هشام حيدر
في الوقت الذي ينهمك فيه السادة (العلمانيون) والانظمة العلمانية بوضع الدراسات (الستراتيجية)لمحاربة (الرجعية واليمينية....الخ) .....(كما حاربتها في العراق من قبل الاحزاب الشيوعية والبعثية وجعلت محاربتها اولوية)..وبمطالعة سريعة لاي موقع حوار او منتدى (علماني)..تجد ان التركيز على محاربة الدين =الاسلام يحتل مساحة شاسعة في صفحات ذلك الموقع !ويذهب كتاب تلك المواقع الى ان خلاصة ماساة شعوب العالم (وربما المجرات الاخرى)هو الدين او الانظمة الدينية او .....الاسلام او الاسلاميين او الاسلام السياسي....او ماشابه من هذه المصطلحات التي تعني في نهاية المطاف..الاسلام كدين رغم ان بعض هؤلاء يدعي انه مسلم نفاقا لايليق البتة بمن يتخذ من العلم غطاء لكنه يليق به في واقع الحال لان اصل التسمية هي سطو ولصوصية على مفردة العلم كما اوضحنا سابقا!واذا سلمنا -جدلا-بتحمل مسؤولية تنظيمات سرية مخابراتية يقال انها (اسلامية اصولية) وماتمخض من افعالها الارهابية من اختطاف رهائن الى تفجير برجي التجارة في مانهاتن...ماذا ستكون الحصيلة..؟؟هل بلغت خسائرها البشرية بمجملها (في اوربا واميركا على الاقل)......مائة الف انسان..؟؟؟وطبعا فاني هنا لست بصدد التقليل من اهمية تلك الاحداث الدموية الوحشية لقلة عدد الضحايا ...وايا كان عددهم فانها ارواح بشرية مصونة لايمكن استقلالها او تصغير شانها( رغم ان الامر لايقاس بالاعداد )حتى من قبلنا نحن الذين اعتدنا سماع ارقام الضحايا بالالاف لاسيما مع تسلم طاغية العصر صدام اواخر ثمانينات القرن المنصرم واعلانه الحرب على ايران وتلك الهجومات التي كانت تسحق الاف الضحايا يوميا اضافة الى ماتبتلعه الة التعذيب والقمع البعثية وكل تلك المجازر وماخلفته من مقابر الى سقوط الصنم واستقدام تكفيريي العالم لاكمال المهمة في تخليص العالم من شر (الرافضة)!!لكني اعود للقول اني اتحدث الى من يرى الكون بعين زرقاء ودم ازرق اولئك الذين اتوا بالبعث وغيره بقطاراتهم ودباباتهم واولئك الذين اعلنوا الحرب على دين الشرق باسم الدين ثم اعلنوا الحرب ضد دينه لانهم ... لادينيون او (علمانيون)!واتسائل عن سبب كل هذه الحملات الجبارة ومارصد لها من ميزانيات طائلة وخطط ومشاريع لم تكن خمسية او عشرية بل حتى (قرنية) ان صح التعبير مقارنة بما انتجه(الارهاب الاسلامي) ومااراقه من دم ازرق لاسيما وانهم لم يعرفوا هذا (الارهاب)حتى منتصف العقد السابع من القرن الماضي ليس الا!!اظهر التقرير السنوي لبرنامج الامم المتحدة لمكافحة الايدز الذي نشر مؤخرا ان عدد المصابين بالايدز منذ ظهوره بلغ 60مليونا !!وان عدد الوفيات بسبب المرض بلغت 25 مليون حالة وفاة !!وان عدد حاملي الفايروس حاليا 33.4 مليون وان عدد من نجحت محاولات علاجهم منه بلغت ثلاثة ملايين حالة !!كان معظم هؤلاء اناس (لادينيون) ولايمتون للاسلام خصوصا باية صلة وكانت ساحات هذه الاحداث الماساوية بعيدة تماما عن ساحات نشاط الاصوليين والمتشددين والمعتدلين من الاسلاميين !!ان هذه الارقام الرهيبة عن اصابات الايدز(والايدز كمثال ليس الا)لاجدر ان تجيش لها الجيوش وتقام حولها الدراسات وتخصص لها الميزانيات لا لاجل اكتشاف العقارات والامصال المضادة ثم احتكارها وجني الاموال الطائلة من خلالها بل لاجل الحد منها ومحاربتها من جذورها واجتثاثها وتجفيف منابعها!وكما لفت الاقتصاد الاسلامي انظار رجال الاقتصاد في العالم مع اشتداد الازمة المالية العالمية لقلة تاثره بالازمة وابتعاده عن دائرتها اليوم وعبر التاريخ فانه ومن الاولى ان تلفت نظافة البيئة الاسلامية من الايدز وغيره انظار الحكومات والاحزاب والمؤسسات ومراكز الدراسات والمنظمات الاممية كذلك لاسيما منظمة الامم المتحدة صاحبة التقرير!ان هذه الارقام اعلاه توحي بانها خسائر لحرب عالمية ثالثة تفوق اعداد ضحاياها ماسحقته الة الحرب الاوربية في الحربية العالميتين الماضيتين وانه ومن الاولى مواجهة اخطار بهذا الحجم والاستعداد لها بصورة جيدة بدلا من اختلاق اعداء وهميين او استعداء اخرين واستفزاز جهالهم ان لم نقل.....صنعهم !!لكن المؤسف ان تصدر الامم المتحدة مثلا بيانا تعرب فيه عن قلقها على (المثليين) في العراق ولاتصدر بيانا عن ضحايا اليورانيوم المنضب في العراق او ضحايا القنابل الفسفورية وغيرها من الاسلحة في غزة او صعدة مثلا!لكن هذه المنظمة لاتختلف كثيرا عن الانظمة التي اوجدتها فلانستغرب اذا رؤية وجه كوفي عنان مكفهرا مشمئزا لمقتل طفلة اسرائيلية بشظايا صاروخ فلسطيني ولانسمع منه كلمة لمقتل مئات الاطفال من الفلسطينيين مثلا!وماالحديث عن المثليين الا جانب بسيط من الحديث عن الجنس عموما وهو من اهم محاور الحوار (العلماني المتمدن) طبعا فتسمع عن (الكبت)ودوره في (تخلف ) الشعوب العربية او الاسلامية....الخ !وكان اوكار الدعارة او جزر العراة اكاديميات علمية خرجت العباقرة وفلتات اهل العلم وانتجت اعظم النظريات العلمية في تاريخ البشرية !بينما يشير الواقع على الارض الى ان هذه الفوضى الجنسية هي السبب الرئيس في وجود هذه الامراض وانتشارها بهذا الشكل الرهيب وخير الادلة على صحة دعوانا هي حال الشعوب الاسلامية(الرجعية) والشعوب (الليبرالية) مع ان الاخيرة تحظى بافضل نظم الرعاية الصحية منذ المرحلة الجنينية وحتى الوفاة وان الشعوب الاسلامية غالبا ماتعاني الاهمال والفقر وجهل الانظمة وبطشها !!ولو عدنا لقضية(الكبت) وتسائلنا بدورنا... هل ان اباحة ممارسة الجنس بهذه الصور السائدة في مجتمعاتكم تحقق الاشباع المنشود وتمنع الكبت ومايقال عن الاضرار التي يتسبب بها..؟؟اذا اجبنا بكلمة نعم تدفقت سلسلة اخرى من الاسئلة.......اذا مااسباب انتشار ظاهرة الاغتصاب عندكم حتى باتت تقاس بعدد حالات الاغتصاب في الدقيقة في بعض الدول ؟؟مااسباب ظاهرة التعري وانتشار نوادي وجزر العراة؟مااسباب انتشار الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية والفضائيات الاباحية ؟؟؟مااسباب ظاهرة المثليين؟؟او ظواهر ممارسة الجنس الجماعي؟!مااسباب ظاهرة التحرش الجنسي وعلى مستويات عليا كمسؤولين كبار كقضية كلينتون-مونيكا مثلا او وزراء او رياضيين الخ؟مااسباب ظاهرة الدعارة المنتشرة في كثير من دول العالم........... الحر ..؟؟!!اذا فان الواقع يشير الى ان محاولة اشباع الجنس بهذه الصورة التي تنظرون لها تعني محاولة العطشان الارتواء من ماء البحر !!وبحر الجنس ايها السادة اشد بحار العالم ملوحة ولايزيد الظماى الا عطشا وانهماكا في محاولات الارتواء عبثا وبالتالي الالتجاء الى طرق اخرى ومحاولات التفافية للقضاء على هذه (الملوحة)العالية .....وعبثا!تشير البحوث الى ان80%من اسباب (المثلية) هي التعرض للاعتداء الجنسي في الصغر مما يعني بالتالي متوالية هندسية لان هذا المعتدى عليه المثلي لاحقا سيعتدي على اعداد اكبر وهكذا!وهناك اسباب اخرى مثل فقدان الطفل لرعاية وحنان والده في مرحلة الطفولة مثلا !وبالنتيجة فان كل هذا نتاج النظريات التي غزت مجتمعات العالم الغربي التي ادت الى التفكك الاسري وهذه الفوضى الجنسية !وكما قلت فان الايدز هو المثال الابرز على افرازات سلبيات واقع المجتمعات الغربية والا فقد افرزت امراضا اخرى متتالية قد يشنع علينا بعضهم ان نسبناها لنظرية مؤامرة سياسية او اقتصادية مثل السارز او جنون البقر او انفلونزا الطيور واخرها انفلونزا الخنازير!!والاخيرة ادخلت العالم باسره في حالة رعب وكانه على حافة الهاوية وفي مجتمعنا وصل الامر الى محاولات ومطالبات بمنع الحج !!وبالنتيجة فان الموسم انتهى بخير ولله الحمد ولم يحدث مانظر له البعض ممن اعتادوا على التهويل لاسيما في خلق الاعداء !!ومانتحدث عنه هو واقع معاش معاصر وليس تاريخا نختلف حوله.... اذا فلنرجع الى نتائج تلك الامراض مجتمعة مضافا لها خسائر الارهاب....هل كانت كلها بحجم ضحايا الايدز...؟؟؟؟ يتبع
هشام حيدرالناصرية
https://telegram.me/buratha