المقالات

لماذا الانتخابات

811 17:46:00 2009-12-05

خضير العواد

أجراء الانتخابات في أي بلد من العالم يعطي أنطباع على أن المنتخب سوف يمثل المنتخبين له ويقوم بالاعمال التي يردون القيام بها , أي ان الشعب يجعل ممثلين له لكي يقوم بما ينصب في مصلحته أو يدافع عن حقوقه , وهذا ما يفهمه كل أبناء المعمورة ولكن الذي يحدث في العراق لايفهمه أحد فالبرلمان العراقي المنتخب من قبل الشعب والممثل له لا يستطيع أن ياخذ أي قرار الا بموافقة المجلي الرئاسي وهذا المجلي الغير مغطى دستورياً عنده سلطة أعلى من البرلمان ورئاسة الوزراء , فالبرلمان الذي يمثل كل الشعب بجميع طوائفه ليس له الحق ان يصدر اي قرار الا بموافقة المجلس الرئاسي بجميع اعضاءه الثلاث , فعندها نلاحظ ان البرلمان العراقي ليس عنده سلطة تشريعية لان الذي يمتلك هذه السلطة هو المجلس الرئاسي فالبرلمان يناقش ويهيئ القرارات الى المجلس الرئاسي عندها تتم الموافقة او الرفض فالسلطة التشريعية الحقيقة عند المجلس الرئاسي.لهذا السب نقول لماذا ندخل البلد في ظروف صعبة وجائز نعرض الكثير الى الخطر بسبب أجراء الانتخابات بالاضافة الى الخسائر المادية الهائلة التي تبذل من اجل انجاح الانتخابات ومن ثم ينتج لنا برلمان لايحل ولايربط فقط استهلاكي من جميع الصفات المادية والمعنوية , فما فائدة برلمان لايقدر ان يمرر اي مشروع الا بموافقة المجلس الرئاسي.في هذه الحالة لا يوجد سوى خياران أما الغاء الانتخابات البرلمانية وأجراء انتخابات للمجلس الرئاسي فقط لاعتباره هو السلطة التشريعية الحقيقية أو تعطيل سلطة المجلس الرئاسي وأعطاء السلطة الكاملة للبرلمان كما هو متعارف عليه في كل دول العالم الديمقراطي , ففي أي دولة بالعالم توجد سلطة أعلى من البرلمان أو توجد سلطة تشريعية أعلى من البرلمان فالذي يحدث عندنا ننفرد به عن الدول الديمقرطية ونتشابه فيه مع الدول الديكتاتورية التي تجعل البرلمانات صورية والسلطة الحقيقية عند الرئيس كما كان في عهد النظام البائد أو في الدول العربية التي تجرى فيها انتخابات صورية فقط للاعلام كما يحدث في اغلب الدول العربية ولكن نفترق عنهم باننا نمتلك ثلاث روؤساء ولكن عندهم رئيس واحد.

وهذا منعطف كبير وخطير يؤدي أذا استمربارجاع العراق تدريجياً الى حاضنة الانظمة الدكتاتورية وهذا مالايقبله حتى الطفل الرضيع , وفي افضل الاحوال سوف يجعل العراق يتراوح في مكانه لان اغلب المشاريع والقرارات المصيرية لم تمرر بسبب المجلس الرئاسي , فهناك العشرات من المشاريع والقرارات المعطلة يسبب عضو واحد عنده خلفيات طائفية او شخصية او سياسية, فلااعلم كيف سيسير العراق من ناحية تطبيق القانون والديمقراطية والاستثمار وغيرها من المشاريع المصيرية والاستراتيجية المهمة التي تؤثر في مستقبل العراق .

فقانون الانتخابات فتح الباب على مصراعيه أمام الشعب وبين لهم الحالة القاتمة التي يسير فيها العراق اذا استمرت سلطة المجلس الرئاسي على هذه الحالة, فعليه فاما وضع ضوابط لعمل المجلس الرئاسي او الغاءه بالكامل لاعتبار ان الدستور لايعطي اي سلطات لرئاسة الجمهورية وجعل السلطات التشريعية عند البرلمان كما هو متعارف عليه في كل دول العالم الديمقراطي حتى يسير العراق الى مستقبل زاهر بدون مطبات بين الحين والاخر تجعله يهتز وتخبط الامور عاليها بسافلها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك