المقالات

عيد الغدير الاغر

976 10:44:00 2009-12-07

عبدالرزاق العبودي

لابد اولا وقبل كل شيء من ايراد بعض التفاصيل عن الغدير الاسم والموقع والتاريخ بغية توضيح الحقائق بدقه لكل ذي لب من المسلمين في مشارق الارض ومغاربها وذلك ابعادا للالتباس الذي قد يقع فيه البعض , فالغدير هو (غدير خم) وهو موقع فيه ماء ويقع قرب الجحفة وهي من اماكن احرام الحجيج بين مكة والمدينه , وقد اجتمع كافة المسلمين في هذا المكان بعد عودتهم من حجة الوداع يوم الثامن عشر من ذي الحجة للسنة العاشرة من الهجرة النبوية الشريفه , حيث امر الرسول الاكرم ( صلى الله عليه واله وسلم) بعمل مرتفع من احداج الابل لكي يكون مشرفا على الجميع حيث يسمعونه ويرونه ثم صعد هذا المرتفع الذي يشبه المنبر في وقتنا الحاضر والقى خطبته البليغه المعروفه بعد ان نزل عليه قوله تعالى(( ياايها الرسول بلغ ماانزل اليك من ربك)) و قال في اخر خطبته تلك( الست اولى بكم من انفسكم؟) قالوا: بلى قال(( اللهم فاشهد ، وانت ياجبرئيل فاشهد)) وكررها ثلاثا، ثم اخذ بيد علي بن ابي طالب(عليه السلام) ورفعها حتى بان بياض ابطيهما للناس ، وقال(( من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره، واخذل من خذله،والعن من نصب له العداوه والبغضاء)) وقد روى هذا الموضوع( كما يقول الدكتور احمدالوائلي في كتابه هوية التشيع ص131) مائة وعشرون صحابيا واربعة وثمانون تابعيا وكان عددطبقات رواته من ائمة الحديث يتجاوز ثلاثمائة وستين راويا وألف في هذا الموضوع من كلا الفريقين السنة والشيعه اكثر من ستة وعشرون مؤلفا ومن ابرزها الاصابة لابن حجر والاستيعاب لابن عبد البر والغدير للاميني وتفسير كل من :- الرازي والدر المنثور للسيوطي وتفسير مجمع البيان وغيرها الكثير.

ان الامر الذي يجب التاكيد عليه ونحن نتناول هذا المو ضوع الحيوي هو الحضور الفعلي لاكثر الصحابة بما فيهم الخلفاء الثلاثة ابو بكر وعمر وعثمان( رض) ونستذكر في هذا المجال ماقاله عمر لامير المؤمنين علي عند تنصيبه وليا في بيعة الغدير حيث قال عمر بن الخطاب (( بخ بخ لك ياعلي .. لقد اصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنه)) وهي شهادة قاطعة لاتقبل التأويل والتحريف باعترافه المؤكد بكون علي ولي للمؤمنين بتنصيب من الرسول(ص).

ان استذكار هذا اليوم الذي اصبح عيدا للمسلمين كافة يزيدنا عزما واصرارا على ضرورة التاكيد على الثوابت الاسلامية التي جاء بها الاسلام المحمدي الاصيل وفي مقدمتها الاعتراف بولاية علي (ع) باعتباره امام مفترض الطاعه من قبل الجميع وهو مالايروق لكل من في نفسه زيغ نحو هذا الفتى الذي ثبت اركان الدين وذاد بنفسه عن الرسول الاعظم وقد شهد له بذلك القاصي والداني وقد كان هو الاعلم والاتقى والاورع وهو الليث في ساحة الوغى العطوف على االمساكين والفقراء اكثرهم ايمانا واعلاهم منزلة وفوق هذا وذاك فهو ابن عم الرسول وزوج ابنته البتول ، وبغية الزيادة في التوضيح فاننا نقرا من مصادر التاريخ فقد وردفي الكامل في التاريخ لابن الاثير ج3 ص 347(( قال ابن عباس:- قسم العلم خمسة اجزاء ، فكان لعلي اربعة اجزاء ولسائر الناس جزء شاركهم علي( عليه السلام) فيه ، فكان اعلمهم به.وقال احمد بن حنبل : ماجاء لاحد من اصحاب النبي (ص) ماجاء لعلي(ع) وقال عمرو بن ميمون :- لما ضرب عمر بن الخطاب وجعل الخلافة في السته من الصحابه فلما خرجوا من عنده قال: ان يولوها الاجلح يسلك بهم الطريق، فقال له ابنه عبدالله :- فما يمنعك ياامير المؤمنين من توليته ؟ قال :- اكره ان اتحملها حيا وميتا)) .

