هشام حيدر
تعاقبت على حكم العراق انظمة (علمانية) جعلت سكان عاصمته يتحسرون على عمران غزة والخرطوم واديس ابابا!!وصاحت باهله (انتشروا)...فانتشروا في كل بقاع العالم حتى ان بعضها لم نسمع بها نحن في (الداخل ) حتى الان !ثم وقفت صارخة بوجه من تبقى....(وانتوا مش حتنتشروا..؟؟)!!ولعل اول الانظمة اللادينية بعبارة اصح كان النظام الاموي حيث عبر اول رموزه معاوية بن ابي سفيان عن ذلك بقوله لاهل العراق (اني لم اقاتلكم لتصوموا او لتصلوا واني لاعلم انكم لتفعلون ذلك! لكني قاتلتكم لاتامر عليكم)!وهكذا توالت الانظمة التي لم تكتف بفصل الدين عن الدولة بل انها حاربت وقمعت الدين واهله بل واستعانت في كثير من الاحيان برموز ملحدة لتقارع بهم علماء الدين !فعرف العراق الحكم الاموي الدموي الذي لو لم يرتكب الا مجزرة الطف لكفى.. ثم تلاه الحكم العباسي الذي برع وتفنن في التنكيل والقمع حتى قال الشاعر (تاالله مافعلت امية في ظلمها معشار مافعلت بنو العباس)!!فاي مجارز واي مقابر اسس بنو العباس حتى كانت مجازر ال امية لاتعد معشارا لما فعلته..؟؟وقبل ان ياتي احدهم بمثال هنا او هناك للدلالة على اقحام الدين من قبل هذا الحاكم او ذاك فاقول ان صدام يوما ما اعلن عن انطلاق (حملة ايمانية)....فهل نحن مصدقوه؟وهل ان صدام كان اسلاميا او كان ذو توجه اسلامي ولو بفعلته تلك؟اخر الانظمة كان نظام البعث الفاشستي... عفلقي التاسيس شيوعي التحالف.. لضرب الحركة الاسلامية (الرجعية)!!لكنه يوم حاول التفرد والانقلاب على الشريك الشيوعي المغفل ميز بين شيوعي(شيعي)واخر(سني)فحكم الاول بالاعدام والثاني بالسجن ثم اطلق سراحه بالعفو!!وهكذا ظل الشيعي يدفع ثمن حكم على قريب له من الدرجة الرابعة رغم ان هذا لاينطبق على السني او المسيحي حتى كما راينا في قصة منير رفا ابن اخ المجرم طارق عزيز الذي قاد طائرة الميك وهرب بها الى اسرائيل!!وظلت عقدة الطائفية مستحكمة عند من تربوا في احضان المندوب السامي البريطاني ومزاحم الباججي وعبد المحسن السعدون وعبد السلام عارف حتى حين خرجوا من العراق خوفا على رقابهم من مقصلة البعث(العلماني-الطائفي)!وان ادعى بعضهم او تظاهر بخلاف ذلك!يرى البعض ان المشكلة اصلا طائفية الجذور لكنها تؤطر باطار سياسي ويرى اخرون عكس ذلك اي انها مشكلة سياسية مؤطرة بالاطار الطائفي....مستندين الى موقف الشيعة من الغزو ثم الاحتلال البريطاني الذي دفع بقادة الاحتلال للاستعانة بالسنة للتنكيل بالشيعة الذين اذاقوا البريطانيين مالم يذوقوه في كافة ارجاء امبرطوريتهم التي لاتغيب عنها الشمس!(راجع سلسلة مقالات للكاتب بعنوان- شيعة العراق بين احتلالين)!وهذا ادى بالتالي الى تشخيص الشيعة من قبل الانظمة الاستعمارية وحيث اننا نقع في منطقة النفوذ البريطاني التي تحولت دفة القيادة فيها للاميركان فان الملف الشيعي بتفاصيله والتوصيات المرفقة معه انتقلت للراعي الجديد الذي تفنن بدوره بالتنكيل بالشيعة من خلال حرب السنوات الثمان بين الشيعة والشيعة اضافة الى التنكيل الجماعي بهم الذي رافق ذلك تحت يافطة (تصفية الاحزاب الرجعية)..ثم مسرحية (غزو الكويت) التي تطلبت تدمير بنى العراق التحتية وضرب وسطه وجنوبه (حصرا)بمئات الاطنان من اليورانيوم المنضب ليصاب معظم سكان تلك المناطق لاسيما البصرة بالسرطان او هم في طريقهم اليه..ثم مسرحية (الحصار الجائر)الذي خرج من خرج من الشيعة منه (عظم وجلد)بينما اتخم القدر العراقي حينها حتى (توجان فيصل) وهي في عمان !
وبين الراي الاول والراي الثاني حول جذر المشكلة لم اسمع براي يزاوج بين الاثنين... وهو الراي الذي اذهب اليه!
اذ ان العقدة الطائفية (عند البعض)تنشا معه من الجو الاسري وتنمو معه كما ينمو فتبدا بالحبو وتنتهي بالقفز والجري!ومهما قفز محاولا التخلص من جذوره او معتقداته الدينية او السياسية او الاجتماعية الا ان هذه العقدة تقفز معه اينما حل لانها صارت جزءا مستحكما في ذاته وشعوره ولاشعوره!وهذا الامر ينطبق على الكثير من الدول العربية والاسلامية لاسيما من يعيشون في معتقل ال سعود او مايسمى بالمهلكة العربية السعودية فهؤلاء تربوا على ان يبغضوا الشيعة اكثر من بغض الشيطان ان كانوا يبغضونه اصلا فانهم لايجدون من يحرضهم عليه لذا فلاعجب من تحريم الدعاء لحزب الله اذ يون ان يهود تل ابيب اقرب اليهم من شيعة الضاحية الجنوبية !لذا فاني اوجه كلامي لمن يعجب من الطائفية المقيتة التي يراها البعض تفوح من بعض الافواه(العلمانية) التي لاتمت باية صلة لاي دين فضلا عن اي مذهب حيث كان هؤلاء اداوت قمعية ارهابية بيد الطاغية سواء من تضررت مصالحه يوما لسبب او لاخر فهرب من بطش سيده او من بقي فيه حتى لحظة سقوط الصنم!يروي بعض الاخوة من معتقلي (الامن العامة) ان كل الضباط هناك كانوا سفلة اوغادا لم يدعوا فاحشة الا ارتكبوها ولم يفتهم صنف خمر لم يتذوقوه وكانت كلمات الكفر فاكهة مجالسهم!وكان هؤلاء دوما...يبغضون الشيعة كافراد وكعقيدة في نفس الوقت!يسخرون من ائمتهم وشعائرهم وعلمائهم ورموزهم....وللحق فهم يسخرون كذلك من الصلاة والصوم الحج لكنهم لايجرؤون على السخرية من الخلفاء او بعض الصحابة او المشايخ !ولم يكن كل هؤلاء ...مسلمين بل كان فيهم بعض المسيحيين او اليزيديين ! لكنهم يشتركون مع زملائهم في بغض الشيعة على وجه الخصوص!كما يروي هؤلاء الاخوة عن ضابط تحقيق يدعى(الحجي)لانه كان (متدينا)..له غرفة خاصة يمنع دخول المشروبات اليها ويحتفظ بالمصحف على مكتبه دوما وله سجادة صلاة مفروشة ليلا ونهارا لانه حين يفرغ من التعذيب والتحقيق يعود...لصلاته!ويبقى القاسم المشترك الاكبر والاصغر بين كل هؤلاء بمختلف توجهاتهم التي تطغى عليها العلمانية طبعا .....بغض الشيعة !
عموما....قبل ان اخوض في وحل العلمانية واشرع بنشر غسيلهم الوسخ هنا وهناك في سلسلة مقالاتي الاخيرة قررت ولوج دار لهم كتب على بابها...(الحوار المتمدن)!ورايت انه يعنى بالفكر (الماركسي اليساري العلماني) اضافة الى ابواب اخرى يكون محورها هذا الاتجاه وان كانت سياسية او اجتماعية او ثقافية الخ اضافة الى الحملات الشعواء ضد (الاسلام السياسي) و(العنف ضد المراة)!!اول مقال ارسلته لهم كان بعنوان (التفصيل الكامل لما قبل مباراة انتخابات مجالس المحافظات..)..فلم ينشروه !وربما لانه تضمن اشارة لحكمة الامام السيستاني وكيف ارغم دعاة الديمقراطية على اجراء الانتخابات !وهذا يتنافى ويتناقض مع الوجهة العلمانية للمحاورين(المتمدنين)!!فالعلماني على حق وان حارب الديمقراطية والاسلامي متخلف رجعي وان اتى عبر صندوق الاقتراع!ارسلت المقال الثاني بعنوان (الاستحقاق الانتخابي بين لزكة جونسون واراضي الوزيرية) فتم نشره ليومين او ثلاثة ثم تم حذفه بعد ان علق عليه بعضهم بتهكم حول (ماهو متوقع من الاسلام السياسي)! وارسلت ردا ولم ينشر ثم حذف المقال !كتبت مقالا اخر بعنوان...انتخابات هي ام حرب كونية......فتم نشره ولم يحذف حتى الان لكنهم نشروا تعليقا مع المقال ينتقدني لاني (اختصرت الدور الايراني في العراق بجملة يتيمة )...فكتبت ردي الذي تضمن (ان هذه الجملة حتى وكل الفقرة الواردة فيها مقتبسة اصلا كما هو مشار) من موقع سعودي على مااذكر!ولم ينشر الرد!
