المقالات

التعصب المناطقي ... مرض اجتماعي وسياسي خطير

2823 11:51:00 2009-12-06

شاكر حسن

ابتلت بعض دول العالم بأمراض سياسية واجتماعية خطيرة. ومن هذه الامراض هي الطائفية والعنصرية . فبعض الدول ابتلت بالعنصرية مثل جنوب افريقيا سابقا، وبفضل جهود المناضلين الشرفاء والمخلصين تم القضاء على هذه الظاهرة الخبيثة، وتأسيس مجتمع ديمقراطي تعددي خال من العنصرية. وابتلت دول أخرى كأيرلندا الشمالية بمرض الطائفية بين الكاثوليك والبروتستانت. وبعد جهود كبيرة ومفاوضات شاقة تم القضاء على هذه الظاهرة . وكذلك ابتلى لبنان وما زال بالطائفية .

الا ان العراق الحبيب، ومع الأسف الشديد، ومنذ تأسيسه عام 1921 عانى ويعاني بالإضافة الى هذين المرضين الخبيثين وهما الطائفية والعنصرية، من مرض خبيث آخر وموديل جديد لا يوجد له نظير في أية دولة من دول العالم الأخرى، الا وهو مرض المناطقية (الجهوية) أو يمكن ان نسميه بمرض التعصب المناطقي. حيث نرى أن بعض المناطق أو المدن في العراق يحمل جميع أو اغلب سكانها لقب نفس اسم المنطقة أو المدينة، ويتعصبون بشكل غير طبيعي لبعضهم البعض على حساب المصلحة العامة ، ويصبح مكان الولادة واللقب هو نفسه .

وانتعش هذا المرض الخبيث بصورة مرعبة بعد سيطرة صدام التكريتي على الحكم في العراق، حتى أصبح التكريتي وغير التكريتي يلقب بهذا اللقب للاستفادة من الامتيازات الكبيرة التي يحصل عليها حامل هذا اللقب "المقدس". وانتشر هذا المرض الخبيث أو بالأحرى توسع بين بقية المناطقيين الآخرين من عانيين وراويين ومشاهدة وسامرائيين ... وهكذا.

وقد يتساءل البعض بأن هناك أيضا عراقيين آخرين يحملون لقب منطقة أو مدينه عراقية معينه كالبصري والبغدادي والكركوكلي والكربلائي ، فأقول لهم : ان هذه الألقاب الأخرى محدودة جدا وتتكون عندما يسكن شخص ما في غير مدينته، فيقال عنه: هذا البغدادي وهذا البصري ... وهكذا. أما ان يلقب جميع او اغلب سكان منطقة او مدينة معينه بنفس اسم منطقتهم أو مدينتهم ويتعصبوا لسكانها على حساب بقيه الشعب في دوائر الدولة , وليس على حسابهم الخاص ، فهذا هو قمة التمييز والتفرقة والتعصب، ولا يقبلها لا دين ولا ضمير ولا عقل .

لقد اصبحت دوائر الدولة او اغلبها وقف للمناطقيين , حيث اصبحنا نرى كل دائرة تحت سيطرة حاملي لقب هذة المدينة او تلك وخاصة خلال حكم قادة انقلاب 17 - 30 تكريت , الطائفية والعنصرية والمناطقية حتى النخاع .

وقد يعترض البعض على هذا الادعاء فأقول له وبكل ثقة: هل بقية سكان المناطق او بقية افراد الشعب العراق، لهم نفس الامتيازات والمناصب الحكومية التي يتمتع بها هؤلاء المناطقيين , التكارته مثلا ، وخاصة خلال حكم البعث الصدامي؟ لا اعتقد ان هناك اي فرد من افراد الشعب العراقي من لا يعرف هذا الحقيقة الواضحة .

وأخيرا نرجو ونتأمل من جميع أفراد الشعب العراقي الحبيب، وخاصة المثقفين والمخلصين منهم، ومن جميع المناطق والقوميات والمذاهب والأديان، العمل بكل همة وتفاني في سبيل خلق عراق حر ديمقراطي خال من جميع أنواع التمييز، يكون فيه ولاء الجميع للعراق الحبيب. عراق الاخوة والمحبة والمساواة.

شاكر حسن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Haitham
2009-12-08
هذا الكلام دقيق جداً، واؤلئك النفر انما يعبرون عن حقيقة انتمائهم الوجداني الى تلك الاقضية والنواحي فقط بحيث لا يستشعرون الانتماء الاوسع للعراق. والدليل يشعرون بغربة باقي العراقيين او بغربتهم عنهم، فهم لا يبالون ان تنتفي صفة العراقي عنهم او تنتفي عن سواهم. فالآخرون من العراقيين بنظرهم اما اكراد او شيعة او شروك او عجم او ما الى ذلك من تصنيفات اخرى يحطوون فيها من شأن العراقيين. ولسوء حظهم وحظ العراقيين، شاء الله تعالى ان يتولى هؤلاء السلطة في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وحتى سقوط الصنم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك