كنفه جميع ألوان الطيف العراقي وهذه بحد ذاتها معادلة لا يمكن تحقيقيها بسهولة لصعوبة انسجام المختلفين ولكن المصالحة العليا للعراق حققت التسوية بين هذه المكونات التي عجزت عن تحقيقيها كل الكيانات الأخرى وما حدث لدى الآخرين هو أما اصطناعهم لواجهات كارتونية أو اندماج كتلتين مختلفتين في اللون متشابهتين في التوجهات ولكن ما حققه الائتلاف الوطني كان من أصعب المعادلات الرقمية كما أن الائتلاف العراقي قد اجتمع تحت لوائه اكبر الكتل السياسية الشيعية والتي تمتلك التمثيل الحقيقي للقاعدة الجماهيرية في اغلب المحافظات العراقية وبذلك قد تحقق رصيد عالي من الأصوات التي تأهله لتوحيد الصفوف لتحقيق الكتلة البرلمانية الأكبر والتي تشكل الحكومة القادمة وتسعى لتشريع القوانين لتحمي مكتسبات وانجازات الشعب العراقي بما يخدم المصالحة العليا للجماهير العراقية.
كما أن الائتلاف الوطني قد وضع برنامج انتخابي يختلف عما وضعه في الانتخابات الماضية ويصعب على الجميع في هذه الانتخابات تحقيق برنامج مشابه له والدليل أن البرامج الانتخابية هي الأساس في الاختيار وليس التنظير والتعميم هو الأفضل إنما التطبيق على ارض الواقع هو من تقاس فيه البرامج فقد شدد برامج الائتلاف الوطني على الوقوف بوجه عودة أيتام النظام السابق إلى الحكم وبأي وجه كان والتصدي للهجمة الشرسة التي تشنها الثقافات المعادية على الثقافة الإسلامية الأصيلة لاسيما محاولات رفع الشهادة الثالثة من الأذان في الصلاة (اشهد أن علي ولي الله) ومنع أقامة الشعائر الحسينية والتي يحاول العلمانيين الجدد الوقوف بالضد منها من اجل تغيير الهوية الإسلامية الأصلية لدى الشعب العراقي خصوصا الشباب منهم والذين ظلموا وحرموا أبان النظام السابق أو راح منهم ضحايا للإرهاب فقد تعهدت القيادات العراقية المجاهدة في الائتلاف الوطني أن تكون المدافع الحقيقي عن كافة الحقوق وان تقارع كل الهجمات المضادة كما قارعت من قبل لثلاثة عقود مضن.
https://telegram.me/buratha