وجدت مقالا هناك لعلماني (اخر تقليعة)....يرى ان الحكم كان اسلاميا يوم كان يتم عن طريق(الشورى)وهي الديمقراطية-كما يرى- اما نظام التوريث فهو ماساة الامة وهذا ماقامت عليه الانظمة التالية لحكم (الخلافة الراشدة)وهذا ماتقول به (الشيعة حيث تقول بالامامة)!والشيء بالشيء يذكر فقد وجدت (متمدنا)اخر يرى ان الاسلام لايربط الدين بالدولة حتى زمن الخلفاء وان لااحد يقول بعلاقة الدين بالدولة الا (اسرائيل ومايسمى بالمسيحية الصهيونية....والرافضة)!صاحبنا العلماني صاحب نظرية الشورى والديمقراطية علماني و(متمدن) لذا فهو بعيد عن سلبيات (الاسلام السياسي)وطائفيته !! الا اني وجدت له مقالا هناك...حيرني !عنوان مقال صاحبنا(مع شيعي غاضب)...وخلاصة المقال انه تهريج من جيب صاحبنا على انه (اتصال)من شيعي لم يخبرنا كيف عرف اسمه ورقم هاتفه يحتج على قيام كاتب المقال بتمزيق ملصقات للشيعة تعلن عن مواعيد محاضرات دينية او مجالس حسينية!فكتبت مقالا للرد عليه ولم ينشر كذلك رغم ان الموقع الماركسي اليساري العلماني نشر كل تلك الاهانات والجمل الطائفية التافهة المسيئة لكاتبها قبل ان تسيء للشيعة اصلا !قمت بمراسلة القائمين على الموقع....فلم اجد ردا....متمدنا او ...(رجعيا) حتى !ادناه نص رسالتي لادارة الموقع...
وهذا نص المقال-الرد عله يختصر الموضوع ويوفر علي عناء اعادة طرح الفكرة من جديد!------------
ردا على مقال حمادي بلخشين(مع شيعي غاضب)!
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=186017لاادري من اين ابتدىء وعلى ماذا ارد !!كان بودي اولا ان اسأل كاتب المقال (لو وجدت ملصقات تسيء للاسلام او لاي دين اخر هل كنت ستقضي وقتك وانت تتلفت يمينا ويسارا في طريقك لنزع تلك الملصقات)..؟وهل انك كنت تريد تبدي (حيادية) وتنفي عن نفسك صفة (الطائفية) وانت تصف مذهبا بانه اعمى والاخر بانه اعور..؟؟!ولست ادري بم تفسر رفضك الجلوس مع (اي شيعي)..؟؟ايها الكاتب البعيد عن الطائفية!!هل ترفض الجلوس كذلك مع اي سني مثلا ؟او مسيحي او يهودي؟او بوذي او مجوسي او هندوسي؟او شيوعي او راسمالي؟وهل تسمح لك قوانين البلد المضيف ان تفعل مافعلت ..؟؟؟وهل نظرت وكتبت مثل هذا المقال ضد الملصقات التي تنشر مسيئة لنبي تزعم انك تتبعه ..؟؟او رسوم انتشرت قبل فترة تسيء اليه وتسخر منه..؟؟ام ان صحابة النبي خير عندك من النبي نفسه وانت تنكر على الشيعي عصبيته للحسين اكثر من جده !!حقيقة انا لااعجب مما كتبتفقد عرفت المعارضة العراقية شريطا مسجلا لمعارضين وهم على مائدة الشراب وقد اخذ منهم الشراب ماخذه وقد كان محور حديثهم (ابتعاد الشيعة عن الدين)!!كما وجدت في موقع لـ(ملحدين خليجيين) يتحدثون فيه عن (بغض الشيعة للصحابة)!ويتحدثون عن (النهم الجنسي) عند الشيعة...مع وجود بعض الحالات( الشاذة) كذلك عند السنة !والادهى قيام حكومة البعث اليساري في العراق باعدام الشيوعيين (الشيعة) وسجن الشيوعيين (السنة) ثم اطلاق سراحهم بالعفو!بل هناك ماهو اضربحيث ينقل بعض الكتاب (الضرفاء) جدا قصصا رواها لهم (الجن) عن فساد ونفاق زملائهم من (الجن الشيعة)!!
الخلاصةليتنا نتصل بعالم الاموات لنعرف هل ان داء الطائفية مستشر هناك ايضا!!!-----------------------اخيرا اقول....
الحمد لله الذي جعل (قوات فيكا)المتحالفة تغزو الارض من طوكيو !!!ولو انها فعلت ذلك من بغداد لوقفنا على طائفيتها هي الاخرى وانى للشيعة حينها .....(بكرندايزر ) .. شيعي؟!!
هشام حيدرالناصرية
https://telegram.me/buratha