وعندالحديث عن فضائل علي (عليه السلام) يقول المسعودي في تاريخه مروج الذهب الجزء الثاني ص447طبع دار الكتاب العربي مانصه ( (والاشياء التي استحق بها اصحاب رسول الله ( ص) الفضل هي:- السبق الى الايمان والهجره والنصرة لرسول الله (ص) والقربى منه والقناعة وبذل النفس له والعلم بالكتاب والتنزيل والجهاد في سبيل الله والورع والزهد والقضاء والحكم والفقه والعلم وكل ذلك لعلي عليه السلام منه النصيب الاوفر والحظ الاكبر الى ماينفرد به من قول رسول الله (ص) حين اخى بين اصحابه (انت اخي) وقوله له(ص) ( انت مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لانبي بعدي) وقوله(ص) له ( من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)الى هنا والقول للمسعودي....

اننا ونحن نستذكر هذه الشخصية العظيمه فانما نبغي من ذلك استلهام العبر والدروس التي تنير لنا الدرب في مهاوي الردى وسوء الطالع الذي وصلت اليه مدارك البعض ممن هم على راس الهرم الحاكم في بعض الدول العربية المعروفه ممن لاهم لهم سوى النيل من ابناء هذا الخط الاسلامي الاصيل وبشتى الطرق والاساليب الملتوية مستخدمين في ذلك كل وسائل القتل والارهاب والتدمير ومتعاونين مع اعتى اعداء الامة الاسلاميه ولاهدف لهم سوى اسكات هذا الصوت المحمدي العلوي الذي بات يؤرقهم كثيرا فراحوا يكيلون لاتباع اهل البيت(ع) شتى التهم والاباطيل فتارة هم في نظرهم مجوس واخرى رافضه او مبتدعه وكأن لاشأن لهم سوى محاربة ابناء جلدتهم من المسلمين والامر واضح وجلي فاستهداف اتباع اهل البيت في العراق منذ سقوط الدكتاتورية الصدامية واضح للعيان ومايجري في اليمن حاليا خير مثال على مانقول حيث يقتلون بدم باردوبمشاركة اعتى انظمة الحكم واكثرها دكتاتوريةوظلما وفسادا واعني بذلك نظام ال سعود وحكام اليمن ( الذين يبيدون ابناء شعبهم) والمجتمع الدولي ساكت ودعاة حقوق الانسان ممن يطبلون ويهللون صامتون حيث لم نسمع اقل مايمكن من ادانة او استنكار وكأن الانسانية قد توقفت ازاء من يدفع المال فهي تمتنع عن ادانته خوفا من انه سوف يتوقف عن الدفع .ولله في خلقه شؤون... وسلام على رسول الله وابن عمه في هذا اليوم العظيم ..ولله الامر اولا واخرا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهراء محمد
2009-12-07
هل حكومتنا الموقره تحس (بيوم الغدير ) اقصد بمغزى ومعنى هذا اليوم العظيم والمبارك؟؟؟؟؟!!!!ام انه احتفال وترفيه عن النفس فقط؟؟؟؟!لاعين تشوف ولااذن تسمع؟؟!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك