حسن الهاشمي
القندرة الأولى لبطل المجد العربي منتظر الزيدي الذي رشق جورج بوش بحذائيه في بغداد وأصبح بطلا عروبيا لا يشق له غبار، ولو أرشق بوش في أية عاصمة عربية للغرض نفسه وهو احتلال العراق لأضحى شوفينيا مجرما منتهكا للكرم والضيافة العربية ومعتديا على الزعيم الأوحد ولو بالإستعاضة، ومثل هكذا شخص لا يستحق الحياة بل إن الغضب القومي سيطال عائلته وربما المقربين له درءا للفتنة وعبرة لمن اعتبر! ألسنا نقرأ في التاريخ عن أسلافهم أن زياد بن أبيه قد منع التجول في البصرة ليلا، فجيء إليه بفلاح خرج ليلا للبحث عن بقرته الضائعة، ولم يكن سمع بقرار منع التجول في الليل، فقتله بعد تصديقه أنه لم يكن يعرف ذلك الحكم، ولما سئل عن السبب قال: لئلا يتجرأ الناس بمخالفة الأمر.
هكذا هو ديدن الحكام الطغاة فإنهم وفي سبيل تثبيت نظامهم ومقعد حكمهم يقتلون على التهمة والظنة، بينما النظام الديمقراطي وحده الذي يحافظ على حرية وكرامة وحقوق الإنسان ومن ضمنهم منتظر هذا الذي أطلق سراحه بفضل ديمقراطية العراق الجديد حيث قضى سنة في سجن كأنما قضاها في منتجع سياحي وأطلق سراحة ما أصبح بين عشية وضحاها بطل للمجد العربي الغابر فاغدقت عليه العطايا والأموال الطائلة من قطعان العربان الهائمة، فأخذ يتنقل بين الدول العربية والأوربية لشرح أمجاده القندرية، والأمر الغريب الذي أثار حفيظة الآخرين هو تمجيده للمقاومة الشريفة جدا التي تقتل الأطفال والنساء في الطرقات والأدهى من ذلك مساعيه في تقويض التجربة الديمقراطية وارجاع الديكتاتورية الطائفية علينا من جديد لأجندات عربية معروفة...
القندرة الثانية لصحفي عراقي مقيم في فرنسا وهو سيف الخياط الذي مزق المجد العربي الكارتوني وخاطب الزيدي بلغته القندرية من باب الزموهم بما ألزموا أنفسهم به، فالذي يبني مجده برمي القلم واستخدام القندرة عليه أن يتقبل القندرة برحابة صدر وإن بها سقوطه مثلما بها مجده، وهذا صدامهم الذي كانوا يعتبرونه وما زالوا المشروع القومي الوحيد الذي وقف أمام العنجهية الصهيونية في المنطقة وأنه قد ضرب صحراء النقب في اسرائيل بعشرات الصواريخ ما حدى بالدول الغربية وأمريكا باغداق المليارات من الدولارات والأسلحة المتطورة على اسرائيل بذريعة حمايتها من الصواريخ الهزيلة، فالزيدي ومن قبله صدام ومن لف لفهم من الطغاة والأبواق المأجورة هم خير من يمثل أمة الأعراب المنهزمة في مجدهم الكارتوني الخاوي، مزيدا من الأبطال لبلوغ الفتح العروبي القامع لإرادة الشعوب والحامي للقواعد العسكرية لدول الإستعمار الغاشم! على الأرض العروبية.
https://telegram.me/buratha