زهراء الحسيني
عيد الغدير الاغر هو يوم من ايام الله له دلالات تأريخية وعقائدية وفكرية وهو لم يكن حدثاً عابراً كما يتوهم الاخرون او انه يجري في سياق التوصيات والتعاليم النبوية للمسلمين والا فما معنى ان يتوقف النبي الاكرم بعد اتمام حج بيت الله الحرام في غدير خم ومعه الالاف من المسلمين العائدين وفي ظروف الجزيرة العربية المناخية اللاهبة وينادى باعلى صوته " من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله"؟وقفة الرسول الاكرم في غدير خم جاءت بعد الخطاب الالهي مباشرة والاستجابة الفورية لنداء الاسلام "يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس.."
الحدث التأريخي والعقائدي الذي اكده القران الكريم لا يمكن المجاملة فيه ولا يمكن ان نغض النظر عنه مداراة لزيد او محاباة لعمرو فالغدير درس لكل المسلمين وهو تصحيح للانحراف والاخطاء وليس ضد احد بالضرورة. واذا دار الامر بين الفكرة الصائبة اليقينية وبين المزاج الاخر المتبلور من قراءات مشوشة لاحداث التأريخ فليس امامنا الا تصحيح هذه القراءات المشوشة برؤية اصيلة وليس الانغلاق والتحجر والتزمت فاننا لا يمكن ان نلغي التأريخ والحقيقة من اجل امزجة الاخرين وتعصبهم الخاطىء.بالغدير نحقق الوحدة الوطنية ونكرس الوعي الاصيل وننصر الحق والمظلومين وبالغدير نحقق الوئام والمصالحة الوطنية ونستشرف معالم الامل والتفاؤل لمستقبل عراقي واعد.واذا كان الغدير يغيض التكفيريين واعداء الاسلام فانه سيكون الانطلاقة الصحيحة لتأكيد الحوار الايجابي والتفاهم البناء وتصحيح الانحراف الفكري التكفيري وهو المشعل الوضاء لتنوير الفكر والمسار.
https://telegram.me/buratha