المقالات

الانتخابات النيابية ضرورة لبناء دولة المؤسسات

737 19:19:00 2009-12-03

منى البغدادي

الانتخابات بشكل عام ممارسة ديمقراطية حضارية متطورة تعكس رقي النظم السياسي وانطلاقتها في بناء دولة وثقافة المؤسسات. صناديق الانتخابات هي الالية الوحيدة لتداول وتناقل السلطة والحكم وتشخيص الاصلح لقيادة البلاد ولم نمتلك الية اخرى للوصول الى تحديد الاصلح والافضل الا عن طريق الانتخابات. وقد لا تأتي الانتخابات بالاصلح دائماً ولم تجلب لنا الافضل بالضرورة ولكننا لا نمتلك اسلوب لمعرفة الافضل والاصلح الا عن طريقها وعلى فرض انها لم تأت بالافضل والاصلح بسبب اسلوب الدعاية الانتخابية والتأثير على الرأي العام ومؤثرات العقل الجمعي ولكنها أي الانتخابات ضمانة لتأكيد قناعة الشعب بممثليه وحكامه وفي حال اثبت اداؤهم السياسي بانهم غير مؤهلين وكفوءين فان الشعب هو المسؤول على تغييرهم في الانتخابات الاخرى.

وقد يقال لماذا التأكيد على ضرورة المشاركة في الانتخابات وما جلبت لنا الانتخابات سوى نواب لا يفكرون الا بمصالحهم وقادة لا يفكرون بمصالح شعبهم كما هو موقف النقض الذي مارسه الدكتور طارق الهاشمي؟ اذا كان ذلك صحيحاً فان الاصح ايضاً ان الغاء واهمال الانتخابات باعتبارها اهم مفردات العملية الديمقراطية وممارساتها سيؤدي بالتأكيد الى ايجاد بدائل اخطر واسوء دفعنا ثمن اداءاتها في العهد السابق. ان البديل الاكيد عن غياب الديمقراطية هو النظام الديكتاتوري الاستبدادي الغاشم ومهما كانت الديمقراطية وتداعياتها ومضاعفاتها الجانبية فهي افضل بالتأكيد من كل خيار اخر.

الشعوب التي تؤمن بالممارسة الديمقراطية والعملية الانتخابية وتختار قادتها وممثليها عن طريق صناديق الاقتراع هي امم متحضرة ومتطورة وراقية لا تسمح بوجود ديكتاتور يعيدها الى الواقع المأساوي ويؤخر تقدمها ويعيق تطورها ويشيع في وعيها مكامن الخوف والرعب والاستعباد.

ان خيار الانتخابات هو الخيار الانفع والذي لا يرقى اليه أي خيار اخر وليس ثمة بديل عن الانتخابات ولابد من الحضور والمشاركة للتعبير عن هويتنا وحريتنا وخيارنا بالتغيير واما الانعزال والتردد والتراجع عن المشاركة فيعني ضمور الحس الوطني وانكفاء الشعور بالمسؤولية الشرعية والاخلاقية والسياسية في بناء البلاد وفق الاسس الصحيحة ضمانة للحاضر والمستقبل. أي رفض للواقع الديمقراطي والعزوف عن المشاركة الانتخابية يعني فسح المجال للديكتاتورية والاستبداد بسد الفراغ ولا احد فينا ينكر او لا يتذكر تلك الحقبة السوداء الظالمة والمظلمة التي عشنا فصولها في العهد السابق.

من يريد الحرية والازدهار والانعتاق من الاستعباد والاستبداد فليشارك بقوة في الانتخابات ويقف بوجه كل محاولات التثبيط والضغوط التي يمارسها اعداء العراق ضدنا ونحن قد جربنا جرائهم وحرب الابادة التي مورست ضدنا فلماذا لا نقف بوجه تلك المحاولات ونثأر لكرامتنا وشرفنا وشهدائنا عبر الحضور الفاعل في الانتخابات وتفويت الفرصة على اعداء العراق كل العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك