المقالات

مجد وسقوط بين قندرتين

958 11:18:00 2009-12-03

حسن الهاشمي

القندرة الأولى لبطل المجد العربي منتظر الزيدي الذي رشق جورج بوش بحذائيه في بغداد وأصبح بطلا عروبيا لا يشق له غبار، ولو أرشق بوش في أية عاصمة عربية للغرض نفسه وهو احتلال العراق لأضحى شوفينيا مجرما منتهكا للكرم والضيافة العربية ومعتديا على الزعيم الأوحد ولو بالإستعاضة، ومثل هكذا شخص لا يستحق الحياة بل إن الغضب القومي سيطال عائلته وربما المقربين له درءا للفتنة وعبرة لمن اعتبر! ألسنا نقرأ في التاريخ عن أسلافهم أن زياد بن أبيه قد منع التجول في البصرة ليلا، فجيء إليه بفلاح خرج ليلا للبحث عن بقرته الضائعة، ولم يكن سمع بقرار منع التجول في الليل، فقتله بعد تصديقه أنه لم يكن يعرف ذلك الحكم، ولما سئل عن السبب قال: لئلا يتجرأ الناس بمخالفة الأمر.

هكذا هو ديدن الحكام الطغاة فإنهم وفي سبيل تثبيت نظامهم ومقعد حكمهم يقتلون على التهمة والظنة، بينما النظام الديمقراطي وحده الذي يحافظ على حرية وكرامة وحقوق الإنسان ومن ضمنهم منتظر هذا الذي أطلق سراحه بفضل ديمقراطية العراق الجديد حيث قضى سنة في سجن كأنما قضاها في منتجع سياحي وأطلق سراحة ما أصبح بين عشية وضحاها بطل للمجد العربي الغابر فاغدقت عليه العطايا والأموال الطائلة من قطعان العربان الهائمة، فأخذ يتنقل بين الدول العربية والأوربية لشرح أمجاده القندرية، والأمر الغريب الذي أثار حفيظة الآخرين هو تمجيده للمقاومة الشريفة جدا التي تقتل الأطفال والنساء في الطرقات والأدهى من ذلك مساعيه في تقويض التجربة الديمقراطية وارجاع الديكتاتورية الطائفية علينا من جديد لأجندات عربية معروفة...

القندرة الثانية لصحفي عراقي مقيم في فرنسا وهو سيف الخياط الذي مزق المجد العربي الكارتوني وخاطب الزيدي بلغته القندرية من باب الزموهم بما ألزموا أنفسهم به، فالذي يبني مجده برمي القلم واستخدام القندرة عليه أن يتقبل القندرة برحابة صدر وإن بها سقوطه مثلما بها مجده، وهذا صدامهم الذي كانوا يعتبرونه وما زالوا المشروع القومي الوحيد الذي وقف أمام العنجهية الصهيونية في المنطقة وأنه قد ضرب صحراء النقب في اسرائيل بعشرات الصواريخ ما حدى بالدول الغربية وأمريكا باغداق المليارات من الدولارات والأسلحة المتطورة على اسرائيل بذريعة حمايتها من الصواريخ الهزيلة، فالزيدي ومن قبله صدام ومن لف لفهم من الطغاة والأبواق المأجورة هم خير من يمثل أمة الأعراب المنهزمة في مجدهم الكارتوني الخاوي، مزيدا من الأبطال لبلوغ الفتح العروبي القامع لإرادة الشعوب والحامي للقواعد العسكرية لدول الإستعمار الغاشم! على الأرض العروبية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ناصر
2009-12-03
الاخ الهاشمي انت تتحدث عن الدكتاتوريه العربيه ولكننا نعيش في الديمقراطيه الجديدة والحمد لله فلاتولم احد ان استغل هذا الجو الديمقراطي وان كنتم لاتتحملون نتائج الديمقراطيه فلاتعطوا مجالا لا ولنرجع لايام الطاغيه عندها سوف نحترم انفسنا..ثانيا يااخي مالذي يربط بين البعث الكافر وبين مواطن عبر عن كرهه لرجل استباح الدم العراقي وعبر عن ذلك برمية حذاء وللعلم ان الزيدي قد رفض توكيل اي محامي بعثي وهذه تحسب له.ثالثا ان تساله عنالسبب يقول ان بوش احتل بلدي, ياترى ماذا فعل الزيدي للخياط حتى يرميه بحذاءه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك