محمد التميمي
انه يمكن ان يكون لغز محير بالنسبة للبعض، وامر طبيعي بالنسبة للبعض الاخر. وهذا اللغز او الامر الطبيعي هو شروع صالح المطلك بحملته الانتخابية من العاصمة الاردنية عمان، ومن خلال بعض مجاميع العراقيين الذين يشتركون مع المطلك بأكثر من قاسم مشترك. خاطب المطلك جمعا من العراقيين من عمان قائلا لهم (انتخبوني وسأطرد الشيعة من الحكم، وسنعيد اتباع الحسين والعباس الى ما كانوا عليه).
الظاهر ان المطلك حرص على ان يلتقي بأعوان النظام البعثي المقبور، والذين ينتمون الى المذهب السني، ليعزف لهم على وتر الطائفية ويثير نزعاتهم الطائفية، ويرفع لديهم درجة الحماس والتفاؤل بأعادة معادلة الحكم السابقة. والبديهية التي يجب التذكير بها هو انه لاينبغي ان ننتظر من المطلك ان يتفوه بأفضل مما تفوه به، وهو في سلوكه ومنهجه وطرحه صورة مصغرة للبعث الصدامي، بكل موبقاته وجرائمه ودمويته.
لو كان صالح المطلك يمتلك بعد نظر الى حد ما، لتأمل في حصيلة ما طرحه ومافعله اخرين قبله من دعاة الطائفية ومروجي الفتن ومثيري الازمات، والمنفذين للاجندات الخارجية مثل مشعان الجبوري وعدنان الدليمي وحارث الضاري وعبد الناصر الجنابي. ولو كان يمتلك قدرا من الثقة لطرح ما طرحه في عمان ان يطرحه في بغداد او اية محافظة عراقية اخرى لاقدم على ذلك، ولما كلف نفسه عناء السفر الى هناك رغم ان الجزء الاكبر من وقته يقضيه في فنادق الخمس نجوم، ولايعنيه كثيرا ما يحصل في العراق.
عليه وعلى امثاله ان يتذكروا (واما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض)، وهو وامثاله ليسوا سوى الزبد الذي يذهب جفاء.
https://telegram.me/buratha