المقالات

حذاء .... بحذاء

1214 08:09:00 2009-12-03

الشيخ الدكتور خالد الملا

لعل القارئ لهذا العنوان يصاب بالذهول والإبهام ولربما بالاستغراب والاستفهام ولكن إذا ما وقفنا حقيقة عند هذا العنوان الساخر سوف نجد أنفسنا بحق نحتاج إلى وقفة وتأمل وعبرة تفكر والذي يدفعني لهذه الشجاعة في طرح مثل هذه المواضيع هو كثرة قراءتي للأديب العبقري الشيخ على الطنطاوي رحمه الله تعالى أو للمنفلوطي أو مصطفى السباعي وهنا لا أعتقد أن أحدا من الناس قبل عام من كتابة هذا المقال إلاّ وقد تعرف على حذاء منتظر الزيدي والذي بث على كل قنوات العالم الفضائية وهو يطير في الأجواء والتي حاولت بعض الجهات والقنوات بل بعض الحكومات أن تحوله إلى حذاء بطل قومي صنديد مقاوم بل إن البعض اختلق الأكاذيب فوضع أسعارا خيالية لثمن ومزادات هذا الحذاء والتي لم يحلم فيها احد ولا أظن أبدا أن حذاء الزيدي كان يريد هذه الطموحات والأحلام والأثمان الوهمية وهنا ينبغي أن نلتفت إلى الوراء قليلا لكي نتعرف على النظام الذي كان يحكم العراق قبل سنين لنطرح سؤالا ماذا لو رُشق شرطي في وزراة الداخلية السابقة أو ضابط امن بحذاء من احد المواطنين العراقيين وعن طريق الخطأ ماذا يحدث لذلك الراشق المسكين لعله من المؤكد سوف يلقى به في احد السجون بتهمة الاعتداء على موظف في أثناء الدوام الرسمي وإهانة للنظام السياسي وعلم الدولة ولهيبة الوطن وسلامة الأمن الوطني القومي والى تهم أخرى تؤدي به إلى السجن كعقوبة مخففة يقضيها (بالآه والونة) أما لو رُشق ذلك الحذاء على بعد أمتار من قائد العراق الأوحد الذي لا شريك له!!!!! لكانت النتيجة عبارة عن عقوبات جماعية لعشيرته وقبيلته وأفراد عائلته وحتى إلى محافظته والبقية تعرفونها أيها القراء الكرام ولست مدافعا عن الرئيس الأمريكي فإن نظامهم الديمقراطي يسمح لهم أن يتقبلوا ذلك الأمر

ولكن بصفتي مواطن عراقي من حقي والدستور ضمن لي حرية الرأي أن أدافع عن رئيس وزراء العراق الحالي الذي مر حذاء الزيدي على بعد سنتمترات معدودة من وجهه ومع هذا لم يتصرف رئيس الوزراء العراقي المنتخب تصرفا شخصيا ينتقم فيه لنفسه من هذا الموقف المتهور ولم يقتل هو ولا أخوه الذي دافع عنه بشتى الوسائل والممارسات المشروعة وغير المشروعة ولم يهجر أو يحتجز أهله كما كان يفعل بأهالي الموقوفين السياسيين من قبل ولم تُنسف قريته ولم تُحرث أرضه بل لم تغلق القناة أو المؤسسة الإعلامية التي كان يعمل بها قبل أن يكون بطلا قومجيا بل مرت الأمور بسلاسة وغاية في الشفافية وخرج الزيدي المجاهد بحذائه سالما وقد استقبله أتباعه وأنصاره والذين يؤمنون بنظرية الأحذية الطائرة وعقد مؤتمرا صحفيا شتم الحكومة العراقية ولم يستثن أحدا منها وظهر للناس بحذائه أنه بطل قومي سيتصدى للأمريكان ويحرر العراق ويرجع حق الأرامل والأيتام بعد أن يسترجع ضرسه الذي كُسر!!!!

