المقالات

المشاركة في الانتخابات .. وتحديات المرحلة الراهنة

837 13:01:00 2009-12-05

عمار العامري

أخذت قضية الانتخابات الحيز الأكبر في اهتمامات المواطن العراقي وتشير التقارير السياسية التي درست الحالة إلى أن ظاهرة الاهتمام بالانتخابات العراقية هي الأعلى تأثير في يوميات المواطن العراقي والأكثر من باقي الشعوب والتي مارست الديمقراطية بصيغتها الحديثة قبل العراق وان الفوارق التي أشارت لها التقارير استنتجت من عدت متبنيات وأسس تشكل أهميه بالغة لدى العراقيين لاسيما وان التجربة الحديثة في العراق محفوفة بعدد من المخاطر والتي دعت إطراف متعددة (دينية وسياسية واجتماعية) للتدخل في الحث والتشجيع على المشاركة فيها وجعلها من الأمور المهمة وأولويات التعامل معها.

فقد شكل دعم المرجعية الدينية في النجف الاشرف "لاسيما سماحة الإمام علي السيستاني وباقي المراجع العظام " لدعمهم للعملية السياسية والحالة الديمقراطية عامل مؤثر في تقدمها وإنجاحها خاصة بعد الفتاوى التي أكدت على أن للمواطن الدور الكبير في ذلك ومساهمة فاعلة عندما وصف صوته بأغلى من الذهب وفي هذه علامة على أن القضية لا تعادل بأموال كما أرادها أن تكون أعداء العراق من اجل تشتيت الأصوات وتطبيق قاعدة "فرق تسد" والتي أرادوا فيها التقليل من أهمية المشاركة وجعلها قضية تجارية أكثر من أنها قضية تقرير مصير شعب مظلوم فقد كان لمشاركة الشعب بكثافة في الانتخابات والتصويت على الدستور الدائم تجسيد لأهميتها واعتبارها واجب أخلاقي منبثق من الحس الوطني الحقيقي الذي يعبر عن الهوية الصادقة للعراق خاصة وان البلاد حكمت بنظرية الغالب والمغلوب وكان أصحاب الحق والثوار عام 1920 وما بعدها هم ضحية التغيير ولكن المرجعية الدينية والقيادات السياسية تفهمت المغزى ودعت المواطنين للمشاركة لتحقيق الأغلبية الحقيقية وجعل الصوت هو الحكم في تقرير المصير الشعب لاختيار الأصلح لقيادة العراق بعدما نال منه الأعداء لمدة خمسة وثلاثون عام بحكمه ضمن المعادلة الظالمة التي تسلط فيها نفر قليل على رقاب الأمة.

كما أن نجاح الانتخابات وخاصة في هذه الأوضاع الراهنة هو حماية لمكتسبات الشعب والتي أعطى خلال الفترة القليلة الماضية فقط الآلاف من الأبرياء بين شهيد وجريح ضحايا الإرهاب لتثبيت الاستحقاقات الوطنية وأهمها حماية الدستور الذي يصون مستقبل العراق ويحمي نظامه السياسي كما أن المشاركة في الانتخابات تهيئة الفرصة الكفيلة بفوز الكيان السياسي الذي ندعمه لتنفيذ برامجه خططه المستقبلية لتطوير البلاد ورفع الحيف والحرمان الذي أصابه خلال العقود البالية والوصول لتحقيق المستحقات التي تنال باستلام السلطة وتفويت الفرصة على إتباع نظام البعث وبقاياه وقطع دابر عودتهم من جديد للعراق بأي وجه كان مع ان أبناء الشعب العراقي استوضحوا حقيقة المساعي الخبيثة لعودة النظام السابق من جديد.

ومن المفاهيم التي تدعم المشاركة الواسعة بالانتخابات هو ترسيخ مفهوم الحرية والذي يعبر عن رأي المواطن العراقي بدون ضغوط في اتخاذ أي رأي يرى الشخص انه الرأي الصائب ويحقق مستقبله ولا تقتصر القضية على حرية التعبير في الرأي فقد أنما كل ما يمت للحرية بصلة ويتعامل على ضوءها كل شعوب العالم وتحقيق الديمقراطية الحقيقي التي تعرف أنها حكم الشعب بالأسلوب الذي يحترم فيه رأي الأقلية بدون ظلم أو استغلال وجعل صناديق الاقتراع الفيصل في تداول السلطة في العراق والتي تمثل الانتصار الحقيقي لحقوق المحرومين والمظلومين وعوائل الشهداء وضحايا الإرهاب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك