الشيخ الدكتور خالد الملا
لعل القارئ لهذا العنوان يصاب بالذهول والإبهام ولربما بالاستغراب والاستفهام ولكن إذا ما وقفنا حقيقة عند هذا العنوان الساخر سوف نجد أنفسنا بحق نحتاج إلى وقفة وتأمل وعبرة تفكر والذي يدفعني لهذه الشجاعة في طرح مثل هذه المواضيع هو كثرة قراءتي للأديب العبقري الشيخ على الطنطاوي رحمه الله تعالى أو للمنفلوطي أو مصطفى السباعي وهنا لا أعتقد أن أحدا من الناس قبل عام من كتابة هذا المقال إلاّ وقد تعرف على حذاء منتظر الزيدي والذي بث على كل قنوات العالم الفضائية وهو يطير في الأجواء والتي حاولت بعض الجهات والقنوات بل بعض الحكومات أن تحوله إلى حذاء بطل قومي صنديد مقاوم بل إن البعض اختلق الأكاذيب فوضع أسعارا خيالية لثمن ومزادات هذا الحذاء والتي لم يحلم فيها احد ولا أظن أبدا أن حذاء الزيدي كان يريد هذه الطموحات والأحلام والأثمان الوهمية وهنا ينبغي أن نلتفت إلى الوراء قليلا لكي نتعرف على النظام الذي كان يحكم العراق قبل سنين لنطرح سؤالا ماذا لو رُشق شرطي في وزراة الداخلية السابقة أو ضابط امن بحذاء من احد المواطنين العراقيين وعن طريق الخطأ ماذا يحدث لذلك الراشق المسكين لعله من المؤكد سوف يلقى به في احد السجون بتهمة الاعتداء على موظف في أثناء الدوام الرسمي وإهانة للنظام السياسي وعلم الدولة ولهيبة الوطن وسلامة الأمن الوطني القومي والى تهم أخرى تؤدي به إلى السجن كعقوبة مخففة يقضيها (بالآه والونة) أما لو رُشق ذلك الحذاء على بعد أمتار من قائد العراق الأوحد الذي لا شريك له!!!!! لكانت النتيجة عبارة عن عقوبات جماعية لعشيرته وقبيلته وأفراد عائلته وحتى إلى محافظته والبقية تعرفونها أيها القراء الكرام ولست مدافعا عن الرئيس الأمريكي فإن نظامهم الديمقراطي يسمح لهم أن يتقبلوا ذلك الأمر
ولكن بصفتي مواطن عراقي من حقي والدستور ضمن لي حرية الرأي أن أدافع عن رئيس وزراء العراق الحالي الذي مر حذاء الزيدي على بعد سنتمترات معدودة من وجهه ومع هذا لم يتصرف رئيس الوزراء العراقي المنتخب تصرفا شخصيا ينتقم فيه لنفسه من هذا الموقف المتهور ولم يقتل هو ولا أخوه الذي دافع عنه بشتى الوسائل والممارسات المشروعة وغير المشروعة ولم يهجر أو يحتجز أهله كما كان يفعل بأهالي الموقوفين السياسيين من قبل ولم تُنسف قريته ولم تُحرث أرضه بل لم تغلق القناة أو المؤسسة الإعلامية التي كان يعمل بها قبل أن يكون بطلا قومجيا بل مرت الأمور بسلاسة وغاية في الشفافية وخرج الزيدي المجاهد بحذائه سالما وقد استقبله أتباعه وأنصاره والذين يؤمنون بنظرية الأحذية الطائرة وعقد مؤتمرا صحفيا شتم الحكومة العراقية ولم يستثن أحدا منها وظهر للناس بحذائه أنه بطل قومي سيتصدى للأمريكان ويحرر العراق ويرجع حق الأرامل والأيتام بعد أن يسترجع ضرسه الذي كُسر!!!!
نعم لقد أراد أن يلعب هذه اللعبة كي تعلق صوره على الجدران لكن سرعان ما فهم الجمهور العراقي وزن هذا الشاب المتهور الذي لم يحترم مهنته وقلمه واستبق قدره فأصبح نسيا منسيا وذلك من خلال حديثه لبعض القنوات التي تحدث إليها بعد خروجه من السجن ثم سافر بنفس اليوم على متن طائرة خاصة إلى دمشق ومنها ليكمل مشواره القومي في تحرير العراق وطرد المحتل ليرتمي فورا في أحضان أوربا عله يجد أحدا يصغي إليه لكنه فوجئ وهو في باريس يُرشق بفردة حذاء من صحفي عراقي وهو يستمع إلى ذلك الشاب المتطلع في أحلامه البنفسجية كيف يتاجر ويغامر بدماء العراقيين لجمع المال ولكن أخاه لم يتحمل أن يُضرب الزيدي بهذه الطريقة المتردية فنهال ضربا وشتما على الراشق ومع هذا فالمكانة الرسمية والبروتوكولية بين الزيدي وبين رئيس وزراء العراق المنتخب مكانة كبيرة جدا والفرق بينهما شاسع لكننا نجد شقيق منتظر الزيدي انهال بالضرب والشتم على الصحفي الراشق و لم يتحمل أن يرشق عضيده بفردة حذاء من صحفي أراد أن يعبر عن رأيه بنفس نظرية الزيدي الطائرة فلله در الذين كانوا يحيطون برئيس وزراء العراق حينما مر الحذاء بوجه رئيسهم وكان من واجبهم الوطني والشرعي أن يحموه ولكن بعضهم اكتفى بضربات لا تعدوا أن تكون ردة فعل اعتيادية في مثل هذه الأجواء وأتحدى رؤساء العرب وملوكهم ووزرائهم أن يتعاملوا مع هذه القضية بنفس هذا التعامل أي كما تعامل رئيس الوزراء العراقي مع الزيدي وهنا لابد أن أقف عند قضية أخرى وهي جوهرية أن العراقيين مع كل الأخطاء التي وقعوا فيها لكنهم يعيشون حياة ديمقراطية وفيها متنفس كبير للحرية لكن بعض الناس لا يريد أن يرضى بهذا الواقع لأنه واقع مرير بالنسبة للرافضين للعراق الجديد أقول يكفي أن نتاجر بدماء العراقيين ويكفي أن نتعامل مع الأمور بالعواطف الجياشة واجعلونا نتعامل بواقعية أيها العرب يا من تدعون إلى تحرير العراق عبر إرسالكم للبهائم البشرية التي تقتل أبنائنا هل يوجد دولة عربية تخلُ من قاعدة أمريكية بل أن بعض الأمراء والملوك استقبلوا الرؤساء الأمريكان بالسيف والدبكة العربية والرقصة البدوية فأين انتم عن هؤلاء أقول يكفينا هذه المزايدات والمهاترات البهلوانية ولنلتفت إلى بناء العراق ولا تنخدعوا بكل هذه الشعارات الكاذبة التي تريد أن تجعلكم وقودا لمخططاتهم الدنيئة والأيام دول وحذاء بحذاء .الشيخ الدكتور خالد الملا عضو الإتلاف الوطني العراق ورئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب
https://telegram.me/buratha