حميد سامي العتبي
كان أمير المؤمنين (ع) يمثّل القمّة في الفضائل و الكمالات و الخصال الرائعات حتى صار رمزاً و أسوةً لكلّ طالب علم أو فضل أو كمال ، حيث سار(ع) على نهج أستاذه و مربّيه رسول الله (ص). و قد جاءت الآيات تترى في على(ع) كآية التطهير و القربى و الإنذار و الإطعام و المباهلة و الولاية والطاعة و الإيمان و المبيت و البلاغ و إكمال الدين و إتمام النعمة وغيرها من الآيات الكريمة إضافة لسورة الدهر.
و كذا أحاديث الرسول (ص) منذ أول الدعوة عندما جمع عشيرته قائلاً:(من يؤازرنى و يكون أخى و وصيّى و وزيرى و خليفتى من بعدى) ليكون على (ع) هو الوحيد الحائز على كلّ هذه الأوسمة. وحديث الكساء و المنزلة والمدينة والباب والمؤاخاة و المبيت والحروب و الحكمة حتى بيعة الغدير ليقول (ص):( من كنت مولاه فهذا على مولاه ، أللهمّ وال من والاه و عاد من عاداه) وغيرها كثير. و قد شرح الإمام على (ع) علاقته العظيمة برسول الله(ص)، قائلاً (و لقدعلمتم موضعى من رسول الله و القرابة القريبة و المنزلة الخصيصة ، وضعنى فى حجره و أنا ولد، يضمّنى إلى صدره و يكنفنى فى فراشه و يمسّنى جسده و يشمّنى عرفه ، و كان يمضغ الشىء ثمّ يلقمنيه ، و ما وجد لى كذبة فى قول و لا خطلة فى فعل ،و قد كنت أتّبعه اتباع الفصيل لأثر أمّه ، يرفع لى فى كلّ يوم من أخلاقه و يأمرنى بالأقتداء به ، و لقد كان يجاورنى كلّ سنة بحراء فأراه و لا يراه غيرى ، و لم يجمع بيت واحد يومئذ غير رسول الله و خديجة و أنا ثالثهما ، أرى نور الوحى و الرسالة و أشمّ ريح النبوّة).
وقد قيل في الأمير (ع) الكثير الكثير. فمن الصحابة مثلاً قال أبو بكر: ( قال رسول الله: لا يجوز أحد الصراط إلاّ من كتب على ّ له الجواز) ، و قال عمر بن الخطاب:( لولا على لهلك عمر) ، و قالت عائشة:(على أعلم الناس بالسنة) ، و قال عبد الله بن عباس :(علمى و علم باقى الصحابة من علم على كقطرة فى سبعة أبحر) ، وقال ابن مسعود:(عند على علم القرآن كلّه، ظاهره و باطنه)، و قال معاوية:(إن عليا كان رسول الله يغره العلم غرا) ، و قال عمرو بن العاص:(على أخو رسول الله و وصيّه و وارثه و قاضى دينه و منجز وعده).
ومن غير الصحابة مثلاً قول إبن أبى الحديد المعتزلى فى شرحه لنهج البلاغة : (ما أقول فى رجل تعزى إليه كلّ فضيلة ، و تنتهى إليه كلّ فرقة ، و تتجاذبه كلّ طائفة. فهو رئيس الفضائل و ينبوعها و أبو عذرها و سابق مضمارها و مجلى حلبتها، كلّ من بزغ فيها بعده فعنه أخذ و له اقتفى و على مثاله احتذى). و قال الشافعى: ( ماذا أقول فى رجل أخفى أولياؤه فضائله خوفاً ، و أخفى أعداؤه فضائله بغضاً ، و ظهر مابين هذين ما ملأ الخافقين). و قال أحمد ابن حنبل: (الصحابة فى الأرض و على فى السماء لايطاول) ، و قول معاوية بن يزيد:(إنّ هذه الخلافة حبل الله تعالى ، و إنّ جدى معاوية قد نازع فى هذا الأمر أهله و من كان أحقّ به منه على بن أبى طالب لقرابته من رسول الله و عظم فضله و سابقته ، أعظم المهاجرين قدراً و أشجعهم قلباً و أكثرهم علماً و أولهم إيماناً و أشرفهم منزلةً و أقدمهم صحبة) ، و قال الخليل الفراهيدى:(إستغناء على عن الكل و احتياج الكل إليه دليل على أنّه إمام الكل). و قال أحدهم فيه:( لم أعجب من راهب ترك دنياه و عبد فى صومعته، و لكن أعجب ممّن صارت الدنيا تحت قدميه فزهد فيها حتى صار راهبا، و معبّراً عنها بعفطة عنز أو خصف نعل إلاّ ان يقيم حقّاً او يدحض باطلاً). و لماذا كل ذلك ؟! للإخلاص لله تعالى و تطليق الدنيا و مساعدة المحتاجين و سعيه لتحقيق العدالة الإجتماعيّة و إيثاره المصلحة العامة.
https://telegram.me/buratha