نعم لقد أراد أن يلعب هذه اللعبة كي تعلق صوره على الجدران لكن سرعان ما فهم الجمهور العراقي وزن هذا الشاب المتهور الذي لم يحترم مهنته وقلمه واستبق قدره فأصبح نسيا منسيا وذلك من خلال حديثه لبعض القنوات التي تحدث إليها بعد خروجه من السجن ثم سافر بنفس اليوم على متن طائرة خاصة إلى دمشق ومنها ليكمل مشواره القومي في تحرير العراق وطرد المحتل ليرتمي فورا في أحضان أوربا عله يجد أحدا يصغي إليه لكنه فوجئ وهو في باريس يُرشق بفردة حذاء من صحفي عراقي وهو يستمع إلى ذلك الشاب المتطلع في أحلامه البنفسجية كيف يتاجر ويغامر بدماء العراقيين لجمع المال ولكن أخاه لم يتحمل أن يُضرب الزيدي بهذه الطريقة المتردية فنهال ضربا وشتما على الراشق ومع هذا فالمكانة الرسمية والبروتوكولية بين الزيدي وبين رئيس وزراء العراق المنتخب مكانة كبيرة جدا والفرق بينهما شاسع لكننا نجد شقيق منتظر الزيدي انهال بالضرب والشتم على الصحفي الراشق و لم يتحمل أن يرشق عضيده بفردة حذاء من صحفي أراد أن يعبر عن رأيه بنفس نظرية الزيدي الطائرة فلله در الذين كانوا يحيطون برئيس وزراء العراق حينما مر الحذاء بوجه رئيسهم وكان من واجبهم الوطني والشرعي أن يحموه ولكن بعضهم اكتفى بضربات لا تعدوا أن تكون ردة فعل اعتيادية في مثل هذه الأجواء وأتحدى رؤساء العرب وملوكهم ووزرائهم أن يتعاملوا مع هذه القضية بنفس هذا التعامل أي كما تعامل رئيس الوزراء العراقي مع الزيدي وهنا لابد أن أقف عند قضية أخرى وهي جوهرية أن العراقيين مع كل الأخطاء التي وقعوا فيها لكنهم يعيشون حياة ديمقراطية وفيها متنفس كبير للحرية لكن بعض الناس لا يريد أن يرضى بهذا الواقع لأنه واقع مرير بالنسبة للرافضين للعراق الجديد أقول يكفي أن نتاجر بدماء العراقيين ويكفي أن نتعامل مع الأمور بالعواطف الجياشة واجعلونا نتعامل بواقعية أيها العرب يا من تدعون إلى تحرير العراق عبر إرسالكم للبهائم البشرية التي تقتل أبنائنا هل يوجد دولة عربية تخلُ من قاعدة أمريكية بل أن بعض الأمراء والملوك استقبلوا الرؤساء الأمريكان بالسيف والدبكة العربية والرقصة البدوية فأين انتم عن هؤلاء أقول يكفينا هذه المزايدات والمهاترات البهلوانية ولنلتفت إلى بناء العراق ولا تنخدعوا بكل هذه الشعارات الكاذبة التي تريد أن تجعلكم وقودا لمخططاتهم الدنيئة والأيام دول وحذاء بحذاء .الشيخ الدكتور خالد الملا عضو الإتلاف الوطني العراق ورئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كورانى
2009-12-06
هذا الحذاء الذى طارعلى الزيدى كان سيفاا قطع لسانه وابتره يديه ورجليه انهوو والله والله والله رجل معتووه ومجوور لقد خابت امال الذين استئجروه بهذا الحذاء العراقى النضيف يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين صدق الله العظيم
الحجي
2009-12-04
اللة يحفضك ياشيخ خالد على هالاخلاق العالية اتمنى لك الموفقية وكل يوم يزداد اعجابنا بك اكثر
احسان مطشر العبودي
2009-12-04
العمل الشجاع الذي قام به (سيف الخياط)هو تعبير عن احتجاج مشروع وموقف نبيل من مواطن عراقي واعلامي شعر ان(الزيدي) استغل ماساة شعبه واخذ يتاجر بها.في سوق الدعاره العربيه والمهرجانات الغوغائيه التي تستنفر الشعارات الهمجيه, البعيده عن الانسانيه والعقل والحريه المبتعده عن جمالية الحياة. الانحطاط الفكري لدى المجتمع العربي الذي يعتبر(ثقافة القنادر) هي رمز شامخ لحضارته.. فاي حضاره تحتفي بمراهق تصرف بسلوك ابناء شوارع, اخيرا طوبى لحضارة العرب المتمثله بالاسكافي(القندرجي) منتظر الزيدي!!!
قلم رصاص
2009-12-03
بحق الحق لو كنت أستطيع لبنيت صرحا شامخا للسيد سيف الخياط الذي ألجم ذلك اللو... الزيدي بفردتي حذاءه لان الزيدي التافه وأمثاله من الخشلوكي ومذيع بيان رقم واحد على قناة البعثاويه اللصوصيه ,هؤلاء لايعرفون سوى لغة الحذاء والجلاق والاهانه والتحقير لانهم وببساطه ديوثون وأبناء سقط ,سماحة الشيخ الملاّ:نحن ممتنون لكم سيدي والى قلمكم الحر وعقلكم النير وطهركم البّر,ولازلت أقول يجب أن يعرى ذلك اللو.. الزيدي التافه الذي إحتضنه البعثيون والقوميون في فرنسا التي لم يك يحلم برؤيتها سوى على التلفاز ,والقادمات اكثر
زيد التميمي
2009-12-03
الى الصحفي سيف اثلجت قلوبنا و قلوي كل عربي غيور على وطنه و امته بارم الله فيك يا سيف و بارك الله بكل صحفي شريف مثلك
احمد الربيعي
2009-12-03
سلمت يمين الصحفي سيف الذي رمى منتظر الزيدي بحذائه..فلقد راينا الذل والهوان على وجه الطائش منتظر في تلك اللحظه ويالها من لحظه وهي بالفعل انتقام لشهداء العراق الذين رقص الزيدي على دمائهم..اراد الصحفي سيف ان يجعل منتظر يحس بخطئه ورعونته ونجح في ذلك..والحمد لله الذي جعلنا نرى الاهانه ترد الى نحر البعثي منتظر الزيدي الذي اهان الصحافه العراقيه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك