قلم : سامي جواد كاظم
المعتقل هو الشخص الذي يودع الاعتقال ومكان الاعتقال يسمى كذلك معتقل بفتح التاء والقاف والمعتقِل بكسر القاف هو الشخص الذي يقوم بالاعتقال ، هذه معلومة لغوية ولكن غاية مراد البحث هو الشخص المتهم بجريمة من الشيعة ومن الوهابية والاقرب للايضاح هو المعتقل في بلاد ليست بلاده .الكل مطلع على الاخبار عندما تسمع ان الدولة الفلانية اعتقلت كذا متهم وهم من الشيعة او المسلمين ومرات شاذة يقال عنهم من السعودية المتشددين وملخص ما يصلون اليه من نتيجة ان هذا المتهم هو مسلم ومن ثم يبدأ الحديث عن ارهاب المسلمين .هذه المعايير لا يطبقونها على المتهمين والارهابيين من بقية الاديان بل يكنوهم بقومياتهم ولا يقولون هذا يهودي او ذاك مسيحي فالمجرمون في شركة بلاك ووتر لا صلة لهم باليهودية ولا بالمسيحية ؟ والاستعمار البريطاني لا صلة له بالدين وحرب بوش لا صلة لها بالفكر الصهيومسيحي ، وهكذا .وكما انه ليس بخاف عليكم ان الدول العربية هي كذلك تعتقل اشخاص سواء من ابناء بلدهم او من بلدان عربية اخرى يقولون المعتقل الفلاني من الشيعة او من السنة المتشددين وبعض الاحيان من السعودية ، ولا يجرأ احد ان يقول من الوهابية وان كان هذا لا يضر فهوية الوهابية معلومة .ولكن غايتي ليست التسمية بقدر ما هو معرفة الفرق بين المعتقل الشيعي والمعتقل الوهابي ؟ فكل العالم بما فيها الدول الاسلامية والغير اسلامية اذا ما اعتقلت شخص ما من الطائفة الشيعية تكون تهمته بانه يحمل فكر واما المتهم من الوهابية تهمته يحمل حزام ناسف ، او يقال عن المتهم الشيعي ينشر فكر والمتهم الوهابي يخطط للتفجير او لنشر افكار تحرض على العنف .في المغرب العربي اكثر من مرة اعلنوا القاء القبض على خلايا ارهابية بالكامل من الوهابية ويقال عنهم من المتشددين مجاملة لاصحاب العلاقة ، بل وحتى في اوربا اكتشفوا اكثر من خلية ارهابية اعلنوا عنها وعن هوية افرادها ومموليها والافكار التي يحملونها ، خلية واحدة القي القبض عليها في مصر نسبت الى حزب الله وكانت كل ادعاءاتهم مبتورة محتاجة الى توضيح والبعض منها فضحتهم ، فالخلية التي نسبت الى حزب الله ليسوا بالكامل هم من الشيعة هذا اولا وثانيا التهمة لا يمكن الافصاح عنها لانه لا دليل على حزام ناسف بحوزتهم فتم لصق تهمة التامر على قلب نظام مبارك ، وهذه التهمة وجدوها (مسخرة ) فاستبدلوها بان هؤلاء يعرضون امن البلد الى الفوضى حيث التهمة الحقيقية لهم هو تهريب السلاح للمقاومة الفلسطينية حتى يقاومون اعداء العرب باقرار العرب .المهم لم يتم اعتقال شيعي واحد يفخخ سيارة او يحرض على القتل او يساعد على الاغتيال بل الاعتقال لانه يحمل فكر يصعب على كل اصحاب الايديولوجيات دحضه او نقاشه فغير الاعتقال لا يمكن لهم رده .في حين نجد المتهم من الفكر الاخر تهمته تسبقه ومع الادلة الواضحة كوضوح الشمس انه يخطط للارهاب والتفجير ومن على هذه الشاكلة اسالوا معتقلات العالم . حتى في السعودية نفسها فالمعتقل الشيعي تجدون تهمته الحسين عليه السلام وكم من مغيب في طوامير سجونهم لا لشيء لانهم يلتزمون فقه اهل البيت ، بل وحتى لو لفقت عليهم تهمة الارهاب فانهم لم ولن يجدوا من يصدقهم لا في السعودية ولا في العالم .المحنة التي مر بها العراق كلها ماسي ودماء ولكن الحمد لله فكم من ضارة نافعة والمنفعة التي اكتسبناها من هذه المحنة جاءت من خلال تعامل مرجعيتنا الرشيدة مع هذه الاعمال بفكر اهل البيت عليهم السلام من خلال البيانات والافتاءات التي صدرت من السيد السيستاني دام ظله ، فانه كان المثال الحي لفكر اهل البيت في التعامل مع البشرية حتى ان هنالك الكثيرين في العالم لا يعلمون ان هنالك اسلام حقيقي يرفض الدماء وكل اعتقادهم ان الوهابية هي الاسلام ولكن محنة العراق جعلهم يعرفون الاسلام الحقيقي وليس فقط المتعلق بالدين بل ان الاسلام هو الحياة بكل فروعها من دين وسياسة واجتماع وعلم والتجارب اثبتت ذلك في العراق فكم من محنة سياسية كان حلها عند المرجعية في النجف .
https://telegram.me/buratha