ابو هاني الشمري
لان القارئ العزيز قد مل اخبار السياسة التي تحرق الاعصاب فقد انتخيت له هذه المرة لكي ندخل السياسة ولكن من بابها المضحك عسى ان نزيح عن انفسنا هموم السياسة والسياسيين والانتخابات والبرلمانيين والرؤساء والمرؤسين.الحذاء او القندرة كما هي في لهجتنا العراقية المميزة لها حديث تشعبت فروعه حتى باتت مجال خصب للمقالات والاشعار والاغاني ... وما بين تنوع الاحذية بين رجالي ونسائي وولادي الى نوع المواد الداخلة فيها كالجلد او القماش او الروغان او (اللاستيك المعاد او الستاندر) الى نوعيتها كالقيطان والقبغلي والكعب العالي والبسطال والجزمة والقبقاب والكاله وغيرها مما لايمكن حصره.ولقد كثُرت الامثال الشعبية التي ادخلت القندرة في صلب موضوعها كقولهم للسكير المدمن الخمر((هذا يشرب العركـ بالقندره) ومنها (( يجد ابو كلاش وياكل ابو جزمه)) الى الكثير من النكات التي تحدثت عن القندرة وكذلك الكثير من الاشعار والابوذيات الشعبية والدارميات التي جعلت من القندرة اساسا لها!.بالامس وكعادتي كل يوم حيث اذهب صباحا الى دوامي الذي لاينتهي حتى السادسة مساءً وقبل ان انتعل حذائي لاحت مني التفاتة فإذا ببصري يقع عليه ولا أدري لماذا كانت نظرتي هذه المرة لحذائي تختلف عن سابقاتها فقد سرح بي الخيال بعيدا وفكرت كيف ان الكثير ممن له حذاء على شاكلة حذائي قد دخل التاريخ من بابه الواسع !! فمنهم من دخل التاريخ من خلال المعاناة والمصائب التي جلبها له حذائه كأبي القاسم الطنبوري ومنهم من دخل التاريخ حينما قذف الرئيس الامريكي بوش بزوج حذائه فراحت الاقلام تتغنى بتلك المأثرة القندرية لمن يحبذ هكذا طريق ,ومنهم من دخل التاريخ حينما رشق راشق الحذاء الاول بقندرة اكبر من الاولى ردا عليه ليدخل التاريخ من باب آخر ... ولا اخفيكم انني قد حدّثت حذائي بعد تلك النظرة الفاحصة اليه طالبا منه ان يجد لي وسيلة اخرى لدخول التاريخ ولكن من باب آخر غير باب التراشق بالقنادركوني لا أحبذ هذه الثقافة ولا اجيدها حتى ولو كان موجها نحو شخص يكرهه القسم الاعظم من ابناء العراق كالسيد نائب الرئيس!!ولكون العراق بلد السفراء والمنظرين .. فهناك سفير للاغنية العراقية وهناك سفير للطفولة وهناك سفير لامور اخرى فلا بأس ان يكون منتظر الزيدي سفيرا للقنادر كما يفعل الآن بجولاته الدولية لشرح قضية قندرته الاسطورية والتي من خلالها تمكن من الدفاع عن حقوق الضحايا واستحصالها حتى آخر مليم !! وقد نال نتيجة جهوده تلك على اعلى وسام يمنح لاصحاب هكذا ثقافة وهو وسام القندرة من النوع (البسطالي) الذي منحه اياه زميل آخر في نفس المهنة وهو سيف الخياط , اذ كان حذاء سيف اكبر من حذاء صاحبه منتظر كونه يسكن بلد بارد ويحتاج الى حذاء اكثر سماكة من حذاء منتظر العراقي الموطن..ولهذا فأنا اقول لمنتظر الحمد لله على سلامتكم... لانه لاسامح الله لو صدم وجهه ذلك الحذاء لأورده المنية في الحال لانه سوف يحطم عضام فكه وربما اسنانه لامحالة وسوف يُخَلّد هذه المرة من خلال الحذاء ايضا على انه (شهيد القندرة) وبالمقابل سيورد الصحفي الآخر حبل المشنقة وسينال لقب (سفاح القندرة)!! ولقد راودتني افكار كثيرة منها لمَ لا يُصار الى بناء مركز ثقافي على شكل حذاء يمول من اموال الاشتراكات التي يدفعها منتسبوا حزب البعث المحظور رغما عن انوفهم الى قيادة الحزب من اجل ديمومة (اللغف) البعثي الاصيل لأصحاب تلك الآداب الثورية الطاردة للمحتل من خلال اشاعة ثقافة القندرة ومروجيها وليكونوا داخل القبة الحذائية للتداول بشأن القضايا المصيرية التي تمس الامة العربية التي تغنت بالقنادر ورقصت لها!!ان الكثير من حكام الامة العربية المجاهدة وجماهيرها القنادرية المغلوبة على امرها شعرت بالعز والفخر ورفعت هاماتها عاليا بارتفاع بمستوى علو الحذاء الذي تغنت به بعد حادثة الزيدي الشهيرة!!.