قلم : سامي جواد كاظم
الراسمالية والديالكتيك افكار اخذت حيز من سياسة الدول العالمية وتاثرت بها دول العالم الثالث حيث انها اعتمدت دراسة الاقتصاد ومحاولة تشريع قوانين اقتصادية يعتقد اصحابها هي الافضل ، والان ثبت فشل هذه الافكار ولاتتمتع بتلك المكانة التي كانت عليها في منتصف القرن العشرين . اليوم استجدت فكرة العلمانية والتي بدات تجتاح العالم الاسلامي وهذه العلمانية لا افكار لها ولا مبادئ ولا يعلم هل هي قانون ام فكرة ام ايديولوجية ولكن نرى ونسمع من يتشبث بها اليوم ومن خلال متابعتي لاخبار العلمانيين وقراءة ما امكن من بحوثهم لم اعثر على تعريف جامع موحد للعلمانية نستطيع من خلاله دراسة العلمانية ، ولكن المحصلة النهائية للعلمانية انها تؤمن بالحرية والديمقراطية وتؤمن بفصل الدين عن الدولة .
هذان المطلبان متناقضان وفيهما ثغرات كثيرة وان كان الغاية منه اصلا هو تشريع القوانين فغاية العلمانية هي ترك بعض القوانين واستحداث اخرى محل القديمة واستحداث قوانين لم تكن لها ضرورة لاستحداثها سابقا .اكثر شرائح المجتمع نفورا من العلمانية هي الشريحة الاسلامية حيث انها ترى العلمانية فساد وتجاوز على الدين ، ولكننا نحن الامامية نرى العلمانية من جانب اخر ، مع اعطاء النتائج طبقا للافكار العلمانية ، فلو قالت العلمانية انها تؤمن بالحرية فكيف بها تريد فصل الدين عن السلطة فلو ان شخص ما يؤمن بالتشريع الاسلامي ويرتدي الزي الاسلامي لا يحق له طبقا للعلمانية ممارسة دوره في القيادة والترشيح للسلطة ، اذن اين هي الحرية ؟ الا تعد العلمانية غايتها تحجيم الدين ؟ كما وان العلمانية تدعو الى نسخ بعض التشريعات التي تعتمدها الامم الاسلامية تحت ذريعة تخلف الدين وعدم مواكبته للعصر وهنا نقف عند هذه النقطة التي تعد محور افتراق والتقاء في نفس الوقت مع الفكر الاسلامي وتحديدا الامامي .
نحن نؤمن بان التشريع الاسلامي فيه ناسخ ومنسوخ ولكن الذي له صلاحية نسخ تشريع معين ليس هو انا وانت بل هو شخص يتمتع بميزات خاصة وعلم لدني يستطيع من خلال هذه المميزات نسخ القوانين التي لا ضرورة للالتزام بها ، ولكن نسخ القوانين بشكل عشوائي من اجل غرائز المجتمع الشهوانية هنا لا يعد هذا امر يتفق وطبيعة نسخ التشريع عند الاسلام ، نعم هنالك تشريعات يقف العمل بها لعدم وجود مفردات تطبيقها على ارض الواقع ولابد من استحداث جديد من غير الغاء القديم ، هذا الجديد نقول عنه نحن الامامية له اساس نصي في القران والسنة ولكن علومنا قد تعجز عن ايجاد التشريع الصحيح فيجتهد علمائنا للوصول الى الحكم الصحيح واخيرا يقول الفقيه والله العالم . من المؤكد هنالك حالات يعجز فقهائنا عن ايجاد احكام شرعية لها لانها من اختصاص الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف والا لو كان بمقدور علمائنا ايجاد كل التشريعات لاي حالة تعترضهم مع الجزم بصحتها اصبح لا ضرورة للامام المنتظر وهذا كفر صريح .
هنا الثغرة والفجوة بين العلمانية والاسلام فانهم اتفقوا على بعض الحالات المستجدة التي لا بد من ايجاد تشريع لها فالفقيه يعتمد نصوص القران والحديث النبوي لاستنباط الحكم الشرعي والعلماني يعتمد البحث الاكاديمي لتشريعات سابقة مع الاخذ بما يرجح عقله وهنا يبدأ التخالف مع العلمانية . الدين هو الحياة هو القانون هو السياسة هو القضاء هو تنفيذ العدالة وكل هذا تريده العلمانية ولكنها على طريقتها الخاصة مع الغاء الاخر ، ونحن نتفق مع العلمانية ان هنالك مجالات سياسية معينة لا تليق بالفقيه اقتحامها ولابد من عزل رجال الدين وليس الدين عن هذه المجالات التي تجعل رجل الدين في مكانه الغير مناسب طبقا والفكر الاسلامي الذي يرفض هذا المجال .لو التقى رجل الدين بوزيرة الخارجية الامريكية فهل يستطيع مصافحتها ؟ هذا ناهيك عن تقبيلها من قبل بعض السياسيين ايمانا منهم بالعلمانية ،هذا الاحراج وقع به بعض سياسيينا عندما كانت كونداليزا رايس وزيرة الخارجية السابقة لامريكا تقوم بزيارتها الخاطفة الى بغداد ، هذه التجاوزات مطلوبة من الطرف الاخر ولا يلتفت الى احترام حريته ودينه وهم من جانب اخر يؤمنون بحرية الطرف الاخر فكيف تكون الحرية امام الاملاءات هذه ؟
هنالك مجالات اقتحمتها المراة تجعل التشريع بحقها يجب ان يكون في غاية الدقة ، فبعض المجالات التي اقتحمتها المراة ابدعت اكثر من الرجل ولكنها في نفس الوقت اقتحمت مجالات حطت من قدر المجتمع ، عندما تكون الغاية نبيلة ومن غير انتهاك التشريع الاسلامي الذي سبب تشريعه تجنيب الانسان كل ماهو سلبي في الدنيا والاخرة فيمكن للمراة اقتحام ذلك المجال ، على سبيل المثال عندما انتهت معركة الجمل واعيدت ام المؤمنين الى المدينة برفقة اربعين فارس اتضح ان هؤلاء الفوارس نساء لبسن زي الرجال وقمن بهذا الدور بامر الامام المعصوم علي عليه السلام وهذا الدور الذي قمن به لا بد من ان الامام علي عليه السلام وضع في حسابته قد يكون هنالك اعتداء على ام المؤمنين فانهن على استعداد للدفاع عنها هذا يعني انهن متدربات على حمل السيف والدفاع ، كما وان زيهم الذي لبسوه اشبه بزي الرجال ولكنه ساترهن وشرعي والا لما وافق على ذلك امير المؤمنين عليه السلام .من هذه القصة يتضح لنا ان الاسلام ينظر الى المراة بانها عنصر فعال في المجتمع عندما تتوفر الاجواء والظروف التي لا تخدش دينها من خلال التجاوز على ما حرمه الله عز وجل عليها صونا لها في الدنيا والاخرة .
https://telegram.me/buratha