حينما شاهدتُ الحذاء الطائر نحو منتظر وقارنته بين ردة فعله وبين ردة فعل بوش الذي رشقه منتظر بحذائه اصبحت على يقين بأن منتظر انما هو صعلوك كان يستجدي بحذائه وقد فاز بها وحصل على الكثير من خلال ذلك الحذاء اذ ان الفرق بينه وبين بوش كان بعيدا جدا بعد المشرق عن المغرب فقد علق بوش وهو (بمنصب رئيس اقوى دولة في العالم) بعد الحادثة قائلا (هذا ثمن الديمقراطية!!) وترك كل شئ كما هو ولم يتابع منتظر رغم انه قادر على ان يسحقه كما تسحق النملة, بينما كانت ردة فعل منتظر(وهو صحفي مغمور اشتهر لاحقا عن طريق قندرته) حينما رُشق بالحذاء ان بدأ بالصراخ والنهيق ولم يحتمل ماحدث له لان الاعلام البعثي والعربي نفخه واعطاه حجما اكبر من استحقاقه فجعله يشعر وكأنه صنع التاريخ للعراق ولم يعرف ذلك الارعن المراهق بأن اخيار العراق وشعبه الابي يحتقرون فعلته, وما يبارك تلك الفعلة سوى البعثيين ومن يشاركهم افكارهم الانهزامية الضيقة.أن ثقافة القندرة التي وكما يبدو قد اصبح سوقها رائجا في منطقة الشرق الاوسط سوف تثري الثقافة الحديثة التي تمر بها هذه المنطقة بما يتلائم مع هذه المعطيات الجديدة التي بدأت تغزو مجتمعنا بشكل متسارع ... وكأنني ارى احد انصار هذه الثقافة من الشباب الدارسين في احدى جامعات منطقة الشرق الاوسط سوف تكون اطروحته لنيل شهادة الماجستير او الدكتوراه حول (الابعاد الايدولوجيه لثقافة التراشق بالقنادر ودورها في تحرير الاراضي العربية المحتلة)!!... ومن يدري فربما سوف يقوم بعض المستشارين لقادة امتنا العربية المجيدة بتقديم توصية ومن خلال اولئك القادة العظام الى وزارات التعليم والتربية في دولهم لادخال منهج ثقافة التراشق بالقنادر كدرس اساسي في التربية الاخلاقية للجيل العربي الجديد لكي يتم تنشئة جيل ثوري يتمكن من احداث التوازن العسكري وتحرير الاراضي المحتلة في فلسطين والجولان عن طريق شعار(القندرة اولا) لكي يحقق العز والمجد الذي استُلب من امتنا العربية الخالدة!!. بعد هذه الافكار التي راودتني انتبهت الى نفسي ووجدت ان الوقت قد دهمني فلبست (قندرتي) بسرعة وغادرت بيتي فتفاجأت بالجو الممطر بغزارة ولكنني كنت مجبرا على الذهاب مهما كانت الظروف وبعد سير لعدة دقائق في تلك الشوارع التي تسيل فيها المياه نتيجة تلك الامطار وبعد تشبع حذائي بالماء لم اشعر الا وقد انخلع الجزء الاسفل لاحدى الفردتين فأصبحت كمن يسير حافيا في الماء فسلمت امري الى الله ورجعت الى داري مرة اخرى بحثا عن حذاء جديد بدل قندرتي التالفه.لقد كتب احد الشعراء الشعبيين العراقيين قصيدة ساخرة عن الموضوع (واسمه عواد العابدي) بعنوان:يسقط الصاروخ تحيا القندره... هذه بعضٌ من ابياتهايسقـط الصـاروخ تحيـا القنـدرة للعروبـة اليـوم صـارت مفخـرة
انهزمت اجيوش العرب يوم النـزال والسلاح انهار في سـوح القتـالگمنـه نتحـدى القنابـل بالنـعـال واليعاديـنـه بـحـذاء انـدمـرهيسقـط الصـاروخ تحيـا القنـدرةومصطفى البكري سعيد ابهل خبـر ايبارك الامـة العريقـة ابهالنصـرصـارت بمليـار چزمـة منتظـر اغلى من سعـر الشبـح يمعتبـرهيسقـط الصـاروخ تحيـا القنـدرة
التمت العربـان مـن بـان وبنـي وامـة الامجـاد ابـد مـا تنثنـيامـة تنجـب منتظـر مـا تنحنـي وبوش اجه لبغداد ياهـو القشمـرهيسقـط الصـاروخ تحيـا القنـدرة
رجعت الجـولان والمقـدس رجـع والعدو الغاشم لگف بشتـه وشلـعثاري عدنه سلاح لـو بيهـم وگع محـد يلـحگ يشغـل الصـافـرةيسقـط الصـاروخ تحيـا القنـدرة
قندره ازغيره وشفت كلشي ارتبـك والله لـو بسطـال چا سـوه فلـكحتى سور الصين چا طـاح وهلـك وبجزر هـاواي صـارت مجـزرهيسقـط الصـاروخ تحيـا القنـدرة
احنه عدنه اسلاح يسـوا النـووي اصله جلـد ابعيـر فعـال وقـويابساحة الميـدان يشويهـم شـوي وخلـي ينتظـرون جلـد البـقـرهيسقـط الصـاروخ تحيـا القنـدرةارتفعت اسعـار القنـادر والجلـود عمله صعبه وهربوها امن الحـدودقاذفـات اتحولـت تمحـي اليهـود وحتى باليابـان صـارت شوشـرهيسقـط الصـاروخ تحيـا القنـدرة
انتصرت الامة بعد طـول انتظـار وصارتلها القنـدرة رايـة وشعـارنحرر المقدس تـره وكـل الديـار ونمشـي للصومـال هـم نحـررهيسقـط الصـاروخ تحيـا القنـدرة
دخلـوا التاريـخ هالمـره العـرب وگلبوا الدنيـا وموازيـن الحـربهذه جديـات صـارت مـو لعـب والسـلاح الاســود اول بــادرهيسقـط الصـاروخ تحيـا القنـدرة
https://telegram.me